أجيال جديدة من الألعاب تخرج من عباءة بوكيمون غو لعبة بوكيمون غو التي تنتمي إلى ما يعرف باسم الواقع المعزز، وهي تكنولوجيا متطورة مختلفة عما يعرف باسم الواقع الافتراضي، فتحت الباب على مصراعيه لتطوير ألعاب جديدة. العرب [نُشرفي2016/12/21، العدد: 10492، ص(19)] البحث عن بيكاتشو مستمر طوكيو - يسير هيروشي شيبويا في ممر داخل متنزه يويوجي العام الكائن في وسط طوكيو عصر الأحد، ويتوقف من آن إلى آخر ليرفع هاتفه الذكي عاليا بعيدا عن نظره. وعلى الرغم من رذاذ المطر الذي يتساقط بين الحين والآخر، يعد شيبويا، وهو موظف أنيق المظهر يضع نظارة على عينيه، واحدا من بين العشرات من الأشخاص الذين يغامرون بالخروج من منازلهم في هذا الطقس الشتوي، ليمارسوا لعبة “بوكيمون غو” الإلكترونية التي تلقى رواجا كبيرا على الهواتف المحمولة داخل المتنزه. ويقول شيبويا “أنا آتي إلى المتنزه في كل عطلة نهاية الأسبوع، وهذه اللعبة جعلتني أتجول غالبا خارج منزلي أكثر من ذي قبل”. ويضيف شيبويا أنه انضم إلى محبي هذه الصرعة سريعا بعد أن دشنت شركة نينتندو هذا التطبيق الإلكتروني في يوليو الماضي، على الرغم من أنه نادرا ما يمارس ألعاب الفيديو في منزله. وأوضح تاتسو نومورا كبير مديري الإنتاج بشركة “نيانتك” التي طورت اللعبة بمهرجان الصناعات الابتكارية في مجال الاتصالاتت “سبايكس آسيا”، الذي استضافته سنغافورة في سبتمبر الماضي قائلا “هذه هي الطريقة التي بدأ بها المشروع”. كما أوضح أن لعبة “بوكيمون غو تجعل اللاعبين يخرجون من منازلهم في العالم الواقعي ليمسكوا بإحدى شخصيات اللعبة”. وتنتمي هذه اللعبة إلى ما يعرف باسم الواقع المعزز، وهي تكنولوجيا متطورة مختلفة عما يعرف باسم الواقع الافتراضي، حيث تقوم على إسقاط الأجسام الافتراضية والمعلومات في بيئة المستخدم الحقيقية لتوفر معلومات إضافية أو تكون بمثابة موجه له من خلال أجهزة مثل الهاتف الذكي، وتتيح اللعبة التي أثارت ضجة عالمية هذا العام للاعبين البحث عن شخصيات بوكيمون التي يولدها الكمبيوتر من خلال الهاتف، حول المواقع الجغرافية في العالم الواقعي. وتعد بوكيمون غو لعبة تنتمي أيضا إلى ما يعرف باسم البيانات الوصفية “ميتاداتا”، وهي بيانات لتنظيم المعلومات على شبكة الإنترنت، حيث تتم إضافة بيانات أخرى إلى بيانات تتعلق بالعالم الواقعي. وكتب هيساكازو هيراباياشي المحلل ورئيس شركة إنترآكت للاستشارات الخاصة بصناعة ألعاب الفيديو بطوكيو على موقع “نيبون.كوم”، الإلكتروني يقول “إن هذه اللعبة لا تقتصر على المعلومات الجغرافية التي تمكن رؤيتها في بوكيمون غو”. تنزيلات ألعاب الفيديو التي تنتمي إلى الواقع المعزز ستبلغ 17 مليونا بنهاية 2016 وأضاف أنه عندما يربط مطورو اللعبة البيانات الوصفية بالبيانات الرقمية، مثل الباركود وبيانات الصور وأشكال الموجات الصوتية فإن ذلك “يمكن أن يتيح إمكانية ابتكار ألعاب جديدة”. وتشير شركة “جونيبر ريسرش” البريطانية لأبحاث السوق إلى أنه من المتوقع أن يصل إجمالي عدد تنزيلات لعبة بوكيمون غو من الإنترنت إلى قرابة نصف مليار تنزيل مع نهاية هذا العام. كما تقدر الشركة أن عدد تنزيلات ألعاب الفيديو الأخرى التي تنتمي إلى الواقع المعزز يمكن أن يبلغ نحو 17 مليونا بحلول نهاية العام الحالي. وقال نومورا في كلمة له بمهرجان سبايكس آسيا “إننا نأمل أن ننتج المزيد من هذه النوعية من الألعاب”. ويتوقع المحللون زيادة هذا العدد بشكل كبير خلال الأعوام المقبلة، حيث أن إنتاج ألعاب الواقع المعزز يحتاج إلى نفقات أقل مقارنة بألعاب الواقع الافتراضي، التي تتطلب استخدام جهاز كبير لسماعة الرأس وطريقة خاصة للتصوير وعملا تحريريا خاصا. ويقول المحللون إنه من المرجح أن تتطور بعض ألعاب الواقع المعزز لتصل إلى جيل يأتي بعد محبي لعبة بوكيمون الحاليين وبالتالي سيتم توسيع السوق، وجذبت بوكيمون غو البعض مثل شيبويا الذين لم يكونوا متحمسين من قبل لممارسة ألعاب الفيديو. ومكنت لعبة بوكيمون غو بعض الأشخاص المصابين بالاكتئاب من الخروج من عزلتهم وممارسة اللعبة في الهواء الطلق. وتتوقع شركة جونيبر للأبحاث أن تنمو سوق ألعاب الواقع المعزز من 515 مليون دولار عام 2016 إلى 5.7 مليار دولار عام 2021، وستأتي معظم الإيرادات من الاشتراكات ورسوم التصاريح، ومن المتوقع استمرار هذا الاتجاه التصاعدي في الإيرادات. وأطلقت شركة نينتندو لعبة “بوكيمون غو بلاس” في سبتمبر الماضي، وهي مزودة بأداة إضافية تنبه اللاعبين باقتراب إحدى شخصيات بوكيمون منهم وتسمح لهم بمحاولة الإمساك بها. ويقول المحللون إن عدد لاعبي بوكيمون غو تراجع منذ طرحها، وبالتالي تحاول نينتندو اجتذابهم إلى اللعبة مرة أخرى، ويتوقع محبو اللعبة أن يجدوا المزيد من المفاجآت من جانب الشركة المنتجة للعبة قبل احتفالات أعياد الميلاد المقبلة. ومن ناحية أخرى طرحت سوني وهي شركة منافسة لنينتندو سماعة للرأس لممارسة لعبة بلاي ستيشن التي تنتمي إلى الواقع الافتراضي، في أكتوبر الماضي في السوق اليابانية بسعر 44980 ينا (396 دولارا)، على أمل إعطاء دفعة للمبيعات حيث أن أسعار سماعة الرأس هذه أقل من الأجهزة المماثلة التي تنتجها شركات أخرى. وتحرص سوني أيضا على لعب دور نشط في مجال ألعاب الفيديو على الهواتف الذكية، فأسست فرعا لها باسم “فورارد ووركس” في أبريل الماضي، وتريد هذه الشركة العملاقة المتخصصة في إنتاج الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية توسيع قاعدة زبائنها عن طريق السماح للمستخدمين بممارسة ألعاب بلاي ستيشن وغيرها على الهواتف الذكية. وقال المدير التنفيذي لشركة سوني كازو هيراي لصحيفة فاينانشيال تايمز في سبتمبر الماضي “إن لعبة بوكيمون غو صارت بمثابة عنصر تغيير في عالم ألعاب الفيديو”. وأضاف “هذه اللعبة لديها إمكانية أن تغير الطريقة التي يسير بها الناس في الشوارع”. :: اقرأ أيضاً تشفير الصور حاجة ملحة لصناع الأخبار في عصر الملاحقة الرقمية معهد أبحاث تونسي يقاضي الجزيرة بتهمة الكذب ومغالطة الرأي العام العنف أم العري محور جدل في تونس أول نقابة مهنية للإعلاميين تبصر النور في مصر