انطلق أمس الأول برنامج الحرفي الصغير الذي ينظمه معهد الشارقة للتراث في مركز فعاليات التراث الثقافي البيت الغربي، في قلب الشارقة، ضمن أجندته السنوية، ويستمر حتى نهاية الشهر الجاري، وكان المعهد أعلن في وقت سابق عن فتح باب التسجيل في الدورة الربيعية الأولى للبرنامج، التي تتضمن أنشطة منوعة ومفيدة للأطفال، تتوزع على فترتين، صباحية ومسائية. وقال عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث: تماشياً مع توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، واهتمامه بالتنمية الثقافية للطفل، وبناء ركائز المعرفــة، وفي إطار تفعيل دور مركز فعاليات التراث الثقافي، جاءت فكرة برنامج الربيع (الحرفي الصغير) للطلاب والطالبات، حيث نأمل أن يحقق الكثير من النجاحات والنتائج الإيجابية، وأن يشهد المزيد منها في المستقبل من خلال هذا البرنامج الجديد. ولفت المسلم إلى أن المعهد كمؤسسة فاعلة ومهمة في الدولة، تعنى بالتراث من زوايا عدة، أكاديمية وعلمية ومعرفية وميدانية وعملية، يسعى أيضاً إلى أن يكون دوره المجتمعي فاعلاً باستمرار، خصوصاً تجاه الطفل ، بما يقدمــه من مادة إعلامية وإبداعية ومعرفية تسهم في توجيهه بالطريقـة المثلى، وأن برنامج الحرفي الصغيــر بدايــة إطلاقــه لمرحلة من المراحل المتتابعــة التي قام بها معهد الشارقة للتراث نحو الطفل، والتي تهدف إلى إحياء التراث الإماراتي وإعادته إلى الأجيال الجديدة. وأشار إلى أن البرنامج الذي يستهدف طلبة المدارس، من الفئة العمرية (6 - 12) سنة، يهدف إلى إحياء التراث الإماراتي وإعادته إلى الأجيال الجديدة، وتعريف الأطفال بالحرف اليدوية وإكسابهم مهارات جديدة، وتأصيل التراث لدى الطفل وربطه بالآباء والأجداد، وتنمية المفاهيم التراثية والثقافية لدى الأطفال، وملء أوقات فراغ الأطفال بأنشطة تنمي ذكاءهم ومهاراتهم وشخصياتهم وتوجهاتهم نحو سلوكيات إيجابية، وتدريب الأطفال وتنمية قدراتهم الذاتية وتطويرها، وتكوينهم على المستوى الروحي والثقافي والمعرفي، وتشجيع الطفل على القراءة، بالإضافة إلى تنمية مواهب الأطفال وروحهم الاجتماعية. وبيّن المسلم أن البرنامج يتضمن أنشطة وفعاليات وورشا، تشمل دورات طبخ، وورش صناعة دمى والمكاحل، وورش صناعة الليخ والقراقير، وورشة فن النحت، وورشة إعادة تدوير باستخدام مخلفات البيئة، وورش القراءة في المكتبة، بالإضافة إلى الألعاب الشعبية. ولفت إلى أن اليوم الأخير من أيام برنامج الحرفي الصغير، سيشهد تكريم الأطفال بشهادات تقدير، بالإضافة إلى تجهيز طبق خيري يعود ريعه للجمعية الخيرية. وأكد المسلم أن هذا البرنامج يأتي ضمن المسؤولية المجتمعية للمعهد التي يحرص فيها ومن خلالها على تعريف الجيل الجديد منذ مرحلة الطفولة بالتراث المحلي وكيفية صونه وحمايته، وأهمية ومكانة التراث كمكون رئيسي في الهوية الوطنية والخصوصية المجتمعية. ومن جانبها، قالت خولة الشامسي، مدير مركز فعاليات التراث الثقافي، هذه هي التجربة الأولى في برنامج الحرفي الصغير الذي يستهدف الأطفال، من أجل تعليمهم بعض الحرف والأعمال التراثية، ونعتقد أنها ستحقق نجاحاً جيداً، خصوصاً أن الإقبال على الأنشطة والفعاليات جيد حتى الآن، ومن المتوقع أن يزيد الإقبال على المركز في الأيام المقبلة، حيث تعتبر هذه الفعاليات فرصة جيدة للعائلات والأطفال من أجل قضاء وقت مفيد، خلال العطلة المدرسية، وسيتعلم الأطفال الكثير من الأعمال والحرف المرتبطة بالتراث، الأمر الذي ينسجم مع توجهات واستراتيجيات المعهد التي تركز على أهمية أن يعرف الأطفال والجيل الجديد الكثير عن التراث، خصوصاً أنه يعتبر مكوناً رئيسياً من مكونات الهوية الوطنية والخصوصية المجتمعية. وأضافت: نشعر بالسعادة في مركز فعاليات التراث الثقافي، ونحن نستقبل الأطفال الراغبين بالتعلم ومعرفة الكثير من معالم وعناصر تراثنا الذي نحرص على حمايته وصونه ونقله للأجيال، فهؤلاء الأطفال ومنذ اللحظة الأولى لدخولهم المركز كانوا حريصين على التعلم والمعرفة.