فيسبوك واقع افتراضي، وجارفس واقع يبدو واقعياً إلى حد كبير، فهو يحرك الأشياء ويغلق الأضواء، ويفتح الأبواب ويُسمعك الموسيقى. يبدو أن له حواس مثل الرؤية والسماع والتحدث تحاول أن تتشبه بالبشر، وتقترب رويداً رويداً، ومع كل موسم، من الوصول إلى الذكاء البشري. مارك، صاحب فيسبوك، لم يكن مخترعاً لهذه الطريقة، ربما يكون أحد المطورين والمسوقين لها؛ فالأمر قديم ومثير في الوقت نفسه، فقد ظهر مصطلح الذكاء الاصطناعي أواسط القرن الماضي، ويقصد به الذكاء الذي تبديه الآلات والبرامج بما يحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها، يشبه الأمر ما تفعله حالياً الروبوتات في عالمها الرحيب. يحاول العلماء إيجاد الطريقة المثلى لتعليم الروبوتات الاستنتاج، وتقديم ورد الفعل السريع على أوضاع لم تبرمج في الآلة نفسها. ثمة محاولات مستمرة لإدخال الذكاء الاصطناعي إلى كل أجزاء المنزل وبيئة العمل، وأبعد من ذلك في أن تكون المركبة كلها مصنوعة بالذكاء الاصطناعي بواسطة الطباعة الثلاثية، ثم أبعد من ذلك أن قيادة المركبة تكون بشكل شامل عن طريق برنامج جوجل لقيادة السيارات. ومن باب الملاطفة العلمية، روبوت يقود دراجة هوائية باقتدار فريد. يرى علماء التقنية أن ثمة طفرة نوعية ينتقل فيها البشر مع الإنترنت بمرحلة البحث في الأشياء بدل البحث في المعلومات؛ إذ ستكون معظم الأشياء من حول الإنسان لها قدرات تقنية ورقمية للتفاعل معه وبناء توقعات لردود فعله. هل هذا الأمر جيد؟ لا شك في أنه تطور استثنائي، تخطو إليه البشرية، لكنه مقلق؛ بل مقلق جداً لمستقبل البشر أنفسهم. يرى البعض أن زيادة ذكاء الروبوتات قد تهدد البشر. يذكر عالم الفيزياء الشهير ستيفن هوكينغ أن تطوير ذكاء اصطناعي كامل قد يمهد لفناء الجنس البشري، محذراً من قدرة الآلات على إعادة تصميم نفسها ذاتياً لتخرج عن السيطرة لاحقاً. لا يتحدث هذا العالم عن هذه الأيام ولا السنوات القريبة، لكنه استشراف لحالة التطور نفسها، وربما يتفق كثيرون مع مؤسس مايكروسوفت بيل غيتس حين عبر عن رغبته في بقاء الروبوتات غبية إلى حد ما، حتى لا تهدد البشر لاحقاً، من حيث لم يحسبوا لذلك حساباً. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.