صراحة-مكة المكرمة:أعلن معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس عن اعتمادِ المبنى الرئيسِ لكليةِ طب الأسنان بالمدينة الجامعية بالعابدية على مساحةِ مئةِ ألفِ مترٍ مربعٍ والذي سيستوعبُ بإذنِ اللهِ ألفَ طالبٍ، وألفَ طالبةٍ، أربعونَ في المئةِ منهم يمثلونَ الدراسات العليا: البورد، والماجستير، والدكتوراه. إضافةً إلى زيادةِ عددِ العياداتِ التعليمية إلى ثلاثمائةٍ وخمسين عيادةً . وبين معاليه في كلمته التي ألقاها اليوم في حفل افتتاح ملتقى الابتكار في طب الأسنان الذي تقيمه كلية طب الأسنان لمدة يومين برعاية معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري ومشاركة متحدثين عالميين مختصين في مجال طب الأسنان ونقل التقنية الحيوية من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية والصين وبريطانيا وذلك بفندق هيلتون بجدة ، أن الكلية استقبلت أول مجموعة من طلابها عام 1430 ه وخلالَ سنواتٍ قليلةٍ استطاعتْ أَنْ ترسِّخَ قدمَها في ميدانِ التعليمِ الطبيِّ وأن تُنافِسَ نظيراتِها اللاتي سَبَقَتْها في التأسيسِ وتمتلكُ مبنىً حديثاً وثمانين عيادةً تعليميةً واستشاريةً، وتسعةَ معاملَ للمحاكاةِ والإنتاجِ ومعملاً للأبحاثِ ومكتبةً تعليميةً وها هي الآن تتصدَّى لهذا الملتقى (ملتقى الابتكارِ في طبِّ الأسنانِ) الذي يُعتبرُ أولَ ملتقىً طبيٍّ على مستوى الشرقِ الأوسطِ يتخصصُ في نقلِ التقنيةِ الحيويةِ والاقتصادِ المعرفيِّ في مجالِ طبِّ الأسنانِ، بمشاركةِ كوكبةٍ متميزةٍ من الباحثينَ، وأكثرَ من ثلاثينَ شركةً متخصصةً في قطاعِ طبِّ الأسنانِ، إضافةً إلى مجموعةٍ من الفرقِ التَّطَوُّعيةِ النشطةِ في مجال التوعيةِ الصحيةِ وخدمةِ المجتمعِ معتبرا مسيرةَ الكليةِ أُنْموذجاً يُحتذَى في الجدِّيةِ والعطاءِ وسُرعةِ الإنجازِ مع التميُّزِ والتألُّقِ . وأكد معاليه أنَّ هذا الملتقى يأتي في سياقِ تحقيقِ تطلُّعاتِ خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود –أيّدهُ اللهُ- لتحويل اقتصادِ المملكةِ من اقتصادٍ نفطيٍّ إلى اقتصادٍ يعتمدُ على المعرفةِ والابتكارِ وريادةِ الأعمالِ ونقلِ التقنيةِ، حيث سيُسهم بإذنِ الله في تحقيقِ التعاونِ مع الهيئاتِ والشركاتِ والمؤسساتِ العلميةِ لتشجيعِ مراكزِ الأبحاثِ، وتأسيسِ حاضناتِ الأعمالِ وتحويلِ نتائجِ الأبحاثِ إلى تطبيقاتٍ تجاريةٍ وصناعيةٍ، والجامعةُ بذلكَ تقومُ بدورهِا في رَسْمِ خارطةِ مستقبلٍ أجمل لبلادِنا الحبيبةِ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ معربا عن شكره لمعالي وزير التعليم العالي على رعايته للملتقى ومقدرا لعميد الكلية الدكتور محمد بياري جهوده في تنظيم الملتقى . وكان الحفل الخطابي المعد لهذه المناسبة قد بدئ بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم ألقى عميد كلية طب الأسنان الدكتور محمد بن مصطفى بياري كلمة أكد فيها أن هذا الملتقى والفعاليات المصاحبة له من أهم المناسبات التي تنظمها الكلية هذا العام في اطار تنفيذ وتحقيق رؤية وتطلعات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بالتحول