قالت صحيفة كريستيان ساينس مونتر الأميركية: إن وحدة الأردنيين جعلت بلادهم عصية على المتطرفين، وضربت مثلاً بمدينة الكرك الأردنية التي حمل سكانها السلاح إلى جانب قوات الأمن الأردنية في حربها ضد تنظيم الدولة خوفاً من تحول مدينتهم إلى موصل أخرى. وأضافت الصحيفة أنه عندما شن تنظيم الدولة هجوماً قاتلاً ضد مدينة الكرك قبل أسبوع هرع السكان إلى حمل أسلحتهم ومواجهة المسلحين في مشهد نادر الحدوث في الشرق الأوسط. وأشارت إلى أن سكان المدينة لم ينتظروا وصول القوات الخاصة الأردنية وحملوا أسلحتهم وعصيهم وحجارة وصعدوا إلى أسوار قلعة الكرك التي احتلها المتطرفون ليقضوا عليهم، كما أن هؤلاء السكان لم يستسلموا حال وصول القوات الخاصة بل واصلوا القتال إلى جانبهم. تقول الصحيفة: إن الأردنيين، وبعد رؤيتهم تداعي مدن عراقية وسورية في قبضة التنظيم المتطرف وشن المواطنين فيها حرباً ضد بعضهم، قرروا أن التمسك بالوحدة الوطنية سبيلاً لمواجهة التنظيم. يرى عالم الاجتماع والأستاذ بجامعة مؤتة، حسين محادين، أن تنظيم الدولة لم يهضم تاريخ الأردن جيداً، مضيفاً أن «الكرك والأردن عامة يذخرون بعقائد مختلفة وأجناس بشرية تعيش في تناغم، الذي إن تهدد بشيء فإن يعد تهديداً للكل وسوف يواجه». ويقول الأردنيون: إن فخرهم بوطنهم وإيلاءهم دولتهم أهمية قصوى هو ما حال دون اكتساب تنظيم الدولة موطئ قدم له هناك وفرض حكم الإرهاب. أما حسن أبو هنية خبير الجماعات المتطرفة فقال: إن الأردنيين ينحدرون من خلفيات متنوعة ويتحدون وقت الأزمات، على عكس سوريا والعراق وليبيا، حيث تجتاح الانقسامات المجتمعية التي تصب في مصلحة التنظيم. وتروي الصحيفة أن حس الوحدة تجلى للمرة الأولى بين الأدرنيين في فبراير 2015 عندما حرق تنظيم الدولة الطيار الأردني معاذ الكساسبة، فدفع بالأردنيين للتظاهر ضد التنظيم ودفع البلد بأكمله لحالة من الحداد. وأضحت سيانس مونتر أن حس الواجب الوطني بين الأردنيين ومراقبتهم للوضع والإبلاغ عن أي تصرف مشبوه جعل منهم خطّا أماميّا فعالاً ونشطاً في الحرب ضد الإرهاب. هذا الإحساس، تتابع الصحيفة، أفشل عدداً من مخططات تنظيم الدولة في الأردن، ففي حادثة الكرك على سبيل المثال، كان مالك أحد العقارات هو من أبلغ السلطات بارتيابه في بعض المستأجرين واحتمال كونهم متطرفين. حول هذه المنطقة يرى الخبير أبو هنية أن المجتمع المدني كان مفسداً لمخططات تنظيم الدولة في الأردن مرة وراء مرة في الكرك وإربد والبقاع، وهي مخططات كشف عنها مواطنون عاديون وليس الأجهزة الأمنية. وامتدح أبو هنية مواطني بلاده بقوله: إن التعاون بين قوات الأمن والأردنيين أمر لا تشهده بلادٌ أخرى في المنطقة، وأيضاً أمر وضع المدنيين في الخطوط الأمامية للحرب.;