اكتشفت أديبًا وشاعرًا لم أقرأه من قبل، وهذا ليس عيبًا فيه.. ولكنه عيب فيّ وفي أمثالي من الذين تُبهرنا ضخامة بعض الأسماء التي يصنع منها المنصب أو الإعلام أو كلاهما هالة هلامية هي أقرب إلى النفاق الاجتماعي منها إلى التفوق الذي يُجيّر إلى صاحب المنصب، وكم خادعة هي المظاهر والمناصب التي تجمع حولها المريدين والمتزلفين الذين يُزيّنوا لصاحب المنصب شر أعماله ويجعلوا منها مراجع للنفاق تتعلم منها الأجيال.. لينتقل النفاق من جيلٍ إلى جيل مع استثناءات قليلة لبعض من يلفظهم المجتمع لكشفهم الزيف الذي تعيش فيه الأغلبية. *** الفضل لشبكات التواصل الاجتماعي التي أظهرت قامات أدبية واجتماعية راسخة في مجالها، قد يكون بعضها غير معروف لبعضنا لكن مواقفه وكلماته تجعل منه عَلَمًا يستحق التقدير. وأحد هؤلاء هو الأستاذ سمير مرتضى، الإعلامي السابق، والكاتب والأديب والشاعر القدير، الذي أتحف صفحته في الفيس بوك أخيرًا بقطعة أدبية تحمل معاني ومشاعر رائعة.. كل كلمة منها تحمل تجربة حياة لكثير من الأزواج.. كنت أود أن أعرضها كاملة ولكن أكتفي ببعض فقرات منها، حيث يقول: أرسل إليها ورقة طلاقها فكتبت له: لقد وصلتني تلك الورقة التي تنهي علاقتي بك.. فشكرًا لك..!! ولكن قل لي..؟ .. بأي حال نطقت بها؟ بأي قلب أطلقتها؟ هل كانت سجينة صدرك؟ لهذه الدرجة كنتُ همًّا وغمًّا في حياتك؟ ومع هذا.. فشكرًا لك. ليتني مثلك أستطيع أن أدوس قلبي بحذائي .. ليتني مثلك أستطيع أن أهيل التراب والرماد على تلك الذكريات .. ليتني مثلك أستطيع أن أدير ظهري لكل مشاعري ولكل عواطفي .. ومع هذا.. فشكرًا لك.. *** وقد استوقفتني من القصيدة التي انتقاها الشاعر "من مجموعة الغروب الأخير"، هذه الكلمات، بعد وقفة الحساب للزوجة مع مُطلقِها: هل تحب أن نتحاسب..؟ تعال إذن .. خذ.. هذه كلمة كانت تنهمر منك في كل ركن من أركان بيتنا.. وفي كل شبر منه.. إنها كلمة (أُحبكِ) .. خذ.. هذا نداء حالم كنت تسكبه في أذني كل صباح ومساء.. ألم تكن تناديني (حياتي)..؟ هذا عطر غرامك كيف أطرده؟ وهذه بقايا ضحكة اقتسمناها في الظلام.. كيف أخرسها؟ وهذه همسة ماكرة كنت تسعدني بها.. كيف أحرقها؟ هذه أشياؤك.. فأين أشيائي؟! *** بعد أن قرأتها قفزت أمامي تلك الشخصية الكاريكاتورية التي ظهرت لـ(حذلئوم) في فيلم (لا تراجع ولا استسلام)، وأخَذَت تُتابعه في كل مكان. فقد تخيّلته يخرج دون إعلان في كل مكان.. وأي مكان، كما فعل في الفيلم يطلب استعادة أشيائه. تخيلت هذه الشخصية تظهر للزوج وتصرخ في وجهه "أين أشيائي"، لـ"يلي" ذلك معركة بين الزوج السابق وذكرياته، التي يحاول محاربتها بكل ما أوتي من قوة، حتى ولو بقتلها أو حرقها.. ليُفاجأ بظهورها من جديد لتسأله: أين أشيائي؟ • نافذة صغيرة: (خذ هداياك.. ولكن اترك لي ذكرياتي.. اترك لي شيئًا أهرع إليه، أو أرى دمعتي خلفه كلما تذكرتك.. أما هداياي فاتركها لديك.. دعها تحاصرك أينما يممت وجهك.. دعها تطوق عنقك تذكرك بغطرستك وكبريائك وجبروتك .. ومع كل هذا.. فشكرًا لك...) سمير مرتضى nafezah@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain