«ليس أروع من أن تكون منصة بطولة فزاع لليولة، هي آخر المنصات التي أطل فيها على جمهوري، قبل غياب منتظر، موعده بعد أيام معدودة، ستفصلني عن الطرب لمدة 90 يوماً متتالية»، هذا ما أكده الفنان الإماراتي فيصل الجاسم، لـ«الإمارات اليوم»، قبيل إحيائه الفقرة الفنية في الجولة الثالثة لبطولة فزاع لليولة، التي استضافت فعالياتها، مساء أول من أمس، القرية التراثية بمقر القرية العالمية، بدبي لاند. موطن العدل والدستور حافظ الشاعر الإماراتي، محمد بن حماد الكعبي، على حضوره السنوي في الفقرة الشعرية لبطولة فزاع لليولة، عبر قصيدة تغنت بأمجاد الوطن، وما يزخر به من فضائل العدل والمساواة والإنصاف، عنوانها «وطن العدل والدستور». وقال الكعبي، الذي ألقى جديده الشعري وسط إنصات ومتابعة وإشادة، عبر عنها الحضور بالتصفيق المتكرر، إن «قلعة الميدان»، التي تستضيف فعاليات أحد أشكال الموروث الثقافي اللامادي، وهو فن اليولة تحولت مع احتفاء «يولة فزاع» بالشعر، إلى قلعة ومنصة مهمة للشعر المحلي، يلتقي عبرها بالجمهور في أجواء مثالية، تؤكد أن الشعر الشعبي لايزال نابضاً في المجتمع المعاصر. إصابة.. ونصيحة تعرض المتسابق عيسى الكندي لإصابة خفيفة في يده اليمنى، أثناء استلامه سلاح اليولة، عقب محاولة أقدم فيها على مهارة «الرمي»، لكنها لم تكلل بالنجاح. مقدم البرنامج، الذي يبقى أحد أهم أبطال اليولة الإماراتية، على مدار دورات إقامة «يولة فزاع» وهو مسلم العامري، حلل بشكل دقيق سبب الإصابة، قبل أن يقدم نصيحة للكندي حول فنيات استلام السلاح أثناء الاستدارة، قبل أن يتوقع أن المتسابق أصيب أثناء المحاولة الخامسة تحديداً، وهو ما أكده بالفعل بعد إتمام إسعافه. فخور بك بتعديل نظام البطولة، واتباع نظام المجموعات، التي يشرف على كل منها أحد أعضاء لجنة التحكيم، انتقلت المنافسة لتشمل أيضاً المحكمين الذين يقوم كل منهم بتدريب عدد من المتسابقين، يتنافسون في كل جولة على بطاقة تأهل واحدة، على غرار برامج استكشاف المواهب.وفي هذه الجولة، تألق بشكل لافت مطر الحبسي، من مجموعة خليفة بن سبعين، الذي خاطبه فور نجاحه في إنجاز ثلاث رميات متتالية: «فخور بك، وينتظرك طريق مشرف باتجاه حصد اللقب، فلا تتوقف». وأضاف الجاسم، الذي بدا متحمساً وبمعنويات عالية، بشكل ملحوظ: «هذا هو الأسبوع الأخير لي، قبل أن أودع الحياة المدنية، وأنال شرف اللحاق بالخدمة العسكرية لمدة عام كامل، لكنها ستستهل بثلاثة أشهر، قبل أن أتمكن بعدها من العودة للنشاط الفني، على أقل تقدير». «هذا هو الجديد الأهم والمحوري، في حياتي الآن»، يقول الجاسم، الذي يضيف: «متحمس بكل تأكيد للقادم، ولن أنقطع عن جمهوري، الذي عليه أن ينتظرني لمدة الأشهر الثلاثة المقبلة، قبل أن أتمكن من معاودة النشاط الفني، عبر بعض الأغاني المنفردة، التي سأبدأ الإعداد لها بعد مرور المرحلة الأولى من الخدمة الوطنية». وتابع: «مشواري مع بطولة فزاع لليولة يمتد إلى 12 عاماً، هي عمر دوراته المختلفة، منذ انطلاق برنامج (الميدان)، الذي تضمن الفقرة الفنية لأول مرة، حيث لم أتغيب مطلقاً عن دعوة لقاء الجمهور عبر منصته، التي تشرف برعاية كريمة من قبل سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي». ورأى الجاسم أن منصة «بطولات فزاع توطد موقعها كل عام، باعتبارها منصة داعمة للفنان الإماراتي، الذي يجد في فقرتها الفنية فرصة جيدة للإطلالة على جمهوره، وعرض جديده». وحملت إطلالة الجاسم بالفعل جديده، الذي أعده بشكل خاص لجمهور الميدان، حيث قدم أغنية «راعي الفن» من كلمات الشاعر محمد سعيد الضنحاني، مدير الديوان الأميري بالفجيرة، ومن ألحان المطرب نفسه، وهي الأغنية التي قدمها عقب انتهاء الفقرة الثانية من المنافسات. كما ختم الجاسم بأغنية جديدة أيضاً، هي «قلبي عنده» من كلمات الشاعر سيف بالغافري المنصوري، ومن ألحان المطرب نفسه أيضاً، الذي اعتاد أن يقوم بنفسه بوضع ألحان العديد من أغانيه، في تجربة تعيد إلى الأذهان تجارب فنانين موهوبين بالفطرة، من أمثال سفير الألحان فايز السعيد محلياً، والفنان العراقي ماجد المهندس، وقائمة طويلة من الفنانين، الذين جمعوا بين موهبتي التلحين والغناء. وكعادة منافسات بطولة فزاع، جاءت جولتها الثالثة هذا العام حماسية، وحافلة بالندية والإثارة، وهي المنافسات التي انحصرت في ما يتعلق بالتنافس على بطاقة التأهل الثانية، بين عبدالرحمن السراح، الذي حقق في الدورة السابقة لقب أفضل يويل، وبين سيف سهيل، لتحسم لصالح الأول، حسب تصويت الجمهور، الذي لجأ إلى الرسائل النصية القصيرة لدعم منافسه، لتكون ليلة استضافة فيصل الجاسم، هي نفسها ليلة تأهل السراح، عبر البطاقة الثانية لهذه الدورة. وفي أول ظهور له مع «الكبار»، قادماً من بطولة الناشئين، التي حصد فيها المركز الرابع قبل موسمين، قدم المتسابق العراقي عبدالسلام الدليمي أداء جيداً، لم يسعفه فيه ساعداه الغضان في استعراض مهارة الرمي، رغم قيامه بمحاولات ثلاث، لكن إجادته في مهارات اليولة الأرضية، وحداثة سنه، شفعتا له أمام لجنة التحكيم الثلاثية، التي منحته 47 درجة. وعلى غرار الدليمي، الذي ينتمي لمجموعة عضو لجنة التحكيم راشد الخاصوني، تقدم للتنافس في ثانية فقرات المتسابقين عيسى الكندي، في أول مشاركة له بالبطولة، مستفيداً من خبرة عضو لجنة التحكيم حمد الدرعي، ليكون الجمهور على موعد أول لمهارة قرع جرس البطولة، بوصول السلاح إلى ارتفاع رأسي يتجاوز حاجز 17 متراً، وهو ما تحقق للكندي خلال ست محاولات متتالية، إحداها تمت بعد نفاد الوقت المحدد، وتوقف الموسيقى. ووقع الدليمي رغم ذلك في خطأ سقوط الغترة، ما يستوجب معه خصم 500 نقطة كاملة، من الرصيد الذي سيمنحه إياه الجمهور، عبر خاصية التصويت بواسطة الرسائل النصية القصيرة، لتمنحه لجنة التحكيم درجة زميله الدليمي نفسها، وهي 47 درجة. وقادماً من إمارة رأس الخيمة، قدم المتسابق مطر الحبسي الأداء الأفضل على الإطلاق في هذه الجولة، عبر ثلاث رميات ناجحة، ومزاوجة رفيعة بين مهارات اليولة العلوية والأرضية، ومع توقع الجمهور 49 درجة للحبسي، اكتفت لجنة التحكيم بمنحه 48 درجة، ليظل صاحب الحظ الوافر نظرياً في التأهل عن الجولة الثالثة.