واشنطن - كشفت دراسة حديثة أن الحمل يحدث تغييرات طويلة الأمد، في شكل الدماغ لدى المرأة خلال حملها الأول، تساعدها على تقوية الارتباط العاطفي مع مولودها، وتهيئها فسيولوجيا لتلبية متطلبات الأمومة. الدراسة أجراها باحثون بجامعة أوتونوما فى أسبانيا، بالتعاون مع باحثين في جامعة لايدن بهولندا، ونشروا نتائج دراستهم الأربعاء في دورية "Nature Neuroscience" العلمية. ولرصد التغييرات التي يشهدها دماغ المرأة، أجرى فريق البحث مسحًا لأدمغة 25 سيدة خلال حملهن الأول، باستخدام الرنين المغناطيسي. ووجد الباحثون، أن مسح الدماغ كشف أن مخ الحامل يتعرض لتغييرات تشبه إلى حد كبير، تلك التي تطرأ على الدماغ في مرحلة المراهقة. وعن طبيعة تلك التغييرات، كشف الباحثون أن الحمل يقلل الأنسجة الرمادية في مخ المرأة، التي تلعب دورًا رئيسيًا في السيطرة على العضلات، والإدراك الحسي وصنع القرار. وعن فائدة ذلك للحوامل، قال الباحثون، إن تلك التغييرات توفر للمرأة التي تنجب للمرة الأولى عدة ميزات، أهمها مساعدتها في التعرف على احتياجات طفلها، وإدراك المخاطر الاجتماعية المحتملة التي قد يتعرض لها، وتقوية الارتباط العاطفي بالمولود. وقارن فريق البحث مسح المخ للنساء المشاركات في الدراسة، بمسوح أخرى أجريت لـ 19 رجلاً لدى كل منهم طفل واحد، و17 رجلاً لم ينجبوا أطفالًا من قبل، و20 امرأة لم تضع أي منهن مولودًا من قبل. ومن خلال تحليل صور المخ، تمكن الحاسب الآلي من التعرف على النساء الحوامل من غيرهن، حيث رصد الباحثون انخفاضًا بالغًا في الأنسجة الرمادية لدى النساء اللاتي حملن بأطفال للمرة الأولى. وقال الباحثون إن درستاهم تثبت للمرة الأولى أن الحمل يحدث تغييرات طويلة الأمد، تمتد على الأقل لمدة عامين بعد الولادة في شكل الدماغ عند المرأة لتهيئتها لاستقبال وافدها الجديد، ومعرفة متطلباته.