اطلع الرئيس اللبناني ميشال سليمان من المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتييريس على عمل المفوضية على صعيد إغاثة اللاجئين السوريين. وإذ هنأ غوتييريس سليمان بإنجاز البيان الوزاري، جدّد «دعم لبنان في موضوع اللاجئين»، منوهاً بـ«الجهود التي يبذلها سليمان للحفاظ على الوحدة والاستقرار». وأكّد أن «عمل المفوضية سيتوسع مع الحكومة فور نيلها الثقة واتصالات المفوضية مع الدولة القادرة ستتكثف وتتوسع». وشكر سليمان المفوضية وغوتييريس على «الجهود المبذولة للمساعدة واللأمم المتحدة والأمين العام بان كي مون على الاهتمام»، آملاً في أن «تتواصل خطوات الدعم في موازاة العمل على ايجاد حل في سورية يسمح بعودة اللاجئين الى ديارهم». وكان غوتييريس شارك مع منظمة «يونيسف» ومؤسسة «ميرسي كور» و«إنقاذ الطفولة» ومنظمة «الرؤية العالمية» في إطلاق تقرير أمس بعنوان «تحت الحصار... الاثر المدمر على الاطفال خلال 3 سنوات من النزاع في سورية»، في فندق «فينيسيا» في بيروت. وعرض التقرير أثر العنف والانتهاكات الحقوقية في سورية على الاطفال في الاعوام الثلاثة الماضية من النزاع، سواء الاطفال الذين ما زالوا داخل البلاد أو أولئك الذين يعيشون كنازحين خارج حدودها، مشيراً إلى أن «1,2 مليون يعيشون كنازحين في البلدان المجاورة وما يقرب من نصف مليون منهم في لبنان وحده»، لافتاً إلى أن «أكثر من 37 ألف طفل ولدوا لاجئين». وقيّم التقرير «الأثر طويل المدى على المنطقة بتعطّل النمو الصحّي لملايين الاطفال بسبب سوء التغذية والمرض وفقدان فرص التعلّم والتأثير النفسي». وإذ أفاد التقرير أن «الحرب تحاصر مستقبل حوالى 5,5 مليون طفل سوري»، لفتت المديرة الاقليمية لمنظمة «الرؤية العالمية» كوني لينبيرغ إلى أن «حوالى مليون منهم يعيش تحت الحصار وفي أماكن يصعب الوصول إليها وتقديم الإغاثة بشكل منتظم». وأكدت «الحاجة إلى بليون دولار من أجل مساعدة الاطفال السوريين». وحذّر التقرير من أن «عاماً آخر من النزاع يكون ثمنه أكثر من فقدان للحياة فحسب، هو عام آخر من دون تعليم ودعم كاف للتغلب على الصدمات النفسية والتعرض للعنف الوحشي». وأشار إلى أن ما يقرب من «3 ملايين طفل لا يواظبون على الدراسة بشكل منتظم»، لافتاً إلى أن «الامم المتحدة تقدر بأن 10 آلاف طفل على الاقل قضوا ويرجح ان تكون الاعداد الفعلية أكبر من ذلك ومعظمهم قتلوا في الاشهر الـ 24 الاخيرة، وتوجد أدلة تشير إلى استهداف الاطفال بشكل مباشر». البراءة المفقودة وفيما يتعايش عشرات الأطفال مع الاصابات الناجمة عن القتال، تتعدّى الأخطار التي يتعرّض لها الاطفال الموت والاصابات، إذ يكشف التقرير أنه «يجري استخدام الفتيان بعمر 12 عاماً للمشاركة في دعم عمليات القتال، ويجري إشراك بعض آخر في عمليات الاشتباك والقتال الفعلي، ويعمل آخرون كمخرّبين أو مهربي أسلحة». ووصفت العائلات في التقرير «كيف يتم اعتقال الاطفال من منازلهم والمدارس والمستشفيات وعلى الطرق وعند نقاط التفتيش». «الحاجة الى صفقة كما البوسنة» ودعا المدير التنفيذي لـ«يونيسيف» انطوني ليك إلى «ضرورة إجراء صفقة تنهي النزاع في سورية كما حصل في البوسنة وغيرها». ودعا باسم المنظمات إلى «وضع حد للقتال والتنفيذ العاجل لقرار مجلس الأمن الدولي السماح للمنظمات الإنسانية غير المنحازة فرصة الوصول غير المقيد لجميع أنحاء سورية، والمزيد من الدعم من أجل التعلم وتنمية المهارات وتكثيف الجهود لتقليل الأثر الإقتصادي السلبي للأزمة على لبنان والأردن والعراق ومصر وتركيا». وأكدت الناطقة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة لدى لبنان دانا سليمان لـ «الحياة» أن «المفوضية ويونيسف يقدمان برنامجاً موحّداً مع أكثر من 60 منظّمة انسانية، إضافة إلى الحكومة اللبنانية، للدول المانحة من أجل طلب التمويل ونحن نتصرف بالاموال بحسب الاحتياجات على الارض وزيادة الاعداد. وكان آخر برنامج في كانون الاول (ديسمبر)»، لافتة إلى مواجهتهم «الصعوبات نفسها في مساعدة النازحين وخصوصاً بالنسبة إلى الشح في التمويل والقدرة الاستيعابية المحدودة في لبنان على المستوى الايواء والرعاية الصحية». وأكدت أنه «تم تمويل 15 في المئة فقط من النداء التمويلي الاخير من أصل 1,89 بليون دولار وهو المبلغ المطلوب لمساعدة أطفال سورية النازحين إلى لبنان»، لافتة إلى أن التمويل يصل بـ«طريقة تدريجية». لبنان