×
محافظة المنطقة الشرقية

عدد الصحافيين القتلى ينخفض في العالم وسوريا الأكثر فداحة

صورة الخبر

الجزائر - وصل خليفة حفتر قائد الجيش الليبي المنبثق عن مجلس نواب (برلمان) طبرق، الأحد، إلى الجزائر في زيارة هي الأولى من نوعها منذ اندلاع الأزمة في الجارة عام 2011، لبحث آخر تطورات الوضع في بلاده. وتأتي الزيارة في إطار وساطة تقوم بها السلطات الجزائرية منذ أشهر بين أطراف الأزمة للوصول إلى اتفاق سياسي. وقالت الإذاعة الجزائرية الرسمية إن عبدالقادر مساهل وزير الشؤون المغاربية والإفريقية والعربية التقى حفتر الأحد وبحث معه آخر تطورات الوضع في ليبيا. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية عن مساهل قوله عقب محادثات مع حفتر بالعاصمة إن "المحادثات بين الجانبين تمحورت حصريا حول التطورات السياسية والأمنية في ليبيا ووسائل تشجيع العودة السريعة للاستقرار في هذا البلد". وأشار إلى أن بلاده "لم تدخر أي جهد لتشجيع الليبيين على التوصل إلى حل توافقي للأزمة". ولم تقدم تفاصيل أكثر حول الزيارة التي لم يعلن عنها مسبقا وتعد الأولى من نوعها حفتر إلى الجزائر منذ العام 2011. والسبت، أعلنت وسائل إعلام ليبية ودولية أن قائد الجيش الليبي يقوم بزيارة للولايات المتحدة بعد أيام من تنقله إلى موسكو لبحث الوضع في بلاده. ونهاية الشهر الماضي، قام رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، بزيارة للجزائر دامت يومين بحث خلالهما الوضع في بلده. والتقت تصريحات المسؤولين الجزائريين الذين أجروا مباحثات مع عقيلة صالح بينهم مساهل، على ضرورة إجراء حوار ليبي – ليبي شامل يقود إلى مصالحة ليبية دون تدخل خارجي ودون إقصاء لأي طرف من أجل بناء مؤسسات جديدة والحفاظ على وحدة وسيادة البلاد، معتبرين أن التدخل الخارجي هو السبب في أحداث الفوضى المستمرة منذ 2011. وأعلن وزير الشؤون المغاربية والإفريقية والعربية الجزائري عقب محادثات مع عقيلة صالح عن زيارة مرتقبة لرئيس المجلس الرئاسي الليبي، فايز السراج المدعوم من الأمم المتحدة وأحد خصوم حفتر، ثم وفود ليبية أخرى ضمن مباحثات لحلحلة الأزمة. ومنذ عامين وبوتيرة شبه متواصلة، تستقبل الجزائر وفودا رسمية وسياسية ليبية من مختلف التوجهات والانتماءات والمناطق في إطار وساطات لحلحلة الأزمة بالتنسيق مع البعثة الأممية هناك بقيادة مارتن كوبلر. وتعتبر الجزائر التي تربطها حدود برية يقارب طولها 1000 كلم، الوضع في هذا البلد ضمن نطاق أمنها القومي وتبذل جهودا لحل الأزمة دون إقصاء لأي طرف، وفقا لتصريحات رسمية لعدد من المسؤولين. وقال أحمد ميزاب رئيس اللجنة الجزائرية الإفريقية للسلم والمصالحة (غير حكومية) في تصريح سابق إن "الجزائر تعمل طيلة الأزمة الليبية على المحافظة على مسافة متساوية من كافة الأطراف الليبية حتى تكون لها قاعدة صلبة تمهد لمصالحة ليبية". وبشأن احتمال وجود فتور في العلاقة بين الجزائر وحفتر المدعوم من العديد من الدول الإقليمية، أعرب ميزاب عن اعتقاده بأن بلاده "ليست لها مواقف من أشخاص في ليبيا، وإنما مع مؤسسات وهي تتعامل مع كل طرف يمكنه المساهمة في حل الأزمة". وأشار ميزاب إلى أن حفتر يمثل "رقما مهما في معادلة الحل في ليبيا بفضل خبرته وموقعه ودوره في المعادلة الأمنية ولا يمكن تصور إمكانية إقصائه من أي مساعي جزائرية لحل الأزمة، فالجزائر تنظر إليه كرجل يمكنه تقديم الكثير من أجل المصالحة". ويحظى حفتر بشعبية واسعة في ليبيا خاصة في الشرق بعد النجاحات الأمنية المتوترة في حربها على الجماعات الإرهابية. كما يحظى أيضا بثقة العديد من الدول العربية والغربية. وكانت مجموعة الأزمات الدولية قد انتقدت سياسة الإقصاء التي اتبعها فايز السراج، مطالبة بتعديل اتفاق الصخيرات الذي انبثق عنه في ديسمبر/كانون الأول 2015 المجلس الرئاسي الليبي وحكومة الوفاق الوطني التي دخلت طرابلس في 30 مارس/اذار. ويرى محللون أن تجاهل السراج للسلطات في الشرق بمن فيه قائد الجيش خليفة حفتر، خطأ يعكس قلة خبرة في التعامل مع الأزمة الليبية المعقدة. وتقف حكومة فايز السراج على حافة الانهيار في ظل أزمة سيولة واضطرابات أمنية شبه يومية وفي ظل عجزه عن تأمين أبسط ضرورات الحياة لليبيين.