×
محافظة المنطقة الشرقية

موجة عالية

صورة الخبر

كلمة النخبة استقرت في الاذهان على انهم المتعلمون الذين نالوا قسطاً كبيراً من الثقافة تؤهلهم للنظر في مشكلات المجتمع، وتصل الى اسباب المشكلات، وتقترح الحلول الناجعة لها وهي بهذا الوصف في كل اقطارنا العربية لم تقم بواجبها نحو مجتمعها، ذلك ان تعيينها او قل ان احداً لم ينتخبها، فليس لدى مجتمعاتنا العربية معايير وضوابط يمكنها من خلالها الحكم بأن فلاناً من النخبة، بل قد تفاجأ برجل من النخبة المرعية صحفياً بل وقل رسمياً، احياناً يقابلك فتبحث قال لك وردد أمامك، فاذا بك تحكم بأن نخبة هذا احدها لن تقوم باي شيء مهم لهذا المجتمع، امضيت من العمر76 عاماً وخالطت ابناء مجتمعي كلهم، المتعلم منهم والمثقف والعامي، ورأيت العجب من النخب في مجالات عدة، فالاساس الذي يمكن اعتباره للحكم على اي انسان انه من النخبة المثقفة ان يكون كفؤاً في عمله، له من القدرات ما يجعله يبدع فيه ويواجه كل ما يعترض الحل من مشكلات، ومع ان الابداع يغيب عن سائر مجتمعاتنا العربية الا ما ندر، فان الكفاءة لهذا المثقف غائبة ايضا، ولننظر للمتقلبين في المناصب وجلنا قد اختبرهم، فعلم غياب الامرين عنهم، وطبعاً اذا غاب ذلك عن هؤلاء فلن يكون منهم تشجيع على ان يلي المناصب الكفء القادر المبدع، فهو ان تولى منصباً قارن الناس بينه وبينهم فكانت الكارثة، لذا كانت الحرب في مجتمعاتنا العربية بين هؤلاء والمبدعين شرسة جداً، فالمتفوق في بلاد العرب لا اقول انه ما ان يظهر الا وحورب، بل دعوني اقول انه يحارب ولا يزال على مقاعد الدراسة، واول من يشتد في محاربته معلمه، الذي يلمس التفوق الذي هو عليه، ويخشى انه بذكائه سيكشف مستوى معلمه المتدني، ثم تستمر الحرب حتى تكون صراعاً مكشوفاً يوم نخرج هذا المبدع، الذي يفاجأ كلما توجه لفرصة عمل وجد انها حتى بعد اختبار هو المتفوق فيه تعطى لغيره، ممن كان يعرفه اثناء دراسته، ويعلم مقدار قدراته المتدنية الى ابعد حد، فكم من متفوق حتى بعد ان يجد فرصة عمل، ان من يكون رئيساً له هو ادنى المتخرجين في تخصصه، وقد يفر منها الى اعمال حرة يكابدها، وكان يتمنى لو ان الفرصة واتته بخدمة الوطن عبر تخصصه، لكن ليس باليد حيلة، سوى ان نعمل بعيداً عن ان يهان، ويبقى المتفوق الذي اضطرته ظروف الحياة ان يقبل ان يعمل تحت رئاسة غير المتفوق، بل والذي لا كفاءة له وفي عمله اصلا، وتظل الاهانات توجه اليه لا لشيء سوى انه متفوق على رئيسه، وهذه امور عرفناها بعد تجارب في الحياة استمرت حتى اليوم خبرناها اثناء العمل وبعد تركه ولا نزال نلاحظ هذا في مجالات عدة، ترى المبدعين لا قيمة لهم، وترى خالي الوفاض من القدرات يلوح لك من كل مكان يقول: ان اردت ان تلي منصباً مهماً فاترك عنك هذا الفهم في تحصيل العلم والخبرة، فالطريق لك ممهد ان تركت هذا، وهو صعب عليك لا يمكنك الوصول الى الفرصة خلاله ان اصررت على سلوكك، هذا واقع يعرفه كل من مارس التعلم ثم مارس العمل الوظيفي في شتى الوظائف ذات الاهمية للوطن والمواطنين في جل بلداننا العربية ولن تتقدم الاوطان العربية الا عندما تنتخب لاعمالها المبدعين من ابناء الوطن، وتجتهد في الاحسان اليهم لا الاساءة اليهم، وان توفر لهم اعلى فرص للعمل من اجل البناء بسواعد المبدعين المتفوقين، لا الذين يظلون في اوروبا عشرات السنين للحصول على شهادة، فاذا فتحت لهم المناصب ذراعيها مرحبة وجاء المبدعون سريعاً بشهاداتهم التي تشهد بتفوقهم، فيجدون ممن سبقوهم من هؤلاء واحتلوا اعلى المناصب، اننا في حاجة ماسة الى دراسة اوضاع موظفينا الخاصة منهم العموميون، ومن يشرفون على اعمال مهمة للوطن والمواطنين، وهم يفتقدون القدرة والكفاءة، فهل نفعل؟.. هو ما ارجو والله ولي التوفيق.