أعلنت شركة النفط الليبية الحكومية "المؤسسة الوطنية للنفط" أمس حالة القوة القاهرة بميناء البريقة لتصدير النفط في شرق ليبيا الذي يغلقه محتجون منذ آب (أغسطس). وبحسب "رويترز"، فإن هذا يعد ثاني إعلان من نوعه بالنسبة لهذا الميناء الذي تبلغ طاقته 110 آلاف برميل يوميا منذ العام الماضي، وكانت المؤسسة الوطنية للنفط قد ألغت تعليق الالتزامات التعاقدية بموجب حالة القوة القاهرة في البريقة في نهاية تشرين الأول (أكتوبر). وبدأت حكومة طرابلس بعد ذلك في محادثات مع المحتجين الذين يطالبون بنصيب أكبر في ثروة ليبيا النفطية واستقلال سياسي، ولكن المفاوضات لم تحقق تقدما نحو إنهاء حصار الميناء. وتعاونت مجموعة الاحتجاج الرئيسة في البريقة الواقعة في طبرق قرب الحدود المصرية مع مجموعات أخرى من المتمردين الذين سيطروا على ثلاثة موانئ في شرق ليبيا، وفي الأسبوع الماضي تمكن المحتجون من تحميل شحنة من النفط على ناقلة نفط في ميناء السدرة متجاوزين طرابلس، وأخفقت البحرية الليبية في وقف الناقلة. ويسلط الحصار النفطي الضوء على الفوضى في ليبيا العضو في أوبك، حيث تعجز الحكومة المركزية الضعيفة عن كبح جماح الجماعات المسلحة التي ساعدت في الإطاحة بمعمر القذافي في 2011 ولكنها ترفض إلقاء سلاحها. وتحاول الحكومة منذ فترة التفاوض للتوصل إلى اتفاق ينهي حصار مرسى البريقة لإنعاش إيرادات النفط المتهاوية اللازمة لتمويل الإنفاق العام في حين تجد صعوبة في إنهاء احتجاجات منفصلة في ثلاثة مرافئ رئيسة في شرق البلاد أيضا، وتهيمن على طبرق قبائل تطالب بنصيب أكبر من الثروة النفطية الضخمة وبمزيد من السلطات محليا. ويدر شرق البلاد 70 في المائة من إيرادات النفط، ورغم إجراء مفاوصات غير مباشرة بين الجضران الذي يسيطر رجاله على مرافئ الزويتينة والسدر وراس لانوف والحكومة المركزية لإنهاء الاحتجاج، إلا أنه لم تظهر أي بوادر على ذلك بعد. من جهة أخرى، توقف الإنتاج في حقل الشرارة بجنوب ليبيا بسبب احتجاجات جديدة بعد أقل من أسبوع من إعادة فتح الحقل الذي ينتج 360 ألف برميل يوميا. وكان الحقل قد استأنف ضخ النفط في مطلع الأسبوع الماضي بعد أن علق محتجون احتجاجهم ووصل الإنتاح إلى 214 ألف برميل يوميا بحلول الأربعاء الماضي، ومع إغلاق الحقل ينخفض إنتاج ليبيا من النفط إلى أقل من 250 ألف برميل يوميا.