أعلنت الأمم المتحدة، أمس، أن المفاوضات بين مختلف الأطراف السورية ستستأنف في الثامن من فبراير في جنيف، في وقت صوت مجلس الأمن الدولي بالإجماع، على نشر مراقبين تابعين للأمم المتحدة بسرعة في حلب للإشراف على عمليات الإجلاء من المناطق التي كانت تحت سيطرة فصائل المعارضة، فيما تمكن أكثر من 3000 شخص من الخروج من أحياء حلب الشرقية. وأعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا، أن المفاوضات بين مختلف الأطراف السورية ستستأنف في الثامن من فبراير في جنيف. وقال في بيان أمس، إن «الأمم المتحدة تنوي الدعوة الى هذه المفاوضات في جنيف في الثامن من فبراير»، مشيداً في الوقت نفسه باعتماد قرار بشأن حلب في مجلس الأمن. وفي وقت سابق، صوت مجلس الأمن الدولي بالإجماع على نشر مراقبين تابعين للأمم المتحدة بسرعة في حلب للإشراف على عمليات الإجلاء من المناطق التي كانت تحت سيطرة فصائل المعارضة والاطلاع على مصير المدنيين الذين لايزالون عالقين في المدينة. وتبنى المجلس مشروع قرار فرنسياً نال دعم روسيا ايضاً، ما يشكل اول دليل على وحدة القوى الكبرى في الملف السوري منذ أشهر. ورحب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، بتبني مجلس الأمن الدولي مشروع القرار الفرنسي، معتبراً أنه «يجب أن يتيح الاحترام الكامل للقانون الدولي الإنساني في سورية بعد الكثير من مناورات المماطلة والعرقلة». وقال في بيان إن هذا القرار الذي ينص على إرسال مراقبين من الأمم المتحدة للإشراف على عمليات الإجلاء «يجب أن يفتح الطريق ايضاً أمام وقف لإطلاق النار وإجراء مفاوضات حول حل سياسي، وهما أمران ينتظرهما الشعب السوري بفارغ الصبر مع كامل المجموعة الدولية». وتمكن أكثر من 3000 شخص من الخروج من الأحياء الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة في حلب. وقال رئيس وحدة الأطباء والمتطوعين الذين ينسقون عملية الإجلاء، أحمد الدبيس، إن نحو 3000 شخص وصلوا صباح أمس، الى المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة غرب حلب ثاني أكبر مدن سورية، عبر موكبين يتألف كل منهما من 20 حافلة. وأضاف أنه شاهد اعتباراً من فجر أمس، عائلات تنزل من حافلات وتتجمع جالسة على الأرض، فيما كان عمال الإغاثة يوزعون المياه المعدنية عليهم. وقال الدبيس «كانوا في وضع سيئ جداً بسبب انتظارهم اكثر من 16 ساعة»، مضيفاً «لا طعام ولا شراب، الأطفال أصابتهم لسعة البرد، ولم يتمكنوا حتى من الذهاب إلى المراحيض». وكان نحو 350 شخصاً غادروا مساء أول من أمس، نحو خان العسل التي تسيطر عليها المعارضة في غرب حلب، بحسب الدبيس. وفي سياق عمليات الإجلاء، تمكن 500 شخص من مغادرة بلدتي كفريا والفوعة ذات الأغلبية الشيعية المواليتين للنظام واللتين تحاصرهما فصائل المعارضة في محافظة إدلب (شمال غرب) المجاورة لحلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وكانت نحو 20 حافلة تستعد لدخول بلدتي الفوعة وكفريا مساء أول من أمس، حين هاجمها مسلحون وأحرقوها ما أدى الى مقتل سائق. وأدى هذا الحادث الخطر الى ارجاء استئناف عمليات اجلاء مسلحين ومدنيين من الأحياء الشرقية في حلب، التي كانت منتظرة أيضاً تزامناً مع عمليتي الفوعة وكفريا. وتجري عمليات الإجلاء بموجب اتفاق تم التوصل اليه بين روسيا الداعمة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد وتركيا، تحت اشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وقدر مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية الخميس، أنه لايزال نحو 40 ألف مدني عالقين في حلب وما بين 1500 و5000 مقاتل مع عائلاتهم. وتمكن 8500 شخص من الخروج من الأحياء الشرقية في حلب بحسب المرصد السوري، قبل ان تعلق هذه العمليات بسبب الخلاف حول عدد الأشخاص الذين سيتم اجلاؤهم من الفوعة وكفريا. وسيطرت قوات النظام السوري على الأحياء الشرقية بالكامل تقريباً، بعدما كانت تسيطر عليها الفصائل المقاتلة منذ 2012 اثر هجوم جوي وبري واسع النطاق استمر شهراً بموازاة حصار محكم منذ يوليو الماضي. وعند انتهاء عمليات الإجلاء من حلب، يفترض أن يعلن النظام السوري استعادة المدينة بالكامل محققاً بذلك اكبر نصر له منذ بدء النزاع السوري في 2011 الذي اوقع أكثر من 310 آلاف قتيل. إلى ذلك، قال المرصد السوري إن قرى عدة كانت تحت سيطرة تنظيم «داعش» سقطت في أيدي «قوات سورية الديمقراطية» المشكلة من تحالف تدعمه الولايات المتحدة ويضم فرقة كردية قوية. ويأتي أحدث تقدم إلى مسافة 50 كيلومتراً إلى الغرب والشمال الغربي من الرقة في أعقاب مكاسب سابقة لـ«قوات سورية الديمقراطية» على جبهة أخرى أوصلتها إلى مسافة 30 كيلومتراً من المدينة. وقال المرصد أمس، إن ثلاثة من مقاتلي «قوات سورية الديمقراطية» قتلوا خلال قتالهم التنظيم المتشدد بعد أن سيطروا على خمس قرى. ويشهد التنظيم تراجعاً في سورية والعراق، لكنه شن هجوماً مفاجئاً في وقت سابق هذا الشهر على مسافة 160 كيلومتراً جنوب غرب الرقة لاستعادة سيطرته على مدينة تدمر الأثرية، التي فقد السيطرة عليها في مارس الماضي لقوات الجيش السوري المدعومة بالقوة الجوية الروسية بعد احتلال استمر تسعة أشهر. وفي وقت سابق، أمس، قال الجيش التركي إن أحد جنوده قتل في انفجار سيارة ملغومة في الباب أول من أمس، وأن 11 من المتشددين قتلوا في اشتباكات مع التنظيم.