قالت آنا نيستات المدير العام للبحوث في منظمة العفو الدولية، إن المجتمع الدولي مسؤول عن الفظائع التي تجري في حلب، لأنه رفض التعامل مع الانتهاكات التي جرت في سوريا في وقت مبكر من الصراع ما مهد الطريق لسلسلة من الأهوال. وأضافت نيستات في مقال نشره موقع «سي.أن.أن» الإخباري، أنه قبل 17 عاما وقف كوفي أنان الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك، واعتذر أمام المنظمة الدولية، معترفا بأن الأمم المتحدة خذلت شعب رواندا خلال عمليات الإبادة التي استمرت 100 يوم وأسفرت عن مقتل قرابة مليون شخص، وتعهد وقتها بأن العالم «لن يفشل مجددا» في حماية المدنيين من الإبادة الجماعية وعمليات القتل الجماعي. وأشارت إلى أن تعهدات أنان تلك لا يمكن سماعها في ظل هدير القنابل وأنين الأطفال المحاصرين تحت الأنقاض بوجوههم الملطخة بالدماء والغبار، فقد وقف العالم متفرجا لمدة سنوات على صور هذه الحرب البشعة دون أن يتحرك. وتؤكد نيستات أنه لا يمكن لأي شخص ادعاء عدم المسؤولية عما يحدث في حلب، لأن الجميع يشاهد ما يجري بشكل مستمر. وقالت نيستات إن امتناع النظام الدولي عن التعامل مع الانتهاكات في سوريا في وقت مبكر من الصراع، قد مهد الطريق لسلسلة من الأهوال، ما بين مئات الآلاف من القتلى المدنيين، وكذلك اتهامات الإبادة التي تجري في السجون، وحتى التدمير الوحشي للمدن والبلدات في جميع أنحاء البلاد، والهجمات الكيماوية، والاستخدام الواسع للذخائر العنقودية والأسلحة المحظورة الأخرى، وانتشار جماعات مثل «تنظيم الدولة» الذي يخرق المبادئ الأساسية للإنسانية. وأضافت أن ما يحدث في حلب أمر مروع للغاية، لكنها تساءلت إذا كان مفاجئا للعالم، فقد سبق أن شهد العديد من الصراعات حالات من التقاعس الدولي مثل رواندا وسربرنيتشا واليمن. وتؤكد الكاتبة أن هناك حاجة إلى تغييرات كبيرة في مجلس الأمن الدولي، لأنه مع كل مدني يقتل في سوريا تتأكد حقيقة أن النظام الدولي لا يعمل بشكل سليم. ورغم أنها صارت أحد أطراف الصراع، فإن روسيا بدعم من الصين تستخدم حق الفيتو كعضو من الدول الخمس الدائمة العضوية لمنع أي تحرك دولي لوضع حد للكابوس في سوريا. وأشارت إلى أن منظمة العفو الدولية دأبت منذ سنوات على دعوة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن إلى الامتناع عن استخدام حق النقض في حالات الإبادة الجماعية وغيرها من الفظائع الجماعية، لتمكين الأمم المتحدة من اتخاذ إجراءات أكثر سهولة عندما تكون أرواح المدنيين في خطر. بدون استخدام حق الفيتو، ما كانت روسيا لتنجح في منع إحالة جرائم سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية أو فتح ممرات إنسانية. إن روسيا متواطئة في الفظائع التي ارتكبها النظام السوري قبل فترة طويلة من انضمامها إلى حملة القصف الجوي في سوريا في سبتمبر 2015.;