اللوحة عند الخزمري ينتابها أحيانا شيء مبهم، لكنها بالمجمل تعطي ثراء لونيا وجمالا مريحا للنفس البشرية، التزامه بإثراء الحياة بألوان أكثر إشعاعا وتألقا يزيدها بهجة وإبداعا، توزيع لوني محترف وضربات فرشاة تخاطب لغة تراثية عميقة وإسقاط بيئي يفوق الجمال الروحي، إنها معادلة فنية لا يفهمها إلا كبار الفنانين الذين يستوحون فنهم من فكرهم وثقافتهم وتأثيراتهم البيئية على أعمالهم التاريخية، يرصد الخزمري الكثير من التفاصيل الديناميكية بلغة أكاديمية ومشاعر فنان ونسق لوني هائل، ليتخذ الخطوط اللونية والتقائها طريقا لإنتاج لوحة تتوزع خلالها الألوان وتقدم إسقاطات فنية تتواصل مع لون فطري معبر. ولا تزال الطبيعة تلهم الخزمري بمساحات زرقاء تارة، وضبابية تارة أخرى، كسحابات طيف ترسم بتداعيات الحداثة اللونية بكل تعقيداتها وطبيعتها متأثرا بألوان ومساحات الفضاء الكوني الممتد أمام العين البشرية، إنه استلهام روحي بفكر تجريري معبر عن ما يدور في خلد الفنان من تأثيرات المكان وطبيعة الزمان التي أبدع بامتياز في تأطيرها عبر اللوحة، لتكون شاهدا على جمال العالم الافتراضي الذي اتخذه الفنان عنوانا لأعماله. أحمد الخزمري أحد التشكيليين السعوديين الأكثر التزاما بأدبيات الفن، حيث تقترن فضائل خلقه بنتاجه الفني الراقي، أسس مجموعة مسار التشكيلية مع زملائه الفنانين، أقام العديد من المعارض الفنية، شارك داخل وخارج المملكة، حصل على العديد من الأوسمة والشهادات والجوائز.