×
محافظة مكة المكرمة

أمانة الطائف تدعم سير العمل بالمشروعات التنموية

صورة الخبر

كنت في طفولتي أنزعج من لعبة المتاهات، وإذا ما لعبتُها أخسر فيها، وأفشل في إخراج الكرات المعدنية الصغيرة من دهاليز اللعبة البلاستيكية!. والآن، وكأحد سُكّان جدّة، فإني منزعج من خبر جريدة المدينة المنشور يوم الخميس الماضي، عن إصابة ٤٨ شخصاً - خلال أسبوعين فقط - بحُمّى الضنك التي ينقلها البعوض، والسبب هو أيضاً لعبة المتاهات التي أدخلتنا فيها الجهات المعنية، وهي أمانة جدة، وشركة المياه الوطنية، كجهات معنية رئيسية، ووزارة الصحة، ووزارة الزراعة كجهات معنية ثانوية!. كلّ جهة تشعرك أنها أدّت ما عليها ولم تُقصّر البتّة، فالأمانة ما شاء الله تكتشف مكامن تجمّع البعوض المُسبّب للمرض، بالقمر الصناعي وتستأصلها، وشركة المياه الوطنية ما شاء الله تعالج طفوحات المجاري الناجمة عن ارتفاع منسوب المياه الجوفية، وعن عدم تغطية جدّة بالصرف الصحي، ووزارة الصحة ما شاء الله تطبّب المرضى سريعاً، ووزارة الزراعة ما شاء الله توفّر المبيدات اللازمة، فإذن كيف تستمر وتزداد الإصابات؟ وكيف تصبح جدّة موطناً ضنكياً دائماً؟. ألم أقل لكم يا سادة، إنها لعبة المتاهات، لكنّ لاعبيها هذه المرّة هم سُكّان جدّة، ويخسرون فيها ولا يستطيعون الخروج منها!. وما يزيد المتاهات هو تحميل الجهات المسئولية على السُكّان، بالقول إنّ بعضهم يرفضون دخول الجهات لمنازلهم للقضاء على البعوض، وبالقول بوجود بدرومات مليئة بالمياه في بعض الفلل، وبالمطالبة برفع مستوى الوعي الثقافي لدى السُكّان، وهذا - حتى لو صحّ - لا يُمثّل إلّا نسبة صغيرة من المشكلة، وأعتقد أنّ تحميل المسئولية على السُكّان هو هروب من المسئولية لا أكثر ولا أقل!. هنا، أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المُباح، وآوت لمخدعها قائلةً بأنه قيل قديماً: أحشفاً وسوء كيل؟! ويُقال الآن: أضنكاً قاتلاً ولعبة متاهات؟!. عيب يا ناس، والله عيب!. @T_algashgari algashgari@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :