×
محافظة المنطقة الشرقية

الأهلي يواجه الألومنيوم الليلة في كأس مصر

صورة الخبر

هل حقاً هذا زمن الرواية؟ هذا هو الانطباع الذي تريد دور النشر وبعض النقاد تكريسه في الأذهان، وتظهر التجربة أن في هذا الانطباع الكثير من المغالاة، لا بل والزيف. في زمنٍ سابق كانت كتابة الرواية تعد تعبيراً عن نضج الكاتب، عمراً وخبرة ومعرفة، إذ يلزمه التراكم المعرفي والحياتي الذي يهيئه لكتابتها. لا يعني هذا أنه لا يمكن لشبان موهوبين أن يكتبوا الرواية في عمر مبكر، ولكن هذا كان الاستثناء وليس القاعدة، كون الرواية حفراً في تجربة استوى عليها الكاتب بعد أن عرك الكتابة والحياة معاً، وامتلك من المعرفة ما يسمح له بتشييد بانوراما واسعة هي حياة الرواية ذاتها. الناقد السعودي محمد العباس كتب أمس يقول: عندما كنا صغاراً كان الأدب أكثر وضوحاً. قرأنا قصصاً للأطفال، ثم روايات للشباب، إلى أن تأهلنا لقراءة روايات الكبار. اليوم انمسحت هذه الخطوط وكل من يخربش يحمل لقب الروائي. هذه صرخة احتجاج من ناقد مشهود له بالكفاءة، على مشهد أدبي يعج بالكثير من الخرابيش التي تقدم على أنها روايات، خاصة مع كثرة دور النشر التي تتسابق على النشر لكل من يغطي سلفاً كلفة الطباعة والشحن وعوائد الناشر، وغياب أي معايير للتقييم التي تراعيها دور النشر الرصينة في الغرب التي تخضع المخطوطات للتحكيم من نقاد مختصين، والتدقيق، وحتى التدخل في التحرير إذا لزم الأمر. ثمة مفارقة هنا، ففي الوقت الذي يجري فيه الترويج ل زمن الرواية في العالم العربي، نعثر على شكوى في الغرب من انفضاض القراء عن قراءة الرواية، ما يهدد ما يدعى ب التعاطف مع القيم الأخلاقية. ومن نماذج هذه الشكوى ما قاله الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما في حديث له مع الروائية مارلين روبنسون. بدأ أوباما حديثه مع روبنسون بسؤالها: أأنتِ ممن يقلق من أن الناس لم تعد تقرأ الروايات على الإطلاق؟ قبل أن يشرح: أعتقد أني تعلمت أكثر الأمور أهمية من الروايات. إن الأمر يتعلق بالتعاطف، ولا بد له أن يكون له علاقة بالشعور بالارتياح لفكرة أن العالم معقد ومليء بدرجات من اللون الرمادي، لكن لا تزال هناك حقيقة من الممكن العثور عليها، وعليك أن تكافح وتعمل لأجل ذلك والارتياح من فكرة أنه من الممكن أن تتواصل مع شخص آخر على الرغم من اختلافك الشديد معه. ربما يسعفنا هذا في ملاحظة أن أي حديث عن ازدهار الرواية يجب ألا ينحصر في كم ما يصدر من كتب تصنف كروايات، وإنما بمدى أثر الرواية في تطور الثقافة، والثقافة الديمقراطية حصراً. د. حسن مدن madanbahrain@gmail.com