×
محافظة المنطقة الشرقية

عام / فرع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بالشرقية يعقد اجتماعا لمديري المكاتب والإدارات بالمنطقة

صورة الخبر

اليوم، الإثنين الموافق 19 ديسمبر/كانون الأول 2016، يتّجه أعضاء المجمع الانتخابي البالغ عددهم 538 شخصاً إلى مقرات حكومة الولاية (الكابيتول) في ولاية كلٍّ منهم في جميع أنحاء الدولة للتصويت لاختيار الرئيس القادم للولايات المتحدة الأميركية. ومن المتوقع أن يكون الرئيس التالي هو دونالد ترامب، مرشح الحزب الجمهوري، الذي يُتوقَّع أن يحصل بموجب الانتخابات التي أُجريت الشهر الماضي على 306 أصوات من أصوات المجمع، في مقابل 232 صوتاً لمرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون. تأتي ذرة الشك الضئيلة في نتيجة تصويت المجمع الانتخابي، بحسب ما ذكرت البريطانية، من موجة الاستياء غير المسبوقة التي تنتشر بين أعضائه، الذين يختارهم الحزبان الرئيسيان للتصويت للرئيس في المجمع الانتخابي. فطبقاً لخصائص النظام الانتخابي الأميركي الفريد من نوعه، لا يتم اختيار الرئيس عن طريق التصويت الشعبي المباشر، الذي فازت هيلاري كلينتون بأغلبية أصواته في 8 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بفارقٍ وصل إلى حوالي 2.9 مليون صوت. بدلاً من ذلك، يتم اختيار الرئيس عن طريق تصويت المجمع الانتخابي غير المباشر، الذي تتوزع أصواته من خلال معادلةٍ معقدة، وتذهب أصوات أعضاء المجمع الانتخابي عن كل ولاية إلى المرشح الذي فاز بأصوات الولاية في التصويت الشعبي، ما يحدد في النهاية من يتولى منصب رئاسة الولايات المتحدة الأميركية. لكن هذا العام، أشار 8 أعضاء على الأقل بالمجمع الانتخابي إلى أنهم ينوون الخروج عن التقاليد المتبعة والتصويت ضد حزبهم، في ما يرونه احتجاجاً موجهاً بشكلٍ مباشر ضد دونالد ترامب. أمل أخير سبعةٌ من هؤلاء الأعضاء الثمانية تابعون للحزب الديمقراطي، وهذا ليس من قبيل الصدفة. فمعظم هؤلاء الديمقراطيين يرون في تصويت المجمع الانتخابي الأمل الأخير لوقف ترامب، وفكرتهم تعتمد على إمكانية أن يشجع تصويتهم الاحتجاجي زملائهم الجمهوريين على أن يحذوا حذوهم ويلتفوا حول مرشحٍ بديلٍ كحل وسط، وهو الأمر الذي في حالة تحققه من الممكن أن يمنع وصول ترامب للرئاسة. فرص حدوث أمرٍ مشابه ضعيفةٌ جداً. والجمهوري الوحيد الذي تجرأ على التمرد والانضمام لهذا الاحتجاج حتى الآن هو كريستوفر سوبرون، عضو المجمع الانتخابي عن ولاية تكساس. ولا يعلم أحدٌ من أعضاء المجمع الانتخابي الجمهوريين مدى إمكانية انضمام الأعضاء الآخرين. وأظهر استطلاع الرأي الذي أجرته صحيفة "أسوشيتيد برس" الأميركية عدم تحمس أعضاء المجمع الانتخابي الجمهوريين للانضمام إلى هذه الحركة الاحتجاجية. ولكن لاري ليسيج، أستاذ القانون بجامعة هارفارد، قال هذا الأسبوع إنَّ هناك على الأقل 