أعلن وزير الداخلية الفرنسي برونو لو رو الجمعة، تعبئة أكثر من 91 ألفا من عناصر الشرطة والدرك والجيش، لتأمين الأسواق والأماكن العامة خلال الأيام القليلة المقبلة، خوفاً من اعتداءات محتملة، في وقت تعيش فيه الدول الأوروبية حالة من القلق بعد العمليات الأخيرة. وفي معرض ردّه عن سؤال بخصوص تعزيز محتمل للجهاز الأمني في البلاد عقب هجوم برلين، لفت الوزير الفرنسي إلى أن «المسألة لا تتعلّق فقط بتعزيز الأمن، وإنما بتقييم جملة التهديدات في أراضينا، وتخصيص الموارد اللازمة، مع الأخذ بعين الاعتبار مستوى تلك التهديدات». جاء ذلك في تصريحات صحافية خلال تنقّل برونو لو رو من العاصمة باريس إلى محطّة النقل في مدينة ليون جنوب شرقي البلاد، حيث التقى مختلف الفاعلين المعنيين بالأمن. وقال «سيتم نشر أكثر من 91 ألفا من قوات الأمن، لتأمين احتفالات نهاية السنة، خصوصا نهاية الأسبوع الجاري». وأوضح أن «التعبئة ستشمل قوات الشرطة والدرك وجنود عملية سونتينال (عملية عسكرية مخصصة لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب داخل البلاد)». وأضاف أنّ «التهديد عال، وتصدّينا له لم يكن أبداً بهذه القوّة». وتابع أنه «من يوم لآخر، لم يعد علينا التعزيز، وإنما ضمان حسن استخدام الوسائل المسخّرة على نطاق واسع وبشكل أقوى من العام الماضي». وأودت عملية الدهس التي وقعت مساء الاثنين الماضي في إحدى أسواق عيد الميلاد (الكريسماس) وسط برلين، بحياة 12 شخصا (لم تعلن السلطات الألمانية عن جنسياتهم بعد) وإصابة عشرات آخرين. وفي 2015، نشرت فرنسا حوالي 120 ألفا من رجال الشرطة والدرك والجنود، لتأمين الاحتفالات بعيد الميلاد، ضمن تدابير جاءت بعد أكثر من شهر من الهجمات الدامية التي شهدتها العاصمة الفرنسية في نوفمبر 2015. على صعيد متصل، بعد اعتقال ألمانيا الخميس شقيقين يشتبه في تخطيطهما لارتكاب اعتداء بعد أربعة أيام على هجوم برلين، أعلنت أستراليا وإندونيسيا إحباط أعمال إرهابية حضر لها لفترة احتفالات رأس السنة. وقالت الشرطة الأسترالية الجمعة إنها أحبطت «مؤامرة إرهابية» لتنظيم الدولة بعد اعتقال سبعة أشخاص كانوا يخططون لتنفيذ عدة اعتداءات يوم الميلاد في وسط ملبورن. وكان الموقوفون يخططون لشن هجمات بواسطة متفجرات وأسلحة نارية وسكاكين على أماكن رمزية كالمحطة وساحة الاتحاد وكاتدرائية. وبين المشتبه بهم الذين كانوا يخضعون منذ أسابيع للمراقبة، ولد أربعة منهم في أستراليا ويتحدرون من أصل لبناني والخامس ولد في مصر لكنه نال لاحقا الجنسية الأسترالية، وجميعهم في العشرين من العمر. بينما ذكرت الشرطة الإندونيسية أن ثلاثة متطرفين مفترضين كانوا يعتزمون تنفيذ عملية انتحارية يوم عيد الميلاد قتلوا الأربعاء في تانجيرانغ في الضاحية الغربية لإندونيسيا، في عملية لمكافحة الإرهاب تم خلالها العثور على قنابل. وقد يكون المشتبه بهم الذين كان ينتمي بعضهم إلى شبكة محلية بايعت تنظيم الدولة، رفضوا الاستسلام. وقالت الشرطة إن المتطرفين الذين قتلوا كانوا يخططون لطعن ضابط في مركز للشرطة وارتكاب عملية انتحارية يوم عيد الميلاد في مكان مكتظ. وستنشر إندونيسيا 155 ألف شرطي وعسكري في إطار تدابير أمنية مشددة بمناسبة الأعياد، حسبما أعلنت الخميس الشرطة الإندونيسية. ;