مبادلة تشجع الطلاب الإماراتيين على دراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والتخصص فيها، ودورات تدريبية لتعلم المفاهيم العلمية بطريقة ممتعة جدا. العرب [نُشرفي2016/12/20، العدد: 10491، ص(17)] طلاب وطالبات الإمارات نحو مستقبل علمي أفضل أبوظبي - تعمل مريم العلي لفائدة إحدى الشركات الرائدة في إنتاج الأقمار الصناعية، وهي اليوم مهندسة كهربائية لأنها ساندت التدخل المبكر لشركة مبادلة. عندما كانت مراهقة، تصورت مريم العلي أن تعمل لحسابها الخاص في مجال الفنون بالمستقبل، ربما كمصممة غرافيك. ولم تفكر البتة في أن تصبح مهندسة إلى أن قدمت لها في أحد الأيام شركة مبادلة، وهي شركة للاستثمار والتنمية في أبوظبي، ولغيرها من التلاميذ الواعدين في المعاهد العليا، فرصة للسفر إلى سنغافورة للقيام بجولة في مؤسسات “غلوبل فاوندوريز” التابعة لها. وقالت مريم في حديث لصحيفة “ذي ناشيونال”، التي تصدر باللغة الإنكليزية في أبوظبي، “قبل ذلك لم تكن لدي أي فكرة عن المهندسين. ذهبت في السابق إلى سنغافورة ورأيت ماذا فعلوا، وكنت مهتمة حقا بذلك”. ودفعتها الرحلة إلى التفكير في هذه المهنة في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. وعندما اقتربت من التخرج، منحتها مبادلة فرصة أخرى من شأنها تغيير مسار حياتها حين تم إرسالها إلى إحدى الجامعات في الولايات المتحدة الأميركية، طالما أنها وافقت على دراسة برنامج البكالوريوس والتركيز على مواضيع العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. وبعد أربع سنوات، عادت مريم العلي إلى دولة الإمارات العربية المتحدة متحصلة على درجة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية، وهي على استعداد لرد الجميل إلى الشركة التي استثمرت كثيرا في دعم إمكانياتها. وهي تعمل الآن كمشغل لقمر “ياسات”، أول قمر صناعي إماراتي لشركة مبادلة، وكمتطوعة في مجال إرشاد الطلاب الإماراتيين. وقالت فاطمة المرزوقي، رئيسة قسم التعليم والتدريب في مبادلة، إن الدورة الكاملة لمريم العلي دقيقة في مجال التصميم. وأضافت “نحن نستهدف الجيل الجديد، ونطور التركيز على العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات لإعداده لقطاعات أخرى غير النفط والغاز. نحن بحاجة إلى تثقيفه ودفعه للمشاركة، وتوعيته بهذه القطاعات وحاجتنا لها من أجل دفعه إلى الاستلهام والانضمام إلى القوى العاملة فيها”. أبوظبي تسير الآن على الطريق الصحيح من حيث تعزيز مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بين الشباب ومنحت مبادلة، بالشراكة مع مجلس أبوظبي للتعليم، 80 منحة دراسية لدعم سعي الطلاب الإماراتيين للحصول على شهادة البكالوريوس في مواضيع العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. ولكن هذه واحدة من بين العديد من الطرق التي تعتمدها في غرس ثقافة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات لدى الشباب الإماراتي. وقالت المرزوقي “ساعد العمل مع مجلس أبوظبي للتعليم، الشركة في توجيه المناهج الدراسية بالمدارس العامة نحو المزيد من الإقبال على مواضيع العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وتقديم برامج ما بعد المدرسة”. وفي كل عام، يشارك حوالي 30 ألف تلميذ من المدارس الحكومية والخاصة في البرامج العلمية التي ترعاها شركة مبادلة مثل برنامج “ليما” الذي يشارك فيه الأطفال في حلقات العلم ودورات تدريبية لتعلم المفاهيم العلمية بطريقة “ممتعة جدا”. كما تستدعي مبادلة شركاء آخرين في الطيران والهندسة والتصنيع مثل بوينغ، وإيرباص، وبي.إيه.أي سيستمز، ولوكهيد مارتن لتقديم دروس في البرمجة لطلبة المدارس الثانوية وطلاب الجامعات والخريجين الجدد. وعلى سبيل المثال، في برنامج المهندس الصغير، تنظم مبادلة، بالاشتراك مع إيرباص ومجلس أبوظبي للتعليم ورش عمل في مجال الطيران لفائدة 250 تلميذا تتراوح أعمارهم بين 13 و16عاما، واختيار عدد منهم لإلقاء نظرة مباشرة على طريقة تركيب طائرة إيرباص “أي- 380”. وقالت جاسينتا برادلي، وهي مدرسة بإحدى المدارس العمومية خلال إحدى ورشات العمل الأخيرة، “إنها مختلفة جدا. إنها مثل استراحة خارج الفصول الدراسية. فهي تمنحهم فرصة لمعرفة تأثير العلوم في حياتنا اليومية. تتحدث الفتيات عن أنهن لم يكنّ متحمسات لهذه المسارات الوظيفية، لكن الجميل أن نرى إحداهن مهندسة”. ويجد الطلاب فرصة أمامهم لحجز مقعد وقضاء سداسي دراسي في الخارج مع واحدة من المؤسسات الشريكة لمبادلة بمجرد دخولهم الجامعة. ويعمل الخريجون الإماراتيون الجدد في صناعة الطيران بدولة الإمارات العربية المتحدة ويمكنهم أيضا أن يشاركوا في البرامج المهنية مثل تدريب “سبايس فاندامنتولز” الذي تقدمه شركة مبادلة للتنمية، شركة لوكهيد مارتن ووكالة الفضاء الإماراتية. وأرسل البرنامج، الذي يمتد على شهرين العديد من المهنيين الإماراتيين الشباب، من بينهم مريم العلي إلى فلوريدا وكولورادو وواشنطن، حيث اكتشفوا كيف يتم إطلاق وإنشاء الأقمار الصناعية الأميركية، وتعاملوا مع مهندسين مخضرمين. وقالت منى المهيري، مديرة الموارد البشرية بشركة ياسات، “هناك العديد من الفرص لشبابنا في صناعة الفضاء، ونحن ملتزمون بمنحهم منصة للتعلم والتطور”. وصرحت المرزوقي بأنها تعتقد أن أبوظبي تسير الآن “على الطريق الصحيح” من حيث تعزيز مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بين الشباب. وأضافت “أرى أن الكثير من الناس بدأوا يهتمون بهذه القطاعات العلمية، وأعتقد أن الأسرة والمعلم لهما الدور الكبير في دعم الشباب. وينبغي عليهم أخذ أطفالهم إلى المتاحف والمعسكرات، لتشجيعهم. صحيح أننا نقدم المساعدة والتسهيلات، لكن الأسر يجب أن تلعب الدور الأكبر”. :: اقرأ أيضاً سهير الغضاب ملكة جمال العرب لعام 2017 جراحات التجميل في المغرب حلم يتحول أحيانا إلى كابوس الخطوط الجوية الباكستانية تؤمن طائراتها بذبح تيس التلاميذ يضربون رفضا لإصلاح المنظومة التعليمية في تونس