لكل إنسان بداية ونهاية فى أمرٍ ما من أمور حياته فلا شيئ يدوم للأبد ولا شيئ يذهب ولا يعوض الله صاحبه بما هو خيراً منه ، ولكن نهاية الظالم محتومة ومرتبطة بقدرة الله عليه فى جعله عبرة لمن لا يعتبر ، للظلم أشكال كثيرة ومتنوعة ولكننا اليوم لم نتحدث عن الظلم بين النساء وبعضهن البعض فهناك بعض النساء خلقن ليكونن جنود لإبليس اللعين يفرقون ويكيدون للأخريات الغافلات ولا مانع لديهن من أن يغتابون ويصفون البشر بما ليس فيهم حتى ينجحوا فى تشويه صورتهم دون ضمير يراجع أو يحاسب فقط من أجل مصلحة شخصية أو حفنة أموال وهؤلاء ليس لهن نهاية إلى جهنم وبئس المصير فعلى نياتكم ترزقون ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ﴾ ، لكن اليوم أتحدث عن أقسى أنواع الظلم وهو الذى يقع على الإنسان حين يكون بسبب حكم النفس على النفس فعلى سبيل المثال شخص يستغل وجوده فى أحد المناصب ليبدأ رحلة ظلم على كل من هو أضعف منه ، يظلم دون شفقة أو رحمة ناسياً تماماً أن كل قوى هناك من هو أقوى منه فإذا نامت عين المظلوم الباكية وداوت الأيام جراح قلبه الضعيف ونسائم الرحمن ورحمته مسحت دموعه فالخالق لم ينسى شكواه ، فكل إنسان له كتيب تكتب فيه أعماله وسيحاسب عليها يوم الموقف العظيم ولو تدبر الظالم الأمر لعرف أن كل ما وصل إليه هو من عند الله وبقدرة الله يستطيع سلبه كل ما يملك فى لمح البصر ولكن الظلم والتحكم فى مصائر الضعفاء عون من أعوان الظالم على ظلمه ونفسه الأمارة بالسوء قد تمر الأيام ويبتلى الظالم الذى إستغل حكم النفس على النفس بما فعله فى من هو أضعف منه ولكن يكون أقسى وأشد حتى يشرب من نفس الكأس ولا يجد من ينقذه إلا أن يرفع يداه لله يسأله الرحمه والمغفرة ، قد يغفر له الله ولكن يجب أن يدرك الظالم جيداً أن المظلوم لن يغفر له فالإنسان مخلوق ضعيف ويتأثر كثيراً بالواقف التى تجرع فيها الذل والإهانة ، مهما مرت ظروف صعبة أو قاسية على الإنسان وذاق فيها طعم الظلم بسبب شخص ظالم وطاغى يجب أن يحمد الله على ما أصابه فمن نام يوماً ما مظلوم خيراً له من أن ينام ظالماً وهناك من يسهر يشكوه لقاضى القضاه عز وجل شموخ الجبال وعظمة البحور والأنهار لو تدبرها الظالم لعلم أنه لا يساوى أى شيئ أمام قدره الله عز وجل عليه ، فبدلاً من إهدار حياته فى ظلم الأخرين والتجبر عليهم يتأمل قدرة الله فى خلقه وأنه قادر على كل شيئ ، حرمان الأخرين حقوقهم وسلبها منهم وضياع حقوقهم يغيب العدل وبالتالى نجد أنفسنا أمام شخص أُنتزِعت الرحمة من قلبه للأبد وعاش على أوجاع الأخرين ، المصالح والعلاقات الشخصية تستطيع هدم أى مؤسسة أياً كان حجمها فكل تسلط وراءه محسوبية أو علاقة شخصية وعلى أساسها وقع شخصٍ ما بالمنتصف ليدفع الثمن من كرامته وجهده ووسط الإجحاف والظلم البَين يبحث المظلوم عن السبيل لنصرته ولا يجده يمضى وهو محروم من كل حقوقه لا يوجد نقطة ضوء بأخر نفقه المظلم ، ووسط هذا البئر العميق الذى وقع به ولا يستطيع النجاه يجد من سيحاسبه أيضاً على أتفه الأمور فقط لإنصاف شخصية ما إعتمدت على طرق الأبواب الخلفية ناسياً تماماً قول الله تعالى (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) سيرحل المظلوم يوماً ما عن دائرة الظالم ويتركها له يسعى فيها فساداً إلى ما لا نهاية وسيعوض الله المظلوم ليرى الظالم قدرة الله على العطاء الذى ليس له حدود فيزداد المظلوم بريقاً ونجاحاً وسط مجموعة حقيقية مؤمنة بالإنسان قبل كل شيئ ويظل معدنه النفيس براقاً وينسى تماماً أى لحظات مرت عليه وقلبه يكتسحه فيها الحزن والحرمان وينسى الظلم الذى دق عظامه حتى أنهكها ويزداد الظالم بُغضه وكره وسيحاسب حساباً عسيراً ولكن ليس أمام البشر بل أمام الله عز وجل فإذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك