الحديث مع مديرك عن الأمور المالية ليس بالأمر اليسير، لكن هناك مفاتيح تساعد على النجاح عند الحديث عن هذه الأمور. إذ تصل الفجوة بين أجور النساء والرجال في فرنسا مثلاً إلى نسبة 19 و20 %، ويعود السبب الرئيسي لذلك إلى سياسة التمييز بين النساء والرجال داخل المؤسسات والشركات. ولكن، كيف يمكننا أن نضع حداً لهذه الفجوات؟ كيف يطالب المرؤ بالزيادة في الأجور دون أن يرفض صاحب العمل ذلك؟ هذا ما أجابت عنه مؤلفة كتاب "دليلك إلى التنمية الذاتية"،، شين لانزمان، في حوارٍ مع صحيفة الفرنسية. إذ تؤكد لانزمان ضرورة تعلم النساء أساليب الحديث عن الأمور المادية خلال توقيع العقد مع صاحب العمل؛ لأن ذلك من شأنه أن يزيل الكثير من الحواجز خلال فترة العمل. أغلب النساء الموظفات لا يتجرَّأن على الخوض في هذا الموضوع؛ لاعتقادهن أنه أمر غير لائق أو غير قانوني، لكن الحل هنا يتمثل في التحلي بالجرأة؛ لأن كل شخص يملك الحق في أن يطالب بزيادة مالية في أجره. كما تجهل أغلب الموظفات الوقت المناسب للمطالبة بزيادة مادية خلال فترة عملها، هل يكون ذلك خلال التفاوض على توقيع العقد أم بعده؟ وبحسب شين لانزمان، يمكن المطالبة بالزيادة والمنح المالية عدة مرات خلال سنة واحدة، وإذا رفض المشغِّل هذه المطالب، فيجب الضغط عليه مرة أخرى. فيما تؤكد الإخصائية أن المطالبة بزيادة في الأجر عندما تمر الشركة بظروف صعبة ليست بالفكرة الجيدة، وترشح لها أن تطلب شيئاً آخر أكثر حنكة كمنصب جديد أو زيادة في المسؤوليات. ويجب التحضير الجيد قبل الخوض في الموضوع، حيث تقول الإخصائية: "يجب أن تكون الحجج واقعية ومنظَّمة جيداً، وأن تحسن الموظفة من مهاراتها البلاغية، وأن تقوم بالتفكير ملياً في المبلغ الذي ستطلبه، حتى لو كان الحديث عن رفع الأجور أمراً مسكوتاً عنه داخل الشركة، فلا بأس بالخوض في الموضوع مع الزملاء قبل مقابلة صاحب العمل". وشددت الإخصائية على أنه يجب التعرف على شخصية مدير العمل مسبقاً، فذلك يساعد على نجاح مفاوضات الزيادة في الراتب، قائلةً: "مفتاح النجاح هو أن تجعل من مديرك حليفاً لك ولا تطلب منه شيئاً يعجز عن تلبيته". كما راهنت الإخصائية على 3 قواعد مهمة، وهي: الإلحاح في الطلب، وتحديد أهمية هذا الطلب، أما ثالثاً فكان ضرورة فتح الموضوع للنقاش؛ لأن المحاولة في المرة الأولى ستلقى رفضاً من المُشغل، لذلك يجب إعادة الكرة لكن بحجج وأساليب أقوى. وكمثال، يمكن أن نفتح باب النقاش بالقول: "أنا فعلاً محرجة من أن أتحدث على زيادة في الأجر، ولكن الأمر في غاية الأهمية؛ لأني أريد راتباً يتماشى مع مجهودي في العمل". أو القول: "بالنسبة لي، لا أريد أن أتحدث كثيراً عن الأمور المادية، لكن في الوقت نفسه أتمنى أن يتماشى راتبي مع باقي أجور العاملين في الشركات الأخرى"، أو مثلاً يُمكنك القول: "أتمنى أن نحدد بعضنا مع بعض طريقة لكيفية الزيادة في راتبي الشهري بنسبة 20%". ويجب ألا تنسي -عزيزتي- النظر مباشرةً في أعين من نخاطب. ومن جانبٍ آخر، دعت الإخصائية إلى اتباع مرحلتين للنجاح في تحقيق مرادك؛ الأولى تتمثل في الإصرار على تكرار المحاولة حتى 3 مرات متتالية؛ لأن هنالك مشغلين دائماً ما يقابلون مثل هذه المطالب بالرفض في أول مرة، لكنهم لا ينسونها أبداً. أما ثانياً، فيجب فهْم أسباب رفض مطلبك كأن تقولي: "لم أفهم جيداً، أنتَ قلتَ لي: غير ممكن لأن...". وفي الختام، ذكّرت الإخصائية بقاعدتين أساسيتين، حيث قالت: "قيمنا الإنسانية لا تُقدر بثمن، أما مهنتنا فهي تُقدر بمبلغ مالي". - هذا الموضوع مترجم عن صحيفة Le Figaro الفرنسية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط .