×
محافظة المدينة المنورة

أمير منطقة المدينة المنورة يشارك الأيتام احتفالهم بيوم اليتيم العربي

صورة الخبر

النسخة: الورقية - سعودي     < 35 عاماً سرقها الحزبيون من حياتنا، غيّروا الفكر، وهدّدوا الأمن، وأنشبوا أظافرهم في بنية المجتمع السعودي الذي كان طبيعياً، قبل أن يتسلل هؤلاء بهيئة دعاة ووعاظ ومفتين. أنهكوا اللُّحْمة الاجتماعية، بتفريقهم بين الأسر والجيران والناس، فعزلوهم بعضهم عن بعض، بالتحريم والتحليل والتشكيك وسوء الظن، حتى بات الابن يكفّر أبويه وإخوانه وجيرانه، ويترصد للكيد لهم، أو يلفِّق التهم لهم، بالخروج عن الدين أو القذف في الأعراض أو الانفلات في الأخلاق، فبدأ المجتمع بصورة سلبية. هجرت العادات والتقاليد والأعراف الأصيلة، وغادرت الروح صفو الحياة البريء لتذهب إلى غياهب المجهول، من تغرير بالشباب والزج بهم في صراعات فكرية ضالة، نَفَتْهم إلى مجاهل البلدان ليَقتُلوا من يسمونهم «الكفرة»، ثم يقاتِل بعضهم بعضاً، ثم ليرتدوا على بلادهم ليقاتلوا أهلهم ويزهقوا دماء الأبرياء من مواطنين ومقيمين، عابثين باللُّحْمة الوطنية، تصنيفاً وتحريضاً وهجوماً. شوّهوا صورة الإسلام بكذبهم وسجعهم وتباكيهم، حتى جعلوا بعضنا يكره الدين بسبب تصنيفاتهم وتشددهم وتطرفهم، فقدّسهم السذج من الجهلاء والمدرعمين الذين ما زالوا يقدّسونهم حتى بعد أن افتُضح أمرهم. لم يأبه الحزبيون لبيان وزارة الداخلية ما قبل الأخير الذي يجرّم الإرهاب والمقاتلين والمحرضين، فاستمروا في تهديد الوطن بمخالفة قرارات الدولة، والانحياز إلى شعارات حزبهم، بل أوّلوا البيان الذي أمهلهم شهراً بحسب أهوائهم ووفق مصالحهم، ولكنها الدولة التي رأت مدى التآمر والخراب الذي سيتداعى خلفه الوطن، من مطامع الطابور الخامس المندسّ بأثواب الدين المتعاطف مع «الإخوان المسلمين»، ألحقته ببيان آخر واضح وصريح يحظر هذا الحزب ويعتبره إرهابياً، مع بقية الأحزاب والقواعد الإرهابية في كل مكان. وما إن خرج هذا البيان حتى بان المستتر واختفى الشعار المتعاطف من مواقع التواصل الاجتماعي، وتبرأ من كان يجلد الناس ويتحداهم ويتبارى في حزبيته، من حسابه، فزعم أنه مخترق من أعوام في كذب صريح، إذ لم يكن لـ«تويتر» وجود على الإنترنت أصلاً، وهناك من حذف من يتابعهم من حسابه، وبُترت الأصابع الأربع وتساقطت أصنام الوهم التي عكف الضالون على تقديسها وتعظميها، بعد أن سلبت من البلاد طبيعتها وانفتاحها وتوادها وإخاءها. هل نصدق أن هؤلاء سيرتدعون وستكون منهم توبة نصوح؟ لا أعتقد، فهم كالحرباء يتلونون بحسب أهدافهم، وسيكون عملهم في الخفاء، وسيدخلون للناس من مداخل أخرى، بحجج التغريب الذي ما زال على قوائمهم، وحقوق الإنسان التي يتشكلون حولها برؤى مطامعهم، وسيجدون طرقاً، ووسائلَ تتماشى مع خططهم، للوصول إلى غاياتهم، ولاسيما وهم يمسكون بمفاصل التعليم الجامعي، دكاترة، ومديرين، وعمداء، ومحاضرين، ومواقع التواصل الاجتماعي تشهد عليهم، وهو ما يتحتم معه تطهير هذا التعليم من وجودهم نهائياً، وتطهير التعليم العام والمناهج من بصماتهم وسمومهم المبثوثة في تفكير الكثير من المعلمين والمعلمات. ولا ننسى مدخلهم التقليدي الذي دأبوا على محاربته وتحطيمه ونفيه من على الأرض، شيطانهم الأبدي المسمى «المرأة». سيتنادون باسمها، وسيوقّعون العرائض باسمها، وسيفعلون كل ما يخدم مصالحهم عن طريق التلاعب على قضاياها التي طالما لعبوا وعبثوا بها، وكل هذا سيكون أيضاً عن طريق الدين الإسلامي الذي عرفوا أنه نقطة ضعف العقول المتهاوية خلف الجهل، وخلف الثقافة الدينية المتوارية بفعل تنظيراتهم شكلاً وموضوعاً، وخلف فكرهم المتجرئ حتى على النصوص الدينية قرآناً وسنةً، فهم لا يتورعون حتى في الكذب على الله ورسوله، بُحَّتِ الأصوات وهي تنادي بسن القوانين التي تحمي الوطن والمواطنين، وها نحن رأينا كيف فعلت القرارات التي أصبحت مثل القانون.. فكيف لو شملت القوانين كل نواحي حياتنا؟     zainabgasib@hotmail.com   @zainabghasib