سعدنا جميعاً يوم الخميس بإعلان السنة المالية القادمة 1438 / 1439هـ، حيث بلغت الإيرادات المتوقعة فيها 692 مليار ريال، فيما يتوقع أن تصل النفقات فيها إلى 890 مليار ريال بزيادة قدرها 6 % عن ميزانية العام الحالي 2016، والتي تأتي في ظروف اقتصادية شديدة التقلب عانت منها معظم الدول، وأدت إلى بطء النمو الاقتصادي العالمي، وانخفاض في أسعار النفط، مما أثر على بلادنا. وقد سعت الدولة إلى التعامل مع هذه المتغيرات بما لا يؤثر على ما نتطلع إلى تحقيقه من أهداف. جاء ذلك في ترؤس خادم الحرمين الشريفين جلسة مجلس الوزراء لإقرار الميزانية العامة للدولة، ونحن نقول ميزانية الخير يا سلمان العطاء، دولتنا -ولله الحمد- غنية بخيرات كثيرة والكل يحسدنا على ما ننعم به من نعم كثيرة، وكل ذلك بفضل الحكمة السديدة والعقلية المتميزة التي حققت التوازن واجتناب الكوارث. نحن نقول المستقبل أفضل -بإذن الله- وأن اقتصادنا -بفضل الله- متين، ويملك القوة الكافية لمواجهة التحديات الاقتصادية والمالية الحالية، وهذا نتيجة -بعد توفيق الله- للسياسات المالية التي اتخذت، وهذه الميزانية -بإذن الله- جاءت من أجل تحقيق «رؤية المملكة 2030» وبرامجها التنفيذية وفق رؤية إصلاحية شاملة من شأنها الانتقال بالمملكة إلى آفاق أوسع وأشمل لتكون قادرة - بإذن الله تعالى - على مواجهة التحديات، وتعزيز موقعها في الاقتصاد العالمي. حقيقة ما تحتويه رؤية المملكة 2030 من رؤى وتوجهات والتي من أهم ملامحها العمل على إحداث تحول وطني شامل يشمل تطوير وإصلاح واستحداث مرتكزات عمل عديدة اجتماعية واقتصادية وعسكرية وأمنية واقتصادية وتعليمية وثقافية وصحية ورياضية وترفيهية وسياحية وانفتاحية والعمل على جعل تلك القطاعات تتكامل مع بعضها بعضاً بحيث يصبح تحقيق التنمية متوافقاً مع الخطط والإستراتيجية المرسومة. إن المتأمل لحال الدولة وتوجهاتها يعرف جيداً مدى التخطيط المرسوم من أجل دفع التنمية وتحقيق الرقي لهذا البلد المعطاء ما لفت نظري ونظر الآخرين تلك العقلية والتفكير الأمثل لقادة هذا البلد من أجل تحقيق الرقي والعلو وأن تكون المملكة في مصاف الدول المنتجة والمصنعة. حفظك الله يا خادم الحرمين الشريفين، وحفظ الله ولي عهده الأمين وولي ولي عهده وجعل ما يقدمونه في موازين حسناتهم. يا له من تحول وطني مبدع ومحقق للتطلعات بإذن الله، وميزانية بإذن الله خير فيها من تحقيق التطلعات والآمال وكل ذلك من أجل بناء أجيال معتزة بوطنها وبحبها له وتعيش بأمن وأمان، وكلنا أمل بأن القادم أجمل وأود أن أقول جميل أن تتجلى جميع صفات المواطنة الصالحة في الأجيال وهي الانتماء إلى الوطن، والولاء له، والاعتزاز به والإسهام في بنائه وتقدمه، ونحن نقول أنتِ يا مملكتنا تاج على رؤوسنا، وأنتِ الهوى المتغلغل في أعماق أفئدتنا، فليس في القلب والفؤاد شيء إلا حب هذه الأرض الطاهرة، نعم الوطن هو أَجمَلُ قَصِيدَة شِعرٍ فِي دِيوَانِ الكَونِ. - غدير الطيار