إلى الاقتصاد والمجتمع المعرفي المعتمد على المعرفة والابتكار وريادة الأعمال ونقل التقنية المتقدمة إلى المملكة وذلك بما يعزز مكانتها اقليميا وعالميا مشيرا إلى أن الملتقى يعد نقطة تحول جديدة في اقامة المؤتمرات والملتقيات واللقاءات العلمية بمجال طب الفم والأسنان للانطلاق إلى آفاق أرحب وأوسع من مجال التخصص التقليدي إلى مجالات الاختراعات والابداعات التي تخدم هذا المجال بشمولية أكبر وبصفه عامة في إطار عالم متحول . وبين أن الكلية وبالرغم من عمرها القصير الذي لا يتجاوز الخمس سنوات تأتي تواقة لكل ماهو جديد ومميز ويخدم هذا الوطن المعطاء في مجال التعليم والتدريب والعلاج بطب الأسنان فحققت الكلية ولله الحمد الكثير من الانجازات منها انشاء مستشفى الأسنان التعليمي وهو الأحدث من نوعه على مستوى المملكة بأكثر من 75 عيادة تعليمية واستشارية تخصصية يدار بنظام رقمي متطور والاستثمار بالكوادر الوطنية من اطباء وطبيبات الأسنان حيث تم تعيين أكثر من 70 معيدا ومعيدة من الكفاءات المتميزة وابتعاث أكثر من 50 منهم إلى أفضل وأرقى الجامعات العالمية واستقطاب العديد من المتميزين المبتعثين على برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي كما تملك الكلية منهجا أكاديميا متطورا فريدا من نوعه بالتعاون مع جامعة تفتس الأمريكية يتميز بترابطه الأفقي والعمودي فيما يعرف في مجال التعليم الطبي بـ (integration vertical and horizontal) إلى جانب وجود إدارة الإلكترونية متكاملة عمودها الفقري نظام إلكتروني يسمى كليتي وذلك لإدارة العملية التعليمية والبحثية وكل ما يحتاجه الطالب وعضو هيئة التدريس وكذا البدء مبكرا ببرامج الزمالة الطبية بأكثر من تخصص وذلك بالتعاون مع الهيئة السعودية للتخصصات الطبية وتدشين مشروع العيادات المتنقلة لينتقل البحث الأكاديمي من داخل الكلية إلى الواقع العملي الميداني وتطبيق مخرجات الأبحاث على الواقع الاجتماعي وكذلك تدشين أكثر من 12 موقعا على الشبكات الاجتماعية في الانترنت وانشاء مركز طب الأسنان المبني على البراهين بالتعاون مع باحثين من جامعة مكماستر وجامعة تورونتو بكندا الذي يعد الأول من نوعه بالمملكة العربية السعودية وأعرب الدكتور البياري عن شكره لمعالي وزير التعليم العالي على رعايته لهذا الملتقى . عقب ذلك شاهد الجميع فيلما وثائقيا عن كلية طب الأسنان بجامعة أم القرى وانجازاتها المحلية والإقليمية والدولية ، ثم كرم معالي مدير الجامعة المتحدثين ورؤساء الجلسات العلمية ورعاة الملتقى كما افتتح المعرض المصاحب التي تشارك فيه أكثر من 30 شركة متخصصة في قطاع طب الأسنان والتقنيات لعرض آخر منتجاتهم الطبية والمعدات وآخر ما توصلت إليه التقنية الحديثة في المجال الصحي . إثر ذلك انطلقت فعاليات الملتقى بعقد عشر محاضرات علمية تحدث في الأولى استشاري علاج وجراحة اللثة بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث والمستشار التنفيذي لحاضنة التقنية الحيوية بادر بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية البروفيسور سلطان المبارك عن كيفية تعزيز ملكة الإبداع والابتكار لإنتاج الأفكار ثم منتجات جديرة بالاهتمام مقدما أمثلة تاريخية ومجموعة نصائح لرسم الخطوات الأولى في الإبداع . بعدها تناولالمحاضر بكلية الإدارة بجامعة بوسطن الدكتور أشلي جيه ستيفنز موضوع فرص نقل التكنولوجيا في بحوث صحة الفم ، أوضح فيها أن أمراض الأسنان تعد ذات أولوية منخفضة نسبيا لدى الممولين لبحوث علوم الحياة ومع ذلك فإن أبحاث الأسنان تركز بشكل كبير على مناطق التسوس وأمراض اللثة مما أثمر فرصا ممتازة لنقل التكنولوجيا . كما تحدث مدير إدارة التراخيص في مكتب نقل التكنولوجيا بجامعة إيموري بالولايات المتحدة الأمريكية البروفيسور كال لينون عن بناء العلامة التجارية الخاصة ، تناول فيها الاستراتيجيات وأفضل الممارسات في تصميم و إجراء البحوث التي من المتوقع أن تولد نتائج تجارية ذات صلة ، فيما تطرق البروفيسور شاهد صديقي من كلية طب الأسنان بجامعة أم القرى إلى موضوع الخلايا الجذعية الوسيطة أشار فيها إلى تطور طب الأسنان عالميا لفهم الأمراض المرتبطة بالخلايا الجذعية واستكشاف جدوى ترجمة هذه الاكتشافات المخبرية إلى علاجات سريرية بديلة . بعده تحدث الأستاذ المشارك في الفيزياء الحيوية لطب الأسنان بلندن الدكتور بول أندرسون عن آثار الأيونات المعدنية للحد من تسوس وتحلل طبقة المينا في الأسنان مستعرضا قدرة الأيونات المعدنية للعمل كمضادات لمكافحة التآكل من خلال سلسلة من الأبحاث الفيزيائية والكيميائية والمسح الضوئي الإشعاعي. وفي محاضرة للأستاذ بكلية الطب بجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية الدكتور محمد زمخشري تناول فيها التكنولوجيا والابتكار في مجال الرعاية الصحية ثم تطرق البروفيسور تيم واتسون الاستشاري الفخري في طب الأسنان الترميمي في لندن إلى استخدام الضوء لتشخيص اضطرابات الأنسجة الصلبة واللينة مبينا أنه يمكن لتقنيات الحفر بالسنابل وكشط قطع الأسنان أو مع التصوير السريري ، توفير صور الفيديو للتفاعلات عالية السرعة . كما شرح الرئيس التنفيذي لشركة يبرتفيل للأدوية بالولايات المتحدة الأمريكية لتقنية النانو الدكتور عمران أحمد ، الليبوزومات كعلاج طبي مشيرا إلى أن تقنية النانو لعبت في السنوات الأخيرة دورا مهما في اكتشاف الأدوية وتطويرها ويجري استغلال الخصائص الفيزيائية الفريدة من نوعها في مواد النونو المتناهية الصغر بما في ذلك الدهونفي مجال النانو الطبي لتستغل في إنتاج الأدوية ، كما تناول البروفيسور فرانك كبانيكو رئيس قسم أحياء الفم بكلية طب لأسنان بجامعة بافالو بنيويورك موضوع المؤشرات الحيوية اللعابية لمرض اللثة . واختتمت فعاليات اليوم الأول بمحاضرة العميد الفخري بكلية الأسنان بجامعة كولومبيا بنيويورك البروفيسور إيرا لامستر حول مستقبل تشخيص أمراض الفم والأسنان أوضح فيها أنه زاد فهم تشريح أمراض الفم والأسنان من خلال الاستفادة من التكنولوجيا الجديدة والتصوير الحديث ولكن بالرغم من تطور التكنولوجيا إلا أن تشخيص المرض وتحديد خطورته لم تتقدم بشكل ملحوظ في العقود لقليلة الماضية .