×
محافظة المنطقة الشرقية

أبوظبي تفند محاولات قطرية توحي باستمرار العلاقات الطبيعية بينهما

صورة الخبر

لو كان وزيـر النقل صديقي فأظن أنه سيستغني عن صداقتي فورا، لأنني سأصدع رأسه كل يوم بأسئلة وملاحظات وانتقادات لا أول لها ولا آخر، خاصة أنه لا يعجبني العجب، فما بالك إذا كنا لم نصل بعد إلى هذا (العجب)، حيث لانزال مع هذه الوزارة نقدم رجلا ونؤخر عشرا. لكن إذا افترضنا أنه أصبح صديقي فسأقول له، من باب الميانة والنقد البناء، إن الوزارة بطيئة جدا في تنفيذ مشروعاتها التي تعتبر عصب ودم وعظام التنمية، فبغير الطرق، كما يعلم الوزير ونعلم، تصاب الحياة بالشلل. وبغير الطرق لا يصل موظف إلى وظيفته ولا طالب إلى مدرسته ولا تاجر إلى متجره ولا ساع في مناكبها إلى ما يسعى إليه. وعلى ذلك يفترض، يا صديقي، أن يكون الأول والآخر والأهم في مشاريع الطرق والجسور والأنفاق والعقبات هو الوقت: وقت إنجاز المشروع، حيث إذا قلتم إن مشروع هذا الجسر سينتهي خلال سنة ينتهى قبل السنة وليس بعد أربع أو ست سنوات، كما هو حاصل مثلا في جسور طريق الجبيل أو في منشآت طريق أبو حدرية بالمنطقة الشرقية وإذا قلتم إن هذا الطريق بطول 50 كيلو مترا في واحدة من مناطق الجنوب سينتهي، رغم المعوقات، خلال سنتين ينتهي خلال سنتين ولا يتطلب مطاردة الأهالي المستمرة لكم ولمقاوليكم، بعد أن مر على المسمار الأول ست سنوات. ولكم، أيضا، في تحويلات مدينة الرياض وجدة والخبر وغيرها أمثلة واضحة وصارخة على بطء وتعثر إنجازات الطرق والشوارع، ناهيك عن تضارب طرقكم مع شوارع البلديات التي لا نفهم نحن المواطنين إلى الآن كيف نفصل بينها لنحملكم أو نحملهم المسؤولية. تذهب للبلدية فيقولون لك هذا تبع وزارة النقل وتذهب للنقل فيقولون لك هذا من مسؤوليات البلدية، فهل يستحيل التنسيق إلى هذه الدرجة بين جهتين حكوميتين تداخلت مسؤولياتها وطرقها وشوارعها. وهنا سأكون معك يا معالي الوزير، فإذا حملتكم أمانة ما مسؤولية إنشاءات بعض الطرق لأنها تدخل في اختصاصكم، فهل يجوز أن تحملكم أيضا نظافة هذه الطرق وحسن مظهرها العام؟!، أعتقد أن المسألة مجرد تقاذف للكرة لإخلاء المسؤولية وتجنب المحاسبة عن عدم تحقيق الأهداف. لكن ما أعيه وأفهمه كمواطن أن التقصير في موضوع الطرق والشوارع عام وطام. وإذا بقي الحال على ما هو عليه، من حيث التنفيذ وسرعة الإنجاز، فإننا سنكون بإزاء مزيد من الأضرار التي تعطل مراكبنا التنموية السائرة وتحد من آفاق تقدمنا وتقلل من راحتنا.. وليس هناك، يا صديقي، مانع من التعلم من تجارب الآخرين، فالحكمة والتجربة ضالتكم وضالتنا أنى وجدناها أخذنا بها.