20 جمهورياً بالمجمع الانتخابي يفكرون بجدية في الانشقاق. ولم تظهر حتى الآن أسماء هؤلاء العشرين، ولا يعلم أحد عدد الأعضاء الذين ينوون فعلاً الاستمرار في هذه الحركة الاحتجاجية، والتصويت لمرشحٍ جمهوري بديل عن ترامب. كل ما نعرفه فعلاً هو أن عام 2016 سيُسَجَّل في كتب التاريخ كعامٍ له تأثيرٌ هائل بالنسبة للمجمع الانتخابي. وفيما يلي، يشرح 6 من هؤلاء "الناخبين الخائنين" بالمجمع الانتخابي، الذين ينوون التصويت بشكلٍ احتجاجي يوم الإثنين القادم، دوافعهم للقيام بهذا العمل التاريخي. بولي باكا (75 عاماً) عن ولاية كولورادو في يونيو/حزيران 1968، كنت في فندق "إمباسادور" في لوس أنجلوس حين تم اغتيال روبرت كينيدي، السياسي الأميركي الراحل، الذي كنت أعمل ضمن حملته الانتخابية. كينيدي كان بطلي، وموته دمَّرني. لكن اليأس الذي كنت أشعر به حينها لا يقترب حتى مما أشعر به الآن. اليوم، أنا خائفةٌ على وطني، خائفةٌ أن نتجه نحو حربٍ أخرى. أخاف من دونالد ترامب لأن نيته ليست العمل على ضمان استقرار وأمان أميركا وقيادتها للعالم، ولكن تعظيم نفسه وجني المال. كان لي الشرف عندما كنتُ صغيرةً أن أسافر مرتين إلى الاتحاد السوفييتي، كضيفةٍ لدى المجلس الأميركي للقادة السياسيين الشباب، تعلمت هناك أن العوامل الرئيسية التي تميز الدكتاتورية هي الجهود المبذولة لقمع حرية التجمع، وحرية التعبير، وحرية الصحافة. وهي نفس الحريات التي كان ترامب يهاجمها مؤخراً بلا هوادة. كأعضاءٍ في المجمع الانتخابي، تقع على عاتقنا مسؤولية منع ترامب. وأتمنى أن أرى 37 عضواً من الجمهوريين بالمجمع الانتخابي يصوتون لهيلاري كلينتون يوم الإثنين، ففي النهاية، فازت هيلاري بالتصويت الشعبي. ولكن إن لم نستطع الاتفاق على ذلك، فأنا على استعدادٍ لدعم مرشحٍ جمهوري بديل. كريستوفر سوبرون (42 عاماً) عن ولاية تكساس مع أن ترامب فاز بأصوات ولايتي، تكساس، إلا أنني أنوي اختيار مرشح جمهوري آخر حين أذهب للتصويت. لم أقرر بعد من سأختار. أعلم أنني لست وحيداً. فهناك جمهوريون آخرون بالمجمع الانتخابي يفكرون ملياً في التصويت لمرشحٍ آخر غير دونالد ترامب، وتحدثوا معي بخصوص ذلك. وأشعر بالراحة كوني لست الجمهوري الوحيد الذي سيصوّت يوم الإثنين طبقاً لضميره. دونالد ترامب شخصٌ ديماغوغي (نسبةً إلى الديماغوغية، وهي الأساليب التي يتبعها السياسيون للتلاعب بعواطف الشعب واستثارة مشاعرهم لخدمة مصالحهم). وهو لا يفكر في مصلحة أميركا، ورفاهيتها، وأمنها القومي. لكنه على ما يبدو ينتفع من علاقاته الخارجية الممنوعة في دستورنا. صمم الآباء المؤسسون لأميركا المجمع الانتخابي لحماية الولايات الصغيرة من طغيان الأغلبية. ولهذا يجب على أعضاء المجمع الانتخابي التداول بشأن أصواتهم، وإلا فلماذا لا نستخدم أحجاراً أو قطعاً من الحلوى لاختيار الرئيس؟ منذ أعلنت نيتي للتصويت طبقاً لما يمليه علي ضميري، تلقيت عدة تهديدات بالقتل ضدي وضد عائلتي. ولكن ما جعلني أكثر سعادةً أن شخصاً أعرفه منذ سنواتٍ عديدة، يعود نسبه إلى الثورة الأميركية، قال لي إنَّه يظن أن أسلافه كانوا سيكونون فخورين بما أفعله الآن، وهو الأمر الذي جعلني أشعر بشكلٍ جيدٍ جداً. بريت كيافالو (38 عاماً) عن ولاية واشنطن إيقاف دونالد ترامب هو أمرٌ ضروري، وواجبٌ أخلاقي. يجب علينا ببساطة منع رجلٍ كهذا من الوصول للرئاسة. هناك آلاف الأسباب التي تجعلني أقول هذه الكلمات. إذ ظهر من خلال تغريداته على تويتر، ومكالمته الهاتفية مع تايوان التي ألغى فيها عقوداً من الدبلوماسية، وقدرته الواضحة على حمل الضغينة تجاه أصغر الإهانات، أن ترامب غير قادر على التحكم في مشاعره. وشخصٌ حاد الطباع مثل هذا يمكن أن يسبب الحروب. سأشير أيضاً إلى ما بدا أنه تأثرٌ شديد لديه بالقوى الغربية. والآباء المؤسسون حذرونا من ذلك حينما صمَّموا المجمع الانتخابي. وروسيا هي إحدى الأمثلة على تضارب المصالح الذي يقف حائلاً أمام تحقيق مصالح أميركا بسبب شركات ترامب المنتشرة حول العالم. يفترض بعض الناس أنه على أعضاء المجمع الانتخابي التصويت كالخراف لصالح مرشح الحزب الذي فاز بأصوات ولايتهم. ولكني أؤمن بسيادة القانون. وبين بنود الدستور، وكلمات ألكسندر هاملتون في الوثيقة رقم 68 من مجموعة "الأوراق الفيدرالية"، يبدو واضحاً أن من واجبنا منع فوز أي شخص لا يصلح لمنصب الرئاسة. أنا مستعدُ لفعل ذلك، ولتغريم ولاية واشنطن لي بمبلغٍ مقداره 1000 دولار. وهذا مبلغٌ كبير، ولكنه صغيرٌ جداً أمام الواجب الأخلاقي الذي يجب علي فعله. ليفي غويرا (19 عاماً) ولاية واشنطن عندما سجَّلتُ لأصبح عضوةً بالمجمع الانتخابي في مايو/أيار، كان الصراع حينها محتدماً داخل الحزب الديمقراطي بين مؤيدي هيلاري كلينتون ومؤيدي بيرني ساندرز. لكننا اتفقنا جميعاً في النهاية حول أمرٍ واحد: عدم وصول ترامب للرئاسة. كان هذا هو ما تعهدت به حينما انضممت للمجمع الانتخابي، أن أفعل كل ما يمكنني فعله لمنع ترامب من الفوز. هذه كانت المرة الأولى التي أصبح فيها كبيرةً بما يكفي للتصويت في انتخابات الرئاسة. وكنت أتوقع دائماً من المسؤولين المنتخبين أن يلتزموا بوعودهم، وسيكون من الخطأ ألا أُلزِم نفسي بنفس الأمر. ولهذا، سأفعل ما بوسعي للحفاظ على هذا العهد. وهذا يعني عدم الإدلاء بصوتي في المجمع الانتخابي لهيلاري كلينتون، التي فازت بأصوات ولايتي، واشنطن. ولكن لمرشحٍ جمهوري آخر يمكن للجمهوريين في المجمع الانتخابي الالتفاف حوله لمنع انتخاب ترامب. لم يعد الأمر هنا عن الحزب الديمقراطي أو الجمهوري، ولكنه عن توحدنا جميعاً من أجل مصلحة أميركا. لوقتٍ طويل، كان المجمع الانتخابي لغزاً بالنسبة للعديد من الأميركيين. ومن بداية حركتنا الاحتجاجية، بدأ عددٌ أكبر من الناس في التفكير بخصوص النظام، ومناقشة الكيفية التي يمكن استخدامه بها لحماية ما نعتز به. فينز كولر (53 عاماً) عن ولاية كاليفورنيا كنت في العاصمة، واشنطن، الأسبوع الجاري، وذهبت لإلقاء نظرة على الأوراق الفيدرالية الأصلية، خصوصاً الورقة رقم 68. هناك شيء مميز في رؤية الوثائق الفعلية، وإدراك كم كان الآباء المؤسسون ذوي بصيرة. لقد كانوا، بلا شك، على علم بالتأثير الأجنبي، وكيف أن القوى الأجنبية تسعى إلى "اكتساب سلطة غير مقبولة على مجالسنا". صُعِقْتُ عندما قرأت ذلك. هذا بالضبط ما نعاني منه الآن: مرشح دعا روسيا، أثناء حملته الانتخابية، للتجسس علينا واستخدام الحرب الإلكترونية ضد بلدنا. لقد شجع دونالد ترامب على حدوث ذلك، والدليل الذي بحوزتنا يقول إنَّ هذا بالضبط ما فعلته روسيا. إنَّ ما يدهشني أن الوثائق التي يعود عمرها لأكثر من 200 عام بإمكانها أن تتنبأ بحدوث مثل هذا الأمر. لقد خشي الآباء المؤسسون أيضاً مما سمّوه "الوسائل القليلة للشعبية". فهمت أنَّ ذلك يعني الشعبوية والديماغوغية. فقد كانوا يخشون من أن يأتي موظف مبيعات ماكر يعمل بشركة نفط ويترشح للرئاسة، والحقّ أنَّ هذا ما حصل. سيكون يوم الاثنين اختباراً للهدف الذي من أجله وُجِدَ المجمع الانتخابي. لو كان علينا أن نستخدم سلطتنا لمرة واحدة في وجه الخطر المحدق بنا، فإن هذه هي اللحظة الملائمة. مايكل باكا (24 عاماً) عن ولاية كولورادو أطلق عليّ الناس لقب الناخب "الخائن". أريد أن أدفع عن نفسي تلك التهمة، أنا ناخب مخلص وحي الضمير. أعتقد أنني إذ أكون صادقاً مع نفسي، فإنني بهذا أكون مخلصاً للدستور، بدلاً من أن أصوت بلا تفكير. إنني أعتقد أن دونالد ترامب ديماغوغي، وأنَّ أغلبية الأميركيين سيختارون مرشحاً جمهورياً آخر للبيت الأبيض. وليس هذا انقلاباً على نتيجة الانتخابات التي فاز فيها الجمهوريون، لكنه وقوفٌ أمام خطرٍ واضح وقريب. لذا، فإنني أقدم وطني على حزبي، وعلى علاقتي بالناخبين الجمهوريين. إنَّ الأمل معقود على أن نستطيع، معاً، الاتحاد خلف مرشحٍ جمهوري أكثر مسؤولية لقيادة هذه البلاد. عندما اتحدت مع بريت كيافالو على الشبكات الاجتماعية لتكوين "ناخبي هاميلتون" حوالي الساعة الثالثة صباح يوم التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني، كنا نعلم أنَّ احتمال تحقيق ما نصبو إليه بعيدٌ. لكن من ذلك الحين، والحظ قد حالفنا كثيراً. لقد أشعلنا شرارة جدالٍ وطني. بدأ الناس يفهمون أن الناخبين أفراد، لا مجرد أرقام على خريطة. أياً كان الرئيس الذي سيتولى المنصب في 20 من يناير/كانون الثاني، فإنني سأدعمه بالكامل، وأحترم منصبه، حتى لو كان ذلك الشخص دونالد ترامب. إنني أريد أن تكون بلادي أعظم بلد. لكنني على الأقل سأعلم أنني بذلت كل ما بوسعي، من خلال الإرادة الجمعية، والكثير من المساعدة. - هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط .