يمزج برنامج «ثلاثي ضوضاء الحياة» الذي يعرض أسبوعياً على قناة «الحياة» المصرية بين «التوك شو» والتمثيل الكوميدي. وقد خرجت صيغته من رحم برنامج المسابقات «نجم الكوميديا» الذي ساهم في اكتشاف مواهب شابة عبر لجنة حكم ضمَّت حسن حسني ومحمد هنيدي وسيرين عبدالنور. مقدمو «ثلاثي ضوضاء الحياة»، وهم: محمود تركي ومينا ومحمد علي ميزو، سبق أن شاركوا في مسابقة «نجم الكوميديا». ويقول محمود تركي لـ «الحياة»: «البرنامج هو أول عمل يقدمنا إلى الجمهور عبر فقرات عدة، إحداها «سكتش» تمثيلي (فقرة)، وأخرى يتم تصويرها في الشارع لاستطلاع آراء الجمهور حول بعض المشكلات اليومية، إضافة إلى فقرة «ستاند آب كوميدي». ونقدم أيضاً أغنيات معروفة بكلمات جديدة، منها «آه لو لعبت يا زهر» التي حولناها إلى «آه لو خلصت يا تيرم»، للسخرية من أوضاع الجامعات ومعاناة الطلاب مع الامتحانات. ونستضيف أيضاً شخصية فنية معروفة في حوار ودّي يغلب عليه طابع المرح والكوميديا». ويضيف تركي: «جاءت تسمية البرنامج عبر استطلاع آراء على صفحة التواصل الاجتماعي للقناة، واستضفنا صاحب الاقتراح المعتمد في أولى حلقات البرنامج». ويرى تركي أن «الكوميديا هي أصعب الفنون، بخاصة أن ثمة حالة من الكآبة والإحباط تسود المجتمع، ومن ثم يصعب انتزاع ضحكات الجمهور، بخلاف التراجيديا التي تُعدّ أسهل بكثير. لذلك، نحن نحاول طرح مشاكل مجتمعية مثل البطالة والفقر والزحام بطريقة ساخرة». عن محاولة إعادة تقديم «فرقة ثلاثي أضواء المسرح»، قال: «من العسير إعادة أمجاد فنانين عظماء مثل جورج سيدهم وسمير غانم والضيف أحمد، بيد أننا نحاول أن نلمس جزءاً من إبداعهم». فيما رأى محمد علي ميزو أنهم يطرحون فكرة جديدة من خلال البرنامج، وهو ما شجعه على خوض التجربة. وأضاف: «نحن نحتاج اكتشاف الممثلين عموماً، وليس نجوم الكوميديا فحسب. فالممثل الجيد قادر على أداء الأدوار كافة». وانتقد ميزو اعتماد صناعة الكوميديا في مصر على مقومات غريبة أشبه بـ «شغل المقاولات»، ووفق معايير يفرضها المنتج، فتكون النتيجة أعمالاً كوميدية ضعيفة، وتغيب «الكوميديا الهادفة»، و «الكوميديا السوداء» التي تطرح قضايا جدية وتنتزع ضحكات الجمهور أيضاً. وتابع ميزو: «نعتمد على السياق الدرامي، فنطرح موضوعات هادفة تناقش مشكلات المجتمع والطبقات الكادحة وتتفاعل مع حياتهم اليومية مثل انتشار القمامة في الشوارع، وزحام الطرق والمواصلات وتدهور أوضاع المستشفيات، وغلاء الأسعار والبطالة». ولاحظ ترحيب الجمهور بعملهم من خلال الفقرات التي يتمّ تصويرها في الشارع. وعن إمكان قرار استمرارهم كثلاثي، أجاب: «لم نختر أن نكون ثلاثياً، بل جاءت الفكرة من القناة، ولاقت قبولاً، واكتسبنا مزيداً من الشهرة في الوسط الفني، بخاصة أن الساحة تخلو من هذا النمط. وتوجهت أنظار المنتجين نحونا، حيث تلقينا كثيراً من العروض سواء كانت للمشاركة في مسلسلات أو أفلام أو إعلانات».