صحيفة وصف : بعنوان صريح يحذّر من كلامه المستفز للناس، يرفض كاتب صحفي إلقاء اللوم على الوزير الذي وظّف ابنه؛ مؤكداً أننا جميعاً نعتقد في الواسطة ونلجأ إليها، وفي فاكهة الأبجدية يقدم كاتبٌ التحيةَ لأخلاق أبي جهل، بعدما حدث في مدينة حلب السورية. لا تلوموا الوزير الذي وظّف ابنه في مقال بعنوان تحذير: هذه السطور قد تستفزك، يُبدي الكاتب الصحفي عبدالله العقيل، دهشته من إلقاء الجميع باللوم على الوزير الذي وظّف ابنه؛ بينما يقومون هم بذلك عبر الواسطة.. يقول العقيل: عندما غضب الناس من وزير الخدمة المدنية بسبب ذلك اللقاء الشهير، بدأ التنقيب عن كل شيء يخصه، وفعلاً اكتشف الناس أن الوزير وظّف ابنه. كنت أحد الذين شاركوا في موجة الغضب، كنا نبحث عن أي شيء يشفي غليلنا؛ فوجدنا هذه الفرصة، ثم تقمّصنا ثوب المثاليات الزائف. فكروا بهدوء ويعلّق العقيل قائلاً: الآن، وبعد أن هدأت العاصفة، تعالوا نشاهد واقعنا ونتحدث بكل صراحة.. هل يوجد شخص بيننا لم يلجأ إلى الواسطة في حياته؟ كنا وما زلنا في أي معاملة أو خدمة مهما كانت بسيطة نسأل: (تعرف أحد بالمكان الفلاني؟) حتى في القطاع الخاص نلجأ لمعارفنا!.. ألم تمرّ علينا هذه الجملة: (رح لفلان وقل له من طرف فلان)؟ حتى لو كانت هذه الخدمة نظامية؛ فإننا نحتاج إلى واسطة للحصول عليها أو لإنهاء إجراءاتها.. كم شخصاً تَوَظّف بالواسطة؟ وكم شخصاً ترقّى بالواسطة؟ وكم شخصاً أنهى معاملته بالواسطة؟ وكم شخصاً أخذ حقه بالواسطة؟. لم يجدوا وسيلة ويستدرك العقيل راصداً أسباب انتشار الواسطة، ويقول: أنا هنا لا أدافع عن التحايل على النظام؛ ولكن الناس لم يلجأوا إلى الواسطة إلا لأنهم لم يجدوا وسيلة أخرى أمام البيروقراطية وعدم تكافؤ الفرص.. هل نلوم الوزير لأنه وظّف ابنه -أعز الناس- بينما مدير إدارة في أي جهة حكومية أو في شركة خاصة يوظف مَن يريد؟!. نزاهة أسد عليّ ويُنهي العقيل بالحديث عن دور الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد نزاهة، ويقول في هذا الموضوع: حتى نزاهة فتلت عضلاتها! لاحظ أن نزاهة حتى الآن لم تتخذ أي موقف تجاه قضية سيول جدة التي ذهبت فيها أرواح وممتلكات وسيارات ومنازل! .. أما في قضية ابن الوزير فكانت شجاعة، وعلى الفور رفعت نتائج تحقيقها إلى المقام السامي؛ علماً بأنها لم تكن تعرف عن الأمر إلا بعد أن أصبح حديث المجالس؛ وهذا في حد ذاته كارثة.. لسان حال المواطن في هذه القضية يقول: أسد عليّ وفي الحروب نعامة. ليتكم تمتلكون نصف أخلاق أبي جهل! وفي فاكهة الأبجدية ، يؤكد الكاتب الصحفي محمد الرطيان أن ما يحدث لمدينة حلب السورية وأهلها، يدفعه لتحية أخلاق أبي جهل، يقول الرطيان: أثناء حصار قريش لبيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبعد أن اقترح البعض اقتحام البيت، وتسوّر السور؛ صاح فيهم أبو جهل وقال: (ويحكم؛ فيصبح العرب فيقولون إن أبا الحكم ابن هشام روّع بنات محمد ليلاً، لا والله لا نتسور عليه داره)! أي مروءة وشرف لدى هذا العربي الذي كفر بمحمد وبما أنزل عليه؛ حتى سُمّي أبو جهل؟! (حتى لا تقول العرب إننا فزّعنا بنات محمد) عبارة سجّلها التاريخ لأبي جهل، تُثبت أن هذا الكافر أكثر مروءة وأعلى شرفاً من كثير يظنون أنهم مؤمنون! أنظر إلى حلب وأهلها، وأقول: ليتكم تمتلكون نصف أخلاق أبي جهل!. (0)