كشف الدكتور قاسم القصبي المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث أن الفرق الطبية في المستشفى تمكنت من مساعدة عائلة سعودية مصابة بلحميات القولون الوراثية (Familial Polyposis) في إنجاب أول طفل سليم عبر تقنية تحديد الجينات غير المصابة وهي التقنية التي تتوافر في المستشفى وتمنع توارث المرض في العائلة المصابة من خلال تسخير الخبرات الطبية التي توفّر أفضل رعاية صحية ممكنة لمواطنيّ المملكة العربية السعودية. ولفت الدكتور القصبي في اتتاح أعمال المنتدى السعودي العالمي لأمراض القولون والمستقيم، الذي انطلقت فعالياته صباح الأحد في فندق الفورسيزون بالرياض، بمشاركة نخبة من المتحدثين العالميين من بينهم 15 خبيراً من مستشفى سانت مارك البريطاني العريق في هذا المجال، إلى العديد من الخطط لمجابهة تزايد حالات سرطان القولون والمستقيم في المملكة واصفا حالات انتشار المرض بأنها أصبحت تمثل "هاجساً صحياً" مشيراً إلى أن آخر الإحصائيات المنشورة للسّجلّ الوطنيّ للأورام في عام 2009م "قد كشفت عن تشخيص ألف (1000) حالة سرطان للقولون والمستقيم في المملكة خلال عام واحد ليأتي في المرتبة الثانية من حيث أكثر السرطانات شيوعاً لدى المواطنين بعد سرطان الثدي". وأرجع الدكتور القصبي السبب الذي ساعد في الزيادة المطردة لسرطان القولون والمستقيم عاماً بعد عام إلى "تغيّر أنماط وأساليب الحياة في المجتمع السعودي خلال العقود الماضية" مشيراً إلى أن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث عالج نحو أربعة آلاف (4000) حالة من سرطان القولون والمستقيم منذ عام 1975م وحتى نهاية عام 2012م. وقال الدكتور القصبي أمام حشد من الحضور أنه "في ظلّ الاهتمام المتواصل والسعي الدؤوب لتقديم أفضل الخدمات الصحية، فقد استثمر مستشفى الملك فيصل التخصصيّ ومركز الأبحاث في مجال الطبّ الوراثي حيث تمّ إنشاء سجلّ لأمراض القولون الوراثية في عام 2010م وجرى فحص أكثر من ستمائة (600) شخص". وأضاف أن مستشفى الملك فيصل التخصصيّ ومركز الأبحاث دعم العديد من المبادرات في إطار الجهود الوطنية لمواجهة الاحتياجات المتزايدة لمرضى السرطان ومن ذلك دعم الكوادر الصحية بأحدث التقنيات ووسائل المعرفة، وتأهيلها من خلال الاستثمار طويل الأجل في تعليم وتدريب الشباب من الأطباء والممرضين والفنيين السعوديين لمواجهة احتياجات المملكة المستقبلية مشيراً إلى تأسيس برنامج الزمالة في جراحة القولون والمستقيم عام 2008م وتأسيس دبلوم معالجة المفاغرة المعويّة العام التالي وهو البرنامج الذي تمّ اعتماده من قبل الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، وحصل على اعتراف المجلس العالميّ لأخصائيّي معالجة المفاغرة المعويّة حيث يهدف إلى إعداد أخصائيّي معالجة المفاغرة المعويّة واستطاع البرنامج تخريج أخصائيات سعوديات في مناطق الرياض وجدة والدّمّام. وأوضح الدكتور القصبي أن مركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد في "تخصصي الرياض" الذي يجري إنشاؤه ويضم 300 سرير قد بلغ من الإنجاز 80% وفي مراحله الإنشائية الأخيرة مشيراً إلى أنه سيتمّ تجهيز المركز بأحدث التقنيات الطبية ودعمه بالكوادر المتخصّصة المؤهّلة، مشددا على أن المركز "سيساهم في تقديم أحدث ما توصّلتْ إليه التقنية في مجال الرعاية الصحية التخصّصيّة، كما سيزيد من الطاقة الاستيعابيّة للمستشفى بما يؤدّي إلى توفير العلاج لعدد أكبر من مرضى السرطان وأمراض الكبد".