شهد الجنيه هبوطاً حاداً وسريعاً مقابل الدولار في بنوك مصر أمس (الاثنين) مع اشتداد الطلب على العملة الصعبة من المستوردين والشركات الأجنبية. وغيرت بنوك مصر والأهلي والقاهرة أسعار شراء الدولار في ثانية واحدة بحلول الساعة 0930 بتوقيت غرينتش من 18.15 جنيهاً إلى 18.75 جنيهاً دفعة واحدة. واقتفت باقي البنوك أثر البنوك الحكومية في رفع أسعار الشراء إلى أن وصل السعر بحلول الساعة 0955 بتوقيت غرينتش إلى 18.91 جنيهاً للدولار في بعض البنوك. ويبيع بنك مصر والبنك الأهلي الدولار بسعر 18.95 جنيهاً وهما أكبر بنكين عاملين في السوق المصري. ويلعب البنكان دور صانع السوق في العملة منذ الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي عندما تخلت مصر عن ربط الجنيه بالدولار الأميركي في إجراء يهدف لجذب تدفقات رأس مالية والقضاء على السوق السوداء التي كادت تحل محل البنوك. وبلغ سعر بيع الدولار في عدد من البنوك العاملة في مصر أمس 19.20 جنيهاً بحلول الساعة 0955 بتوقيت غرينتش. وقال مصرفي بقطاع الخزانة في أحد البنوك الخاصة لرويترز: «هناك طلبات للشراء بأي سعر وخاصة في البنوك التي لديها عملاء أجانب لتحويل أرباحهم للخارج قبل موسم العطلات ولذا كانت القفزة الكبيرة في السعر الآن». وعاشت مصر في السنوات القليلة الماضية حالة تدهور اقتصادي وسط تفاقم عجز الموازنة وارتفاع التضخم وتراجع إنتاج الشركات والمصانع وشح شديد في العملة الصعبة في ظل غياب السائحين والمستثمرين الأجانب وتراجع إيرادات قناة السويس. وقال رئيس قطاع الخزانة في أحد البنوك: «هناك طلب مرتفع على العملة وسط قلق بشأن تطورات سعر الصرف وتحسباً لأي ارتفاعات مقبلة في أسعار السلع والخدمات».