أثارت الوفاة المفاجئة لصحافي يمني، اشتهر بتحقيقاته التي فضح فيها فساد الحوثيين في المؤسسات الاقتصادية، شكوكاً حول تعرضه لتصفية على يد الانقلابيين. هذا وطالبت نقابة الصحافيين ووزارة الإعلام بتدخل منظمات دولية لإجراء تشريح لجثة الصحافي، محمد العبسي، من قبل فريق طبي دولي مستقل، وسط أنباء عن وفاته مسموماً. فربما أن التحقيقات التي نشرت تباعاً في مدونة الصحافي، محمد العبسي، كانت أول قطرات السم الذي يعتقد أنه قتله. فقد دأب العبسي على الدخول في زوايا شائكة من الأزمة اليمنية. فضح فساد الميليشيات في المؤسسات الاقتصادية، فتعرض كثيراً لتهديدات بدأت تخيفه في الآونة الأخيرة، ما اضطره لتغيير أرقام هاتفه وأماكن تواجده. وحين مات الصحافي اليمني فجأة، أُعلن أن الأمر راجع لسكتة قلبية. لكن الغموض الذي يلف هذه الوفاة المفاجئة لصحافي أزعج قلمه الحوثيين كثيراً، أثار شكوكاً حول تعرضه لتصفية على يد الانقلابيين. الاتهامات التي بدأ تداولها في العلن جعلت نقابة الصحافيين ووزارة الإعلام تطالب بتدخل منظمات دولية لنقل جثمان الصحافي من العاصمة صنعاء إلى مدينة عدن لتشريحها من قبل فريق طبي دولي مستقل، لبيان سبب الوفاة. وكان العبسي قد اشتغل على تحقيقات صحافية في أيامه الأخيرة تتهم الانقلابيين بالتحكم في السوق السوداء في قطاعي النفط والسلاح، وتكشف أن إجراءات الانقلابيين هي التي تقف وراء حصار اليمنيين في الداخل. صفحة جديدة من العداء بين الانقلابيين والصحافة تأتي في وقت لم تغلق بعد الصفحات الأولى. فهناك 14 صحافياً تختطفهم الميليشيات وتحتجزهم في سجون تابعة لها في صنعاء، ما اضطر عشرات الصحافيين إلى تنظيم وقفة احتجاجية في تعز للمطالبة بالإفراج عنهم وحمايتهم من التعذيب الجسدي والنفسي.