×
محافظة المنطقة الشرقية

مدني المدينة يحذر من مخاطر فصل الشتاء و التهاون في عبور مجاري السيول والأودية

صورة الخبر

تحقيق: آلاء عبد الغني ورند حوشان كان طلب العلم في الصين سابقاً أشبه بالمعجزة، لكن دولة الإمارات التي آمنت بالإنسان وبأن العلم أساس بناء الأمم وصانع الحضارات، ذللت جميع العقبات أمام أبنائها فلم يعد للمستحيل أو الحلم وجود في قاموسهم، لأن ما تحقق على أرض الواقع في زمن قياسي أكبر من أن يوصف بتلك العبارات، ودولة تفخر بشعبها، وتحقق الإنجازات باسمه لتعبر القارات، جديرة بأن يسطع اسمها كالشمس، وأن تصل ليس فقط إلى المريخ بسواعد شبابها، بل إلى ما يتجاوز مدارك البشر في فضاء الكون الأرحب. ولقد بذلت الإمارات جهوداً دؤوبة منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في نشر العلم، انطلاقاً من نظرته المستقبلية الثاقبة التي خلصت إلى أن الاستثمار الذي لا يعرف طريقاً إلى الخسارة، هو الاستثمار في العلم من جهة والإنسان من جهة أخرى، فكيف لو اجتمع هذان التوأمان في شرنقة واحدة، إذا ما تفتحت كان مولودها هو الرفعة والمجد والازدهار والتنمية، التي وضعت جميعها دولة الإمارات في مصاف الدول المتقدمة، وجعلتها نموذجاً للريادة والقيادة معاً، وعنواناً للحضارة وبوابة للعبور بالمنطقة كلها نحو المستقبل. إن اهتمام الإمارات بالعلم، وإرسال بعثاتها العلمية في كل حدب وصوب، في أقاصي العالم السحيقة، والتطور المشهود على جميع الصعد والتخصصات، والمبادرات والإنجازات التي تتحقق كل يوم وآخر، هي ثمار تحولات كبيرة لدولة تعمل على إعادة مجد الحضارات الإسلامية الغابرة التي ذاع صيتها في كافة أرجاء المعمورة، كما في الأندلس وبغداد، لتصبح الإمارات بوصلة العلماء والباحثين عن العلوم، ومنارة للحكمة والعلم تهتدي بنورها الأجيال القادمة، في تأكيد على أن حضارة الأمة العربية والإسلامية باقية ولن تفنى طالما أبناء الإمارات يحملون رايتها في دول العالم التي ابتعثوا إليها ليكونوا نماذج لمعاصريهم في كل مكان وزمان. وفي كل بلد متقدم، لدولة الإمارات سفراء علم، يكتسبون الخبرات والمهارات والعلوم في أحدث وأندر التخصصات، ليعودوا إلى وطنهم يحملون ما تشرّبوه من تجربة الابتعاث من ثقافات وتخصصات تعود على الدولة وشعبها بالخير، وتخدم أهداف التطور والتنمية المستدامة. البعثات الدراسية إلى الخارج لجامعات ومؤسسات تعليمية ذائعة الصيت في التخصصات والبرامج المختلفة، رغم التطور الكبير في مؤسسات التعليم العالي بالدولة، سواء الحكومية أو الخاصة، هو بحث عن التخصصات التي تشكل طفرة لا تتوافر في هذه الجامعات، وتحقيقاً لرؤى الدولة الطموحة في مواكبة التقدم والتطور في أساليب التعليم والتدريب الذي يشهده العالم، لتلبية احتياجاتها التي تتوالد مع التطورات التي تعيشها الدولة، والإعداد لتلك التي تنتظرها مستقبلاً. ممارسات التعلم وتعد المناهج الدراسية هي اللبنة الأولى لإعداد طالب اليوم الذي تقع على كاهله مسؤولية المشاركة في صناعة المستقبل، لذلك تولي دولة الإمارات اهتماماً منقطع النظير بمناهج وأساليب وممارسات التعلم، تحقيقاً لاستراتيجيتها ورؤية قيادتها الحكيمة التي تهدف إلى جعل التعلم مدى الحياة لجميع أفراد المجتمع، وإلى جانب منهج وزارة التربية والتعليم، تقدم المدارس الخاصة في أبوظبي مجموعة من المناهج التعليمية الدولية، تصل إلى 15 منهاجاً. وحدد مجلس أبوظبي للتعليم خلال عام 2015 أربعة عناصر رئيسية يجب توافرها في المناهج التي تطرحها المدارس الخاصة في الإمارة، تضمنت المحتوى، والمخرجات التعليمية المتوقعة والمدعمة باستراتيجيات تقييم واضحة، ومتطلبات تنظيم المنهج، وحوكمة المنهج وإدارته، إذ إن المنهج الدراسي يُعد العنصر الأساسي في النظام التعليمي، كونه يُمكن الطالب من تطوير إمكاناته والاستفادة من مهاراته بالكامل، ويحدد خططه الجامعية المستقبلية وطموحاته المهنية، وينعكس بصورة إيجابية على قدراته على التعلم، ويزود الطالب بالمهارات والقدرات والمعارف اللازمة التي تمكنه من التعلم المستمر. تكوين شخصية الطالب الخليج التقت عدداً من التربويين في أبوظبي لتسليط الضوء على دور المناهج التعليمية الدولية في إعداد الطالب للابتعاث خارجياً، ومزايا هذه المناهج وما توفره للطلاب المبتعثين من تسهيلات خلال دراستهم الجامعية، إضافة إلى انعكاساتها كذلك في تكوين شخصية الطالب. وأكد التربويون أن الابتعاث هو نافذة على ثقافات العالم، وانفتاح وحوار مع الحضارات الأخرى، يطلع المبتعثون على نماذج المجتمعات الأخرى وأساليب حياتها اليومية وليس فقط مجرد استيعاب لعلومها المتقدمة، منوهين إلى أن جامعات الدولة متطورة عالمياً لكن وجود تخصصات نادرة وأخرى تخدم أهداف الدولة الإنمائية يجعل من المبتعثين سفراء علم لخدمة الوطن. توافق مع المناهج الدولية قالت أمية علوان، مديرة مدرسة أشبال القدس الخاصة: ركزت وزارة التربية والتعليم في منهاجها على تحقيق كل الأهداف التي تسعى الدولة لبلوغها من أهداف معرفية ومهارية، إلى جانب غرس القيم والاتجاهات التي تنبع من العادات والقيم التي توارثها الخلف عن السلف، وتضمين كافة المستجدات والمهارات، ومنها التعلم الذاتي، وتنويع أساليب التدريس، والتدريب والتنمية المهنية لكل العاملين في مجال التربية والتعليم، المنحنى العملي في التدريس، إضافة إلى التقويم والتركيز على الجوانب العملية والمهارية المختلفة ولكل المواد. وأضافت: كل ما سبق مدخلات للعملية التربوية التي تستمر اثني عشر عاماً يتخرج الطالب بعدها وقد امتلك معارف ومهارات بعد اجتيازه لامتحان عام يجري على مستوى الوزارة، ونظراً للثقة التي منحت للمدارس من قبل وزارة التربية والتعليم فقد أُعطيت المدارس الثانوية نسبة 40% من العلامة النهائية التي تحتسب لطالب الثانوية العامة، وكل هذه الأمور وما حصل عليه الطالب من معارف مختلفة وما امتلك من مهارات متنوعة وما كلف به من مشاريع وأبحاث وما أعد من تقارير فتحت أمامه آفاق المعرفة من كافة أبوابها وتواصله بالعالم عبر وسائل الاتصال المختلفة والشبكة العنكبوتية التي طالما استخدمها في دراسته للوصول إلى المعلومة ساعدت الطالب في الولوج إلى المعرفة الأكبر ومن أوسع الأبواب. نفس نهج الجامعات المرموقة وأشارت إلى أن مناهج المدارس الحكومية والخاصة في الدولة تسير على نفس نهج الجامعات المرموقة في الخارج انطلاقاً من عدة مرتكزات منها: تسلسل المادة الدراسية ولكافة المباحث حسب الفئة العمرية بصورة تراكمية مراعية لمستويات الطلبة المختلفة وما بينهم من فروق فردية، وتركيز المناهج ومنذ بدايتها في الصفوف الأولى على المفاهيم الأساسية لكل مبحث حيث تستمر هذه المفاهيم مع الطلبة طوال سنواتهم الدراسية وتنتقل معهم إلى دراستهم الجامعية، علاوة على ربط المناهج المعرفة التي تقدم للطلاب بكافة المراحل الدراسية للواقع الذي يعيشونه، وتضمنها اختبارات تدريبية لامتحانات عالمية مثل الإمسا و البيزا و التمس والبيرلز وحرصها على مشاركة الطلاب في هذه الاختبارات أثناء دراستهم، فضلاً عن الحرص على الابتكار والإبداع من خلال المناهج والمشاريع العلمية المختلفة التي تبنتها القيادة الرشيدة بالدعم والمساندة مثل بالعلوم نفكر، وتحدي القراءة، كما عملت المناهج على عملية الاستقصاء والبحث العلمي من خلال التقارير والأبحاث التي تطلب من الطلبة وتدخل في تقييمهم، وحرص المناهج على تعزيز الهوية الوطنية والقومية، وتنمية التراث الوطني. الإلمام بالثقافات الأخرى ومن جهته، أكد عبيد عبيد مفتاح المحرزي، أن هناك تركيزا من قبل مجلس أبوظبي للتعليم على المناهج الجديدة، حيث يتم إعداد مناهج جديدة، وخلال السنوات المقبلة عندما يسافر الطالب للابتعاث خارجاً لن يخسر عاماً من حياته في مرحلة التأسيس، لأنه يدرس منهجاً قوياً في الدولة وهو قوي وشبه مطابق لذاك الذي سوف يدرسه خارجاً، إضافة إلى استخدام الوسائل وطرق التدريس الحديثة في مدارس الدولة والتي تؤهل الطالب للانخراط في أقوى الجامعات العالمية دون مواجهة أدنى صعوبة. وأشار إلى أنه