باشرت السلطات الاردنية التحقيقات في هجوم الكرك على مركز امني للشرطة والذي اوقع أول من أمس، عشرة قتلى بينهم سبعة رجال امن، مؤكدة في الوقت نفسه ان منفّذي الهجوم هم أردنيون اعضاء في خلية ارهابية يشتبه في انتمائهم الى تنظيم «داعش». وشن مسلحون، اول من امس (وكالات)، هجوما على مركز امني ودوريات للشرطة في الكرك جنوب الاردن ما اسفر عن عشرة قتلى بينهم اربعة عناصر من الامن العام وثلاثة من قوات الدرك ومدنيان وسائحة كندية تدعى ليندا جيسي فاتشار. وادى الهجوم ايضا الى اصابة 34 شخصا هم: 11 من عناصر الامن العام واربعة من قوات الدرك و17 مدنيا وشخصان من جنسيات اجنبية. وقال وزير الداخلية سلامة حماد، أمس، إن كميات الأسلحة التي عثر عليها بحوزة منفذي هجوم الكرك تشير إلى عملية أكبر كان يخطط لها، واصفاً ما حصل بأنه «عملية إرهابية كبيرة». وأكدت مصادر مطلعة لـ «الراي» ان منفذي هجوم الكرك هم اردنيون من المرتبطين بتنظيم «داعش» وكانوا مسجونين قبل 3 سنوات في سجن الجويدة في عمان تنفيذا لاحكام صدرت ضدهم بسبب ارتباطهم بالتنظيم. والارهابيون هم : حمزة نايل المجالي، محمد قراونة العمر، معتصم الخطيب واحمد العمرو. وجاء في بيان مشترك صادر عن مديرية الامن العام وقوات الدرك ان «التحقيقات بوشرت للوقوف على كل تفاصيل الحادثة وتحديد هوية المسلحين وانتماءاتهم».وشدد البيان على انه «جرى ضبط كميات كبيرة من المتفجرات واسلحة واحزمة ناسفة» في منزل للارهابيين. وتابع ان «القوة الامنية التي داهمت المنزل الذي كان داخله الارهابيون في منطقة القطرانة (في محافظة الكرك) عثرت على كميات كبيرة من المتفجرات اضافة الى احزمة ناسفة واسلحة اوتوماتيكية». ودان مجلس النواب «هذه الجرائم التي استهدفت قدسية الامن وحرمة الكرك من قبل فئة مرتزقة خارجة عن القانون استغلت اجواء الامن والاستقرار في الاردن في محاولة بائسة لزعزعة الامن والاستقرار، لن تزيدنا الا ثباتا وصمودا وتماسكا». وأعلن مجلس الاعيان في بيان ان «هذه الافعال الاجرامية لن تزيدنا الا قوة ومنعة وصلابة، وستدفعنا لنكون اكثر اصرارا في محاربة قوى الظلام والبغي والتشدد، ومختلف القوى الارهابية لدحرها وهزيمتها في جحورها». من جانب آخر، قرر القائمون على احتفالات اعياد الميلاد في الاردن الغاء الاحتفالات المقررة في بلدات الفحيص (غرب) ومادبا (جنوب) والحصن في اربد (شمال) «تضامنا مع شهداء الوطن». ودان مجلس الكنائس في الاردن في بيان «اعمال التطرف والارهاب الخسيسة التي قامت بها فئة ضالة في مدينة الكرك، وادت الى استشهاد كوكبة من رجال الامن الاردني وابناء الكرك الابية». واجمعت الصحف الصادرة أمس، على التأكيد على جهود المملكة في التصدي للارهاب. من ناحيته، دان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الهجوم، امس، مضيفا: «نرسل تعازينا لاسر الضحايا ونعرب عن تمنياتنا بالشفاء العاجل للجرحى». والكرك هي مسقط رأس الطيار معاذ الكساسبة الذي اسقط تنظيم «داعش» طائرته التي كانت تقصف مواقعهم في الرقة شمال سورية قبل ان يبث في فبراير 2015 تسجيل فيديو على الانترنت يظهر عملية احراقه حيا في قفص.