×
محافظة المنطقة الشرقية

كبير السن.. «لا تتركونه»!

صورة الخبر

قبل الحديث عن السياسة والاقتصاد، فإن الانفتاح على حضارة عريقة متفردة بخصائصها كالحضارة الصينية يحمل أبعادا كثيرة في مسألة التواصل الإنساني والتلاقح الثقافي مع هذه الأمة المدهشة في كل شيء، وذلك ما يبدو واضحا في أحاديث الطلاب السعوديين الذين تسنى لنا مقابلتهم خلال زيارة سمو ولي العهد للصين، إنهم مفتونون باللغة، بالإنسان، بالمكونات المبهرة لطيف المجتمع الواسع. كنا نعرف أنها زيارة في غاية الأهمية لجهة توقيتها وطبيعة العلاقات بين البلدين التي توسعت وتعمقت في السنوات الأخيرة. كان واضحا أن ملفات استراتيجية سوف تبحث عندما نعرف مجالات الوزراء المرافقين لضيف الصين، ولكن كان كل شيء يمضي بهدوء بعيدا عن الضجيج والإثارة، حتى تسنى لنا مقابلة ولي العهد بدعوة كريمة منه لتتكشف لنا ملامح الزيارة، وأيضا بعض ملامح الدبلوماسية السعودية في هذه المرحلة والإطار الجديد لعلاقاتها الدولية التي تهدف فيما تهدف إلى توازنات تحقق الاستقرار الاقتصادي للمملكة. والحقيقة أنها المرة الأولى التي أستمع فيها إلى حديث لخمسة وزراء بعد لقاء الأمير سلمان مباشرة، هم وزير البترول والمالية والتجارة والإعلام ووزير الدولة للشؤون الخارجية، بمعنى أننا سنستمع إلى ما استجد في ملفات البترول والطاقة عموما، والاستثمار بكل أشكاله، والتبادل التجاري، وكذلك القضايا السياسية الدولية البارزة، وهذا ما حدث عندما قدم كل واحد منهم ملخصا وافيا لكل ما جرى، بعد سماعه يشعر الإنسان أننا بدأنا نعرف كيف نتحرك في هذا العالم لتحقيق مصالحنا الوطنية، وعندما نعرف أن زيارة ولي العهد هذه تمثل استمرارا لزيارتين سابقتين لخادم الحرمين، وأنها تأتي بتوجيه منه فإننا نستشف طبيعة الحرص على العلاقات مع الصين، القوة الاقتصادية التي أصبحت الثانية في الترتيب العالمي، وما زالت تصر على الصعود بشكل مقلق للاقتصادات التقليدية الكبرى، أي أن ترسيخ العلاقات والتعاون مع الصين كان نتاج رؤية مستقبلية استشرافية للمملكة استطاعت من خلالها الرهان على هذا البلد العريق الذي قطع شوطا مهما في التحديث والمواءمة بين إرث الماضي واشتراطات الحاضر والمستقبل. عكاظ