×
محافظة المنطقة الشرقية

«إنفورميشن سيستمز» تفوز بجائزة أفضل مزود لخدمات الركاب

صورة الخبر

هذا الكتاب عن موضوع صعب، فهناك زخم من الخرافات والأنماط الفكرية المغلوطة والآراء، التي يتشبث بها معتنقوها بشدة، ومجموع ما كتب عن هذا الموضوع ضخم ومتداخل بشكل مربك، وكما تعترف المؤلفة فإن أي مؤلف يقدم على كتابة مثل هذا العمل يكون مديناً بالفضل لآخرين غيره لا حصر لهم، والذاكرة معرضة للسهو والخطأ، والأفكار تنساب في الذهن أحياناً بعد ضياع أسماء مبدعيها الأصليين. يتعرض كتاب القسوة شرور الإنسان والعقل البشري لكاثلين تايلور، للقسوة باعتبارها نوعاً من السلوك الذي يجسد شرور الإنسان، وترى أن من يرتكب أعمال القسوة ليس بالضرورة شخصاً منحرفاً أو مريضاً نفسياً أو شريراً بالفطرة، بل إن القسوة سلوك منطقي ينفذه بشر عاديون، فهي تفترض أن كثيراً من العنف لا ينبعث دون إعداد مسبق في عقول من يمارسونه، فإننا لا ندري فعلاً كيف استعد الشخص لهذا الفعل قبل أن يحدث، لذلك تحاول المؤلفة في هذا الكتاب الذي ترجمته إلى العربية فردوس عبد الحميد البنهاوي، وصدر عن المركز القومي للترجمة، تناول أسباب القسوة من منظور علمي، يرتبط بالعقل البشري وآلية وكيفية عمل المخ. تؤكد المؤلفة أن دراسة القسوة مشروع متشعب، واتباع الأسلوب العلمي فيه محفوف بمخاطر كثيرة، ويكتنفه كثير من دواعي عدم الفهم ثم تستدرك للإيضاح: إنني لا أدعي أن العلم لديه الإجابات المطلوبة، والموضوع غير مترابط علمياً ومنطقياً، لأنه يعتمد على متغيرات اجتماعية وأخلاقية وثقافية، كما أن التغيرات الكبيرة في المخ تحدث دون أن يستدل عليها، أي أن المتاح والممكن من معلومات غير كامل بالضرورة، ثم تطرح المؤلفة عدة تساؤلات وتحاول الإجابة عنها في الفصل الأول: ما الذي يمكن وصفه بفعل القسوة؟ ومن الذي يرتكبه؟ ولماذا ترتكب أعمال القسوة؟ مع الإشارة إلى السياق الاجتماعي للقسوة والأدوار التي يؤديها المشاركون. حددت المؤلفة المشاركين بثلاثة: الفاعل، الضحية، المشاهد، وتتعامل مع القسوة في الفصلين الثاني والثالث على خلفية ارتباطها بمبادئ الأخلاق الأساسية والوضعية، مع الإشارة إلى بعض المناهج الفلسفية وبعض الآراء والأحداث والمبررات والدوافع التي تؤدي إلى فعل القسوة، أما الفصل الرابع فيمثل محاولة التعامل العلمي مع هذا الموضوع من منظور التعرف إلى الآلية البيولوجية (في المخ) التي تدفع الإنسان للقسوة، فيما يتعلق بعلم دراسة الجهاز العصبي وعلم النفس التطوري وعلم النفس الاجتماعي.