يمكن احتساب بعض المواد لصالح الطالب خلال الابتعاث للدراسة في الخارج وذلك تبعاً لنظام الجامعة التي يلتحق بها وهو ما سيكون ضمن الهيكلة الجديدة للثانوية العامة، لافتاً إلى أن إلغاء التشعيب لطلبة الثانوية العامة اعتباراً من العام الدراسي المقبل، سيكون طفرة إذ سيتم طرح مقررات السنة التأسيسية بالجامعة في المناهج بحيث يتم تحضير الطالب بشكل كلي للدراسة الجامعية، وجدول زمني يهدف إلى إلغاء السنة التأسيسية للطلبة الملتحقين بالجامعات، وإلغاء التشعيب بالثانوية العامة في الدولة والتحول إلى نظام تعليمي يجمع بين المواد الإجبارية والاختيارية للطلاب سيمكن الطالب من أن يحدد مستقبله المهني بدءاً من الصف العاشر. ضرورة التوافق بين المناهج ومن جانبها، أوضحت إيمان غنوم، مديرة قسم اللغة العربية في أكاديميات الدار، أهمية المناهج الأجنبية في إعداد الطلاب للدراسة خارجاً عند الابتعاث، لافتة إلى أن أكاديميات الدار تدرس الطلاب المنهج الأمريكي والبريطاني والبكالوريا الدولية IB، إذ هناك تركيز عالمي على الأخير، كون جميع جامعات العالم تعترف به ويمكن للطالب الالتحاق بأي منها، حيث يركز على الأبحاث وينطوي على تحد يمكن الطلاب من إدراك تعقيدات العالم والتعامل معها وتزويدهم بالمهارات والمواقف الضرورية للتصرف تصرفاً مسؤولاً مستقبلاً، ويتيح للطلاب التركيز على المواد العلمية أو الأدبية حسب التخصص الذي يريد التوجه إليه مستقبلاً ويوفر عليه دراسة السنة التمهيدية في الجامعة. مواكبة للمستجدات المعاصرة وبدوره، قال حمد سالم المزروعي، مدير مدرسة المستقبل، إن دولة الإمارات تضع العلم على رأس أولوياتها لتمكين أبنائها من امتلاك أسباب المعرفة التي تواكب التطورات العالمية وتتوافق مع المستجدات، في مختلف التخصصات والفروع العلمية والمعرفية، عبر الإنفاق السخي على التعليم داخل الدولة والابتعاث الخارجي، ووضع البرامج والخطط والاستراتيجيات المتطورة للارتقاء بالعملية التعليمية على الدوام، لافتاً إلى أن الابتعاث يهدف إلى رفد الدولة بكوادر وطاقات متميزة، تحمل على عاتقها مهمة تعزيز وتطوير عملية التنمية الشاملة، التي وضع أسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. وأشار إلى أن ابتعاث الطلاب الإماراتيين إلى الجامعات العالمية لاستكمال دراستهم هو مواكبة للمستجدات المعاصرة على كافة الصعد عالمياً في التعليم، ودعم الطلاب، لاسيما المتميزون منهم، والوقوف إلى جانبهم في مواصلة التحصيل العلمي النوعي. المنهج الفنلندي أثوى الأنظمة التعليمية يعتبر النظام التعليمي الفنلندي أقوى الأنظمة التعليمية على مستوى العالم نظراً لاعتماده الدائم على البحوث العلمية في مجالات التعليم والتعلم والإرشاد والتوجيه في مختلف البيئات التعليمية وخاصة التعليم الفني والتعليم العالي والتطوير المهني للمعلمين. ولهذا السبب قام مجلس أبوظبي للتعليم بإقامة علاقة شراكة مع فنلندا منذ عام 2010، حيث أسفرت تلك العلاقة عن برنامج اتفاقية الشراكة التربوية الإماراتية الفنلندية والذي تم تنفيذه بالتنسيق مع شركة إديو كلاستر الفنلندية من أجل استقدام مديري مدارس ومعلمين من فنلندا للمساعدة على الدمج بين التجربة التعليمية الفنلندية والإماراتية في مدرستين حكوميتين بإمارة أبوظبي هما مدرسة الأمين للبنين في أبوظبي ومدرسة الراقية للبنات في العين. ويتميز منهج التعليم الفنلندي في أن الطفل الفنلندي لا يبدأ أي تعليم رسمي بأي شكل إلا في السابعة من العمر، كما أن المعلم الفنلندي في هذه المرحلة يحمل شهادة دكتوراه ويتنافس كثيرون على فرص العمل كمعلمين للمراحل الأولى، والمعلم يكون مسؤولاً عن فصل واحد ويبقى مع هذا الفصل لسنوات عدة، وغالباً يكون الفصل صغيراً من ناحية عدد الطلاب فيه وهذا يعني أن المعلم يعطي مزيداً من الانتباه والاهتمام لكل طالب، ويقدم التعليم الفنلندي تعليماً أقل من ناحية عدد الساعات والواجبات مقارنة بأنظمة تعليم أخرى حول العالم، ما يمكن الطفل من اللعب ما يطور مهاراته.