أظهرت بيانات دراسة يعود تاريخها إلى ما يقرب 80 عاماً لجامعة هارفارد الشهيرة ، صلة بين الطفولة الدافئة وروابط الزواج القوية في سن الشيخوخة. لا أحد يستطيع العودة لجعل طفولته أكثر سعادة، ولكن يمكن ممارسة مهارات تحافظ على علاقات صحية على مدى عقود، مستوحاة من هذا البحث القائم على كبار سن عاشوا بصحة وسعادة فترة طويلة. منذ الثلاثينيات والأربعينيات، قام الباحثون بتتبع حياة مجموعتين كبيرتين من الرجال، ضمت الأولى طلاباً في السنة الثانية في كلية هارفارد، في حين كان أفراد المجموعة الثانية من أفقر الأحياء والأسر المضطربة في بوسطن. خضعوا كلهم لفحوص طبية وذهب الباحثون إلى ديارهم وأجروا مقابلات مع والديهم. كل سنتين، يتصل الموظفون في مجال البحوث مع الأحياء منهم لسؤالهم عما إذا كانوا سوف يتعاونون مرة أخرى. الآن، في التسعينيات من العمر، يوافق الرجال على المقابلات في غرف معيشتهم، والاطلاع على سجلاتهم الطبية، والتبرع بالدم، والتحدث إلى زوجاتهم على شريط فيديو. عندما يبلغ المشاركون سن الـ 80 عاماً ، يدرس الباحثون بياناتهم من منتصف العمر للتنبؤ بمسبب الصحة في المستقبل. وكان الجواب العلاقات الجيدة، كما يقول روبرت والدنغر، وهو طبيب ومحلل نفسي يدير حالياً الدراسة. فمن كانوا أكثر رضا عن علاقاتهم الاجتماعية في سن الـ 50 هم أصح في سن الـ 80. ومن هم أكثر ترابطاً مع الأسرة، والأصدقاء، والمجتمع، أكثر سعادة، وأكثر صحة جسدياً، ويعيشون لفترة أطول. فالألم الجسدي لن يؤثر على المزاج إذا لم يكن مضافاً إلى الألم العاطفي، ولن يتعرّض من يتمتعون بالعلاقات الاجتماعية السعيدة لتراجع الأداء العقلي.. أثر السعادة في الطفولة عندما كان الرجال في منتصف العمر، أجابوا عن أسئلة حول كيفية تمكنهم من التعامل مع المشاعر غير السارّة. وصنّف الباحثون في ذلك الوقت استراتيجياتهم كطرق "التكيف" وشملت الفكاهة وإعادة النظر في الوضع، أو "إعادة صياغة الوضع". وصنّف الانتقاد أو تعبئة العواطف"كأقل قابلية للتكيف". وتبين أن الرجال بقدرة "أقل على التكيف" أقل أمناً في زواجهم في وقت لاحق، وربطت الطفولة السعيدة بالأسلوب الأكثر تكيفاً والزواج الأفضل.