×
محافظة المنطقة الشرقية

اختراق حساب الامير فيصل بن تركي

صورة الخبر

الوضع المخيف في طرابلس يدفع إلى تصاعد الدعوات لتدخل الجيش لإنهاء حالة الانفلات، ووضع حدّ للميليشيات المسلحة، وللعصابات الإجرامية. العرب [نُشرفي2016/12/18، العدد: 10489، ص(2)] اليد على الزناد طرابلس - باتت العاصمة الليبية طرابلس مسرحا لمواجهات مستمرة بين ميليشيات إسلامية متناحرة يسعى كل منها إلى تعزيز نفوذ طرف سياسي موال له، وسط لامبالاة من قبل المجتمع الدولي لما يحدث هناك. ولا تقتصر مشكلة طرابلس المتفاقمة على صراعات بين أجندات سياسة متضاربة تقودها كل من حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج المدعومة دوليا وحكومة الإنقاذ للمؤتمر الوطني المنحل، بل تتعداها إلى بروز عصابات إجرامية استغلت حالة الانفلات هذه لتبث الرعب في صفوف المدنيين العزل. واندلعت في العاصمة الليبية، ظهر الجمعة مواجهات عنيفة بين كتائب مسلحة موالية لحكومة “الإنقاذ” غير المعترف بها دوليا وأخرى موالية للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، دون وقوع ضحايا. وبحسب شهود عيان فإن المنطقة شهدت نوعا من الهدوء الحذر السبت، بعد تلك الاشتباكات التي استمرت لبضع ساعات، وصاحبها انتشار الآليات الثقيلة، وسط حالة رعب وتخوّف من إطلاق النار العشوائي، لدى السكان. وأوضح مصدر أمني موال لحكومة “الإنقاذ” فضّل عدم الإفصاح عن هويته لأسباب “شخصية”، أن الاشتباكات اندلعت بعد اقتحام كتيبة البركي مدعومة من كتيبة 304 مشاة، المواليتين لحكومة الإنقاذ بقيادة خليفة الغويل، للمباني السكنية بحي الأكواخ بمنطقة أبو سليم (جنوبي العاصمة) والخاضعة لسيطرة قوة الأمن المركزي بوسليم، التابعة لحكومة الوفاق الوطني. وعن سبب الاقتحام، قالت “قوة الردع والتدخل المشتركة محور أبوسليم” التابعة لحكومة الوفاق في بيان، إن الواقعة تأتي على خلفية “قيامنا بنشر فