دعا البابا فرنسيس أمس الأحد (25 ديسمبر/ كانون الأول 2016) في عظته التقليدية في عيد الميلاد إلى إنهاء الحرب في سورية وفتح «صفحة جديدة من التاريخ» بين الفلسطينيين والإسرائيليين مبدياً تعاطفه مع ضحايا الإرهاب. ووجه البابا نداءً للسلام «في سورية الشهيدة حيث سفك كثير من الدماء» مطالباً بأن «يسكت صوت السلاح نهائياً». وقال البابا الزعيم الروحي لـ 1,2 مليار كاثوليكي في العالم «حان الوقت لإسكات صوت السلاح نهائياً، وعلى المجتمع الدولي أن يجتهد حتى نتوصل ألى حل تفاوضي». وتطرق البابا إلى الوضع في حلب التي استعادها الجيش السوري في الأيام الأخيرة بالكامل من مسلحي المعارضة المسلحة والإرهابيين. وقال «من الملح أكثر من أي وقت مضى خصوصاً في حلب التي شهدت في الأسابيع الأخيرة أفظع المعارك، أن تضمن المساعدة وتعاد الطمأنينة للأهالي المدنيين المنهكين باحترام القانون الإنساني». كما أعرب البابا أمام عشرات آلاف الأشخاص الذين تجمعوا في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان في رسالته «لمباركة المدينة والعالم» التقليدية السنوية عن أمله في أن يسود السلام الأراضي المقدسة. وأمل بأن «يتحلى الإسرائيليون والفلسطينيون بالشجاعة والتصميم لكتابة صفحة جديدة من التاريخ، تحل فيه إرادة بناء مشترك لمستقبل من التفاهم المشترك والتناغم، محل الكراهية والانتقام». من جهة أخرى عرض البابا في كلمته عدم الاستقرار في العالم مشيراً إلى جنوب السودان والكونغو الديمقراطية وأوكرانيا وكوريا وفنزويلا ...، ودعا خصوصاً إلى «عودة السلام والوئام» في العراق وليبيا واليمن «حيث يعاني السكان ويلات الحرب وفظاعات أعمال الإرهابيين». وقال «السلام للرجال والنساء في مختلف مناطق إفريقيا، خصوصاً في نيجيريا حيث يستغل الإرهاب الأصولي أطفالاً لإشاعة الموت والرعب». وأضاف من ساحة القديس بطرس حيث عززت الإجراءات الأمنية بعد اعتداء برلين الذي أعلن تنظيم «داعش» مسئوليته عنه «السلام لمن فقد غالياً بسبب ممارسات الإرهاب الفظيعة التي زرعت الخوف والموت في قلب كثير من الدول والمدن». وفي ميلانو حيث قتل التونسي أنيس العامري منفذ اعتداء برلين، شددت الشرطة عمليات التدقيق في الهويات خلال فترة الأعياد خصوصاً في محيط الكاتدرائية والسوق الميلادية. وفي ألمانيا التي شهدت في 19 ديسمبر/ كانون الأول اعتداء أوقع 12 قتيلاً، تطرقت عظات الميلاد إلى الهجمات الإرهابية. وقال غيبهارد فورست الأسقف الكاثوليكي في روتينبورغ (جنوب غرب)» إن «ميلاد هذا العام يرافقه جرح عميق». ونقلت وسائل الإعلام عن مسئول قوله إن السوق الميلادية في برلين التي تعرضت للهجوم ستبقى مفتوحة كما هو مقرر حتى الأول من يناير/ كانون الثاني وسيقام القداس التقليدي كالعادة في 31 ديسمبر الجاري. ووصف وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير رد فعل الألمان على الاعتداء بأنه «ممتاز» مؤكداً لصحيفة «بيلد» أنه «أعجب بموقف الألمان الثابت». وفي بريطانيا لم تتخذ أي تدابير خاصة قرب الكنائس خلال قداديس الميلاد. وفي فرنسا حيث سجلت اعتداءات عدة في 2016، تم نشر 91 ألف عنصر أمني لتأمين الاحتفالات. وظهر الأحد تدافع السياح للخضوع لتفتيش أمني في قلب باريس للوصول إلى كاتدرائية نوتردام.