كنت قد كتبت في 28 /2 /1430هـ عن تقرير نشرته جريدة المدينة يوم 16 /2 /1430هـ ومضمونه أن أمانة جدة قد أزالت بسطات مواطنات فقيرات شريفات بحثن عن الرزق الحلال على الرصيف، فصادرت البضائع، وأودعتها الحاويات بالرغم من توسلاتهن بعدم إتلاف البضائع، وصرح الناطق الرسمي للبلدية حينها (إن البلدية حريصة على ملاحقة المفترشين ووأد هذه الظاهرة، وأن مصادرة البضائع أمر طبيعي) واستبقت البلدية حينها مبادرة (باب رزق جميل) بعمل بسطات كبيرة ومتساوية، ومخاطبة أمانة جدة بإصدار التراخيص، وأعطت البلدية وعدًا شفهيًا لكن الإزالة كانت أسرع من إجراءات صدور الترخيص، وكتبت حينها مطالبًا باب رزق جميل بإعفاء هؤلاء النسوة من القروض المتراوحة بين عشرة وعشرين ألفًا، وقد فعل باب رزق جميل ذلك فجزاهم الله خيرًا. والتاريخ يعيد نفسه فقد نشرت جريدة الحياة (9 /5 /1435هـ ، 10 /3 /2014م) أن آليات أمانة جدة أزالت أكشاك مواطنات من الأرامل والمطلقات من دون سابق انذار، على حد قولهن، ولم تشفع لهن نداءات الاستغاثة لمنحهن فرصة مزاولة النشاط من أجل دعم حالهن المعيشي، وادعى مسؤول البلدية بأن البسطات التي بنتها النساء في شارع الممشى بمشروع الأمير عبدالمجيد جنوب جدة مخالفة للعقد والتصميم بحسب ما ورد في العقد وتم إشعارهن بأنه إن لم يصمم الكشك حسب العقد فسيزال، والبلدية قد تقاضت مبالغ الإيجار من صاحبات الأكشاك، وأوضح المسؤول احتساب قيمة المساحات المؤجرة عن طريق الإدارة العامة للاستثمار مضيفًا بأن تأجير هذه المواقع يندرج ضمن الخدمات الاجتماعية وتسهيل الفرص للمواطنات للاستفادة في تسويق منتجات الأسر المنتجة وهذا تناقض فكيف تكون خدمة اجتماعية ومصادرة؟ وأين وزارة الشؤون الاجتماعية وكثرة التصريحات عن الأسر المنتجة؟ وكيف تبني وزارة الشؤون الاجتماعية والبلدية تهدم؟! وما سُمّي خدمة اجتماعية هو مقابل إيجار للرصيف مع عدم وجود كهرباء إلا ما اقتبسته النساء من أعمدة الإنارة بالمخالفة التي تعرضهن للخطر، وإحدى البائعات صرحت أنهن دفعن الإيجار بعد حصولهن على الترخيص مقابل أن يتسلمن الأكشاك من البلدية، وتسلمن العقود في 2 /4 /1435هـ وتمت الإزالة في 4/24 /1435هـ أي في أقل من شهر بدعوى عدم ملاءمة التصاميم للشكل المطلوب من الأمانة. يبدو أن وزارة الشؤون الاجتماعية التي تنفذ برنامج الصندوق الاجتماعي لمحاربة الفقر وبرنامج تسويق منتجات الأسر المحتاجة غائبة عن هذه الخدمة الاجتماعية، وإن لم يكن هؤلاء النسوة الشريفات أحق بالخدمة فمن الأحق بها؟ ويبدو أن أمانة جدة تعد هؤلاء النسوة مصممات ومهندسات وإلا ما سبب عدم تصميمها للأكشاك ثم تأجيرها لهن وإن كان التأجير للرصيف، وهذا غريب أيضًا، أي استثمار هذا في بلد أنعم الله عليه بالسعة في الأرض والمال والبلدية تؤجر الرصيف بلا تأهيل؟! إن العين لتدمع، والقلب لينزف على حال هؤلاء النسوة اللاتي طلبن الرزق فما رعتهن وزارة الشؤون الاجتماعية ولا سلمن من آليات أمانة جدة التي أجرت الرصيف استثمارًا ثم نقضت عقدها معهن، ونسيت واجبها في التصميم وفق معاييرها ثم التأجير، وإن كان الأولى تقديم الأكشاك مجانًا، إسهامًا في إيجاد فرص عمل لهؤلاء الشريفات، فأين وزارة العمل التي تصرح كل يوم عن تأنيث المحلات التجارية على غير الرصيف. ونقول أخيرًا: الراحمون يرحمهم الله. Ibn_Jammal@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (55) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain