محمود عبد الله (أبوظبي) «مفتاح مدينة أسوان الذهبي» تحفة تذكارية نادرة، أهداها محافظ المدينة للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في نطاق زيارة رسمية قام بها إلى مصر عام 1998، وكان الراحل الكبير قد قام آنذاك بجولة شاملة في منطقة أسوان والنّوبة، اطلع خلالها على المعالم السياحية والأثرية في مدينة أبوسمبل، كما شاهد بحيرة السّد العالي. ويشكل المفتاح، الموجود الآن في متحف زايد الدائم التابع لمركز زايد للدراسات والبحوث بأبوظبي، بلونه اللامع في معناه قيمة اعتبارية ورمزية وتاريخية، أما في ظاهره وشكله، فهو قطعة نادرة في تصميمها من حيث زخرفتها المستمدة من الفنون الفرعونية، بلمسة عصرية، بحيث بدا لنا نوعاً من التحف المعدنية النادرة التي تستحوذ على القلب والنظر، من حيث جمال ورقة التصميم والصقل والرسم، إضافة إلى تطعيمه بألوان من الزرقاويات والأحمر والأسود، كما يتسم بجمال الشكل والّنسب والتناسق التام بين أجزائه، ففيه الكثير من الرموز والإشارات الملكية الدّالة على التطور والنهوض والعراقة. ورغم أن هدايا الملوك والرؤساء تأتي في إطار البروتوكولات الرسمية المتعارف عليها في علاقات الدول، إلا أنها تثير في كثير من الأوقات الاهتمام لما تحمله من دلالات حول العلاقات الثنائية، كما تبقى راسخة في ذاكرة تاريخ الأمم والشعوب وشاهدة على مسيرة الترابط بين الدول، وقد أصبح هذا المفتاح بلونه الذهبي الطبيعي اليوم من الوثائق والمقتنيات الأرشيفية النوعية التي تجمع بين المضمون والشكل، صبّاً ونحتاً ورسماً وزخرفة، وأهدي إلى قائد عربي ما زال تاريخه وفكره الحضاري محفوراً في الذاكرة.