موسكو - قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء إنه "لا رحمة للإرهابيين" في سوريا بعد قتل أندريه كارلوف السفير الروسي في تركيا، وذلك بعد تعليقات قال فيها الرئيس فلاديمير بوتين ان المقاتلين المعارضين "سيشعرون بالفرق". وفي هذه الاثناء، دعا الجيش السوري الثلاثاء المسلحين والمدنيين الذين لا يزالون داخل آخر جيب تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في مدينة حلب الى المغادرة، تمهيداً لاستكمال سيطرته على كامل المدينة، وفق ما قال مصدر عسكري والاعلام الحربي التابع لحزب الله، حليف النظام. وفي وقت لاحق خلال النهار سيبحث لافروف الوضع في سوريا مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف. وفي ختام هذه المباحثات سيعقد لقاء ثلاثي بين وزراء خارجية روسيا وتركيا وايران. وقُتل كارلوف عندما أطلق عليه رجل أمن النار من الخلف خلال إلقائه خطابا في افتتاح معرض فني في أنقرة الاثنين. وقال لافروف قبيل بدء الاجتماع مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو في موسكو إن اغتيال كارلوف جعل الحوار بين أنقرة وموسكو أكثر إلحاحا. واعلن بوتين في أول تعليق له على اغتيال كارلوف ان المعارضة المسلحة "ستشعر بالفرق" في الحرب الدائرة في سوريا منذ حوالي ست سنوات. من جهة أخرى، ذكر المصدر العسكري السوري ان "الجيش اطلق نداء عبر مكبرات الصوت لمن تبقى من المسلحين والمدنيين الراغبين بالمغادرة، للخروج من الاحياء الشرقية في حلب" مضيفا انه اثر ذلك "من المفترض ان يدخل الجيش لتنظيف المنطقة بعد خروجهم". وأكد الإعلام الحربي التابع لجماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع دمشق، توجيه النداء استعدادا لدخول القوات الموالية للنظام الثلاثاء الى الجيب الأخير الذي يتحصن فيه مقتلو المعارضة. ويأتي نداء الجيش بعد تمكن وحداته خلال شهر من استعادة السيطرة على غالبية الاحياء الشرقية في حلب والتي كانت تحت سيطرة الفصائل المقاتلة منذ العام 2012، تاريخ انقسام المدينة بين الطرفين. وذكر مسؤول من المعارضة يعيش في تركيا ان نحو نصف المدنيين الذين يريدون الخروج من حلب فعلوا ذلك بعد مغادرة الآلاف الاثنين. وتابع أن مقاتلي المعارضة لن يغادروا المدينة إلا بعد أن يخرج منها كل المدنيين الذين يريدون المغادرة. ويسمح اتفاق وقف إطلاق النار والإجلاء لهم بحمل أسلحة شخصية ولكن ليس أسلحة أثقل. وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الثلاثاء ان عدد الاشخاص المحاصرين الذين تم اجلاؤهم من مدينة حلب السورية بلغ 25 الفا منذ بدء عملية اخراج المدنيين والمقاتلين الخميس، وفق ما ذكرت المتحدثة باسم اللجنة انجي صدقي. وقالت صدقي "اجلينا امس (الاثنين) 15 الف شخص من شرق حلب. ومع احتساب الذين تم اجلاؤهم الخميس يصبح الاجمالي 25 الفا". واضافت "اجلينا خلال الليل 14 جريحا في حالة طبية حرجة، فيما غادر (جرحى) اخرون هذا الصباح على متن الحافلات باعتبار ان وضعهم يسمح بنقلهم فيها". ولا يزال "الاف" موجودين داخل اخر جيب تحت سيطرة المعارضة وينتظرون عملية اجلائهم. ومنذ الخميس، تم اجلاء الاف المدنيين والمقاتلين من اخر جيب تحت سيطرة مقاتلي الفصائل بموجب اتفاق روسي تركي ايراني. وخلال لقائه تشاوش اوغلو في موسكو، قال لافروف "آمل ان تتيح محادثاتنا وكذلك اللقاء الثلاثي المقبل مع نظيرنا الايراني التوصل الى اتفاقات يمكن ان تدفع عملية التسوية السورية قدما (...) لكن بدون تقديم اي تنازلات للارهابيين". من جهته عبر الوزير التركي مجددا عن رغبة تركيا "في مواصلة العمل المشترك حول حل سياسي في سوريا، وكذلك حول تطوير مجمل العلاقات الثنائية". واضاف تشاوش اوغلو ان "الهدف الرئيسي للقاتل كان الاضرار بالعلاقات الروسية-التركية ووقف التقدم الذي تحقق عبر جهودنا المشتركة في الاونة الاخيرة". وقال ان "روسيا على غرار تركيا تدرك انه يجب الا نسمح لمدبري هذه الجريمة ان يحققوا غايتهم".