×
محافظة المنطقة الشرقية

الحبس في تركيا لمن يرفض تقديم الشاي لإردوغان

صورة الخبر

محمود الريماوي لم يكن عام 2016 الموشك على الانصراف عاماً جيداً، لكنه ليس بأسوأ من العام الذي سبقه! فقد بات العالم العربي في السنوات الأخيرة رهينة لانفلات العنف متعدد المصادر، وأسير التدخلات الخارجية المتعارضة، ومسرحاً لصراع إرادات إقليمية ودولية، وميداناً للخلافات بين الدول، ولشلل العمل المشترك. ومن بين أسوأ ما يحدث هو تراجع مكانة الحياة البشرية، فمئات من البشر أغلبهم من المدنيين ظلوا يسقطون بصورة يومية في العراق واليمن وسوريا وبدرجة أقل في ليبيا، هذا إذا استبعدنا الصومال وغضضنا النظر عن جنوب السودان. ومن المثير للفزع أن الضحايا سقطوا في حومة الصراعات المفتوحة، وفي بعض الحالات نتيجة إرهاب داعش، وفي حالات أخرى عديدة ذهبوا ضحايا البحر في سعي الهاربين للوصول إلى الشواطئ الأوروبية. وإذا كانت دول عربية عديدة قد عرفت في تاريخها ظاهرة الهجرة، مثل لبنان وسوريا في المشرق، والمغرب وتونس في المغرب العربي، فإن تلك الهجرة لم تكن تتخذ طابع المجازفة والمقامرة بالحياة كما هي ظاهرة الهجرة الحالية غير الشرعية السائدة منذ مطلع هذا القرن على الأقل، التي بدأت واستمرت كظاهرة هرب من الضائقة الاقتصادية كما هو الحال في دول المغرب العربي، بينما ازدهرت في السنوات العشر الأخيرة كظاهرة تجمع الأسباب الاقتصادية بالأوضاع السياسية بمخاطر الحروب والصراعات. ومن المفارقات أن يتحول أولئك اللاجئون في أنظار كثيرين إلى سبب للأزمات في بعض الدول التي ينجحون في الوصول إليها. ففي هذا العام واصل العمل المشترك تراجعه، وقد جاء انعقاد القمة في موريتانيا ليشهد غياب عدد من القادة العرب عنها، وحيث لم يستغرق انعقادها في نواكشوط سوى يوم وبعض يوم، ولم يكن لانعقادها أي تأثر في الأوضاع العربية في البؤر الملتهبة. كذلك الحال في حلول أمين عام جديد للجامعة العربية (أحمد أبوالغيط) والذي حل على رأس هذه المؤسسة التي تشهد أضعف حالاتها، وذلك كنتيجة لعالم عربي يكاد يكون مشلول الإرادة السياسية نظراً للأحوال المضطربة، فلم يتمكن الأمين العام الجديد من القيام بزيارات تعارف كافية إلى الدول الأعضاء في الجامعة بصفته أميناً عاماً للجامعة رغم أنه معروف كوزير خارجية مصري سابق.. وينتظر أن يقوم بهذه المهمة إضافة إلى مسؤولين أردنيين وذلك للدعوة إلى القمة الجديدة التي تستضيفها العاصمة الأردنية عمّان بعد نحو ثلاثة اشهر من الآن، بعد أن اعتذرت اليمن عن عدم استضافتها. إلى جانب هذه التطورات القاتمة، حققت الحملة على تنظيم داعش نجاحاً ملموساً في ليبيا ضد معقل هذا التنظيم الإرهابي في مدينة سرت، وقد شكّل هذا النجاح فأل خير للوضع الداخلي، ولتثبيت حكومة الوفاق لوجودها. وبالتوازي مع ذلك اندلعت معركة استعادة الموصل من أيدي هذا التنظيم، وقد شهدت المعركة اندفاعة قوية في بدايتها خلال شهري أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني، وتم اختراق دفاعات التنظيم واستعادة أجزاء من المدينة وعدداً كبيراً من القرى والبلدات في المحافظة، قبل أن تشهد الجبهة هدوءاً يراد منه كما يبدو استعادة فحص خطط الهجوم في ضوء النتائج التي تحققت حتى الآن. وفي سوريا يتعرض التنظيم لضغوط شديدة في مدينة الرقة ومدينة الباب، وتخوض أطراف عديدة داخلية وإقليمية الحرب ضده وتحقق نتائج جيدة، لولا الانعطافة التي وقعت في أواسط ديسمبر (11 كانون الأول) حين اجتاح داعش مدينة تدمر مجدداً واستولى على معدات عسكرية منها نحو 30 دبابة، وذلك مع انهيار مفاجئ لجبهة الدفاع عن المدينة شمل القوات النظامية وحتى القوات الروسية الموجودة في قلب المدينة منذ مارس/آذار الماضي. وقد وقع الهجوم إبان الحملة العسكرية على شرق حلب، ولا تبدو المدينة الأثرية الكائنة في وسط سوريا مدرجة على الأجندة السياسية والعسكرية في الظرف الراهن بما يقلل الضغوط على التنظيم الإرهابي الذي حاول القيام بعملية استعراضية في الكرك الأردنية جنوب البلاد يومي 16 و17 من ديسمبر/كانون الأول الجاريولا يفوت المرء في اختتام هذا العرض الموجز الإشارة إلى التماسك الذي أبدته خلال هذا العام أيضاً دول مجلس التعاون الخليجي ومحافظتها على إطار المجلس وترسيخه، بما يجعل هذه الصيغة تمثل أفضل كتلة عربية وأكثرها تجانساً وتماسكاً. mdrimawi@yahoo.com