قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إنَّ المساعي التركية لإنقاذ أهالي حلب السورية تعتبر "رداً للجميل الذي قدّمه أجدادهم للأتراك في معركة الاستقلال التي سبقت إعلان الجمهورية في عشرينات القرن الماضي". وجاء ذلك في كلمة جاويش أوغلو، الأحد 25 ديسمبر/ كانون الأول 2016، خلال اجتماع تشاوري مع المخاتير، جرى في أحد فنادق ولاية أنطاليا التركية المطلة على البحر الأبيض المتوسط. وأضاف جاويش أوغلو: "لم يهتم أحد بشؤون المحاصرين في حلب بقدر الاهتمام الذي أظهرته تركيا تجاههم، فلو تركنا هؤلاء المحاصرين تحت القصف والجوع، عندها سنخجل من إنسانيتنا وإسلامنا". وتابع: "أثناء معارك الاستقلال كان 6 آلاف من أهالي حلب إلى جانبنا في معركة جناق قلعة، ولو تركناهم الآن وحدهم في محنتهم، فإنَّ التاريخ لن يغفر لنا هذه الخطيئة". ولفت جاويش أوغلو أنَّ "المساعي التركية لوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين، ليست محصورة بمحافظة حلب، بل إنَّ أنقرة تسعى لإحلال السلام في عموم سوريا". وأشار إلى أنَّ "تركيا لا تتصدر قائمة الدول العالمية فيما يخص القوة الاقتصادية، لكنها تأتي في المقدمة من ناحية المساعدات الإنسانية المقدَّمة للمحتاجين في كافة أصقاع الأرض". وأوضح أنَّ "قيمة المساعدات الإنسانية التي قدَّمتها تركيا خلال العام الفائت بلغت 3.2 مليار دولار". وأكَّد الوزير التركي أنَّ أنقرة "ستستمر في مكافحة المنظمات الإرهابية داخل وخارج حدود تركيا، وأنَّ سبب وجود القوات التركية في مدينة الباب بريف حلب ضمن عملية درع الفرات هو توفير أمن المدن والمواطنين الأتراك". وشهدت منطقة غاليبولي معارك جناق قلعة عام 1915 بين الدولة العثمانية والحلفاء، حيث حاولت قوات بريطانية، وفرنسية، ونيوزيلندية، وأسترالية احتلال إسطنبول عاصمة الدولة العثمانية آنذاك، وباءت المحاولة بالفشل. وكلفت تلك المعارك الدولة العثمانية أكثر من 250 ألف شهيد، شارك فيها جنود من سوريا والعراق وفلسطين والعديد من دول العالم الإسلامي، فيما تكبَّدت القوات الغازية نفس العدد المذكور تقريباً.