×
محافظة الرياض

«العمل» تقوم بجولة تفتيشية وتفقدية على مكتب عمل الزلفي

صورة الخبر

صغار تحت خطر رياض الأطفال مراحل الطفولة لم تعد كما كانت، مغمورة بالفرح والسعادة، ووجوه الأطفال أصبحت متجهمة، تبدو عليها علامات القلق والاضطراب والاكتئاب، بسبب انشغال الآباء والأمهات وقسوة المربين في دور الحضانة. العربيمينة حمدي [نُشرفي2016/12/20، العدد: 10491، ص(21)] من بدد مرح الطفولة! يضطر العديد من الآباء بسبب ظروفهم المهنية الصعبة إلى إلحاق أطفالهم بدور الحضانة، معتقدين أنها أفضل بديل عنهم في رعاية أطفالهم، بالإضافة إلى أنها من وجهة نظرهم تمتلك الآليات الضرورية لتطوير قدرات أبنائهم الإبداعية والتعليمية. ولكن في السنوات الأخيرة شهدت بعض رياض الأطفال في دول عربية مختلفة حوادث مروعة، ذهب ضحيتها أطفال لم تتجاوز أعمارهم الخمس سنوات، فقد تمّ في الأيام القليلة الماضية انتشال جثة طفل من خزان مائي داخل دار حضانة بمدينة وهران غربي الجزائر. وأثارت هذه الحادثة استياء واسعا في صفوف الآباء بمدينة وهران التي يصل عدد الأطفال المسجلين فيها برياض الأطفال بحوالي 10 آلاف طفل. كما أقدمت مربية على تشويه وجه طفل يبلغ من العمر أربع سنوات ونصفا في إحدى رياض الأطفال بتونس العاصمة، ولا يعتبر هذا الاعتداء الوحيد، إذ شهدت تونس حالات اعتداء متكررة على الأطفال بدور الحضانة، منها حادثة اغتصاب فتاة لم تتجاوز الثلاث سنوات في مدينة المرسى شمال العاصمة، ووفاة رضيعين في محافظة صفاقس. ويتعرض الكثير من الأطفال في دور الحضانة لأشكال مختلفة وقاسية ومهينة من العقاب النفسي والاعتداء الجسدي والجنسي، وفي الغالب لا تعير هذه المؤسسات اهتماما كافيا بتصرفات الأطفال التي قد تبدو في بعض الأحيان “غير طبيعية”، كامتناعهم عن المشاركة في الأنشطة الترفيهية والرياضية، وشعور بعضهم بالقلق والحزن والعزلة أو لجوء البعض إلى المشاجرة مع رفاقهم، بل تواجه أغلب هذه السلوكيات بالتوبيخ والعقاب الجسدي. ويقول مختصون في الصحة النفسية إن أخطر ما في هذه المرحلة أنها تؤسس إلى نزعة عدوانية يمكن أن تلازم الطفل في بقية مراحل حياته المستقبلية. وبسبب تزايد حالات العنف في رياض الأطفال كثر الجدل في الآونة الأخيرة حول الجدوى من دور الحضانة التي يذهب إليها الأطفال في سن ما قبل المدرسة. وحذر باحثون في علم النفس من وضع الأطفال تحت سن الثانية في دور الحضانة، لأن ذلك من شأنه أن يعيق نموهم الجسدي والنفسي، مشيرين إلى أن الطفل الصغير يتطوّر بشكل أفضل على الصعيدين الاجتماعي والعاطفي عندما يشرف على تربيته والداه، مقارنة بذلك الذي يلتحق بدور الحضانة أو تشرف على رعايته مربيات. ستيف بيدولف: مربية الأطفال قد تكون خيارا جيدا، ولكن إذا أحبها الطفل مثل أبويه وكان الباحث الأسترالي ستيف بيدولف قد أطلق حملة تحت عنوان “السجانون” ضدّ الآباء والأمهات الذين يضعون أطفالهم في دور الحضانة لدوام كامل بداية من سن الستة أشهر. وأوضح الباحث أن أغلب الأطفال في دور الحضانة يتلقون ثماني دقائق فقط من الاتصال المباشر مع أحد موفري الرعاية يوميا، وهذا من شأنه أن يجعلهم مكتئبين وعدائيين. وقال بيدولف “مربية الأطفال قد تكون خيارا جيدا، ولكن إذا أحبها الطفل مثلما يحب أبويه أو أكثر، ولكن في دور الرعاية يتغير الكثير من موفري الرعاية طوال الوقت”. وأكدت دراسة أجرتها جامعتا الشيخ زايد ونيويورك أبوظبي العام الماضي أن التفاعل الداعم بين المربية والطفل في مرحلة الروضة يقلل من التوتر الذي يشعر به الطفل، مما يُحَسِّن مستوى تعلُّمه وصحته، ويعزز قدرته على تنمية المهارات التي يحتاجها للنجاح في الدراسة. وأشارت الدراسة التي أشرفت عليها الباحثة ليديا بارزا والباحثة أنتجي فون سوشودوليتز أن الصغار الذين يتمتعون بمستويات عالية من الدعم العاطفي والدراسي من جانب معلمة الروضة يواجهون ضغوطا فسيولوجية أقل، موضحة أن مرحلة الروضة تمثل مناخا اجتماعيا معقدا بالنسبة إلى الأطفال، حيث تتسم استجابتهم لدى تنقلهم بين التحديات المعرفية والاجتماعية والعاطفية المختلفة، بمستويات متزايدة من التوتر. وتوصل باحثون من المعهد الوطني لصحة ونمو الأطفال بالولايات المتحدة الأميركية في دراسة لهم على عينة تتكون من ألف طفل، إلى أن 17 بالمئة من الأطفال الذين يقضون حوالي 30 ساعة أسبوعيا في دور الحضانة لديهم مشكلات سلوكية. ويحتاج الطفل في مراحل عمره الأولى إلى أن يكون محاطا بوالديه، لأن ذلك يعزز من شعوره بقيمته الذاتية، ويلعب دورا كبيرا في نموه الحركي والانفعالي والاجتماعي واللغوي، أما إذا انفصل عنهما في عمر مبكر، وأشرفت على تربيته مربيات متعددات بدور الحضانة، فإنه يمكن أن يصاب بما يعرف علميا باضطراب قلق الانفصال. وفي هذا الصدد بينت دراسة أجرتها جامعة كامبردج أن مستوى هرمون الكورتيزول، الذي يفرزه الجسم حين يكون الشخص في وضع مثير للتوتر، يتضاعف لدى بعض الأطفال خلال الأيام التسعة الأولى لتواجدهم في دور الحضانة. وعلق أوليفر جيمس، الباحث في علم النفس، بشأن ارتفاع مستويات الكورتيزول عند الأطفال بقوله “لنتوقف عن الكذب بشأن هذا والتظاهر بأنه ليس مشكلة. كيف ستتخذ الأمهات قرارات جيدة إذا لم ينبههن أحد بشأن الوضع الحقيقي؟”. ويقول العلماء إن هرمون الكورتيزول ضروري للجسم ومفيد لأدائه، ولكن بشرط أن يتم إفرازه بمستويات منخفضة، ولكن إذا ارتفعت نسبة هذا الهرمون في الجسم بشكل متكرر، فإن ذلك يمكن أن يصيب الطفل بأمراض خطيرة. وعلى الرغم من تأكيد بعض الأبحاث على أهمية الخبرة المكتسبة من بيئة نظامية مثل دار الحضانة، ودورها في إعداد الطفل للمدرسة فإنها لدى البعض الآخر لا تعتبر ذات أفضلية كبيرة على المدى البعيد، بالمقارنه بالبيئة الأسرية التي تحيط الطفل بالحب والحنان، وتمنحه الفرصة كاملة ليتطور عاطفيا واجتماعيا، وتساهم من جهة أخرى في تحسين مهاراته. وشدّد باحثون من معهد الدراسات المالية ومؤسسة نافيلد في بريطانيا بعد مراجعة شاملة للعديد من الدراسات التي كان موضوعها تطوّر الطفل، على أهمية تربية الطفل في أجواء عائلية مليئة بالمحبة والحنان، تغني رصيد الطفل بالمفردات وتغرس فيه إحساسا عاطفيا بالأمان. في ظل الانشغال الدائم للآباء بالعمل، يرى الخبراء أنه لا بدّ من ائتمان شخص بالغ على أطفالهم تربطه بهم علاقة محبة، داعين الآباء والأمهات إلى إحياء دور الأجداد والجدات في تربية الأحفاد بدلا من إيداعهم في دور الحضانة. أما عند غياب الأجداد، فعلى الآباء والأمهات البحث عن دور حضانة معترف بها قانونيا، والقيام ببحث مستفيض حولها قبل إيداع أطفالهم فيها. :: اقرأ أيضاً تصفح الإنترنت في قاعة الدرس يؤثر على نتائج الامتحانات أزياء نعيم خان بأسلوب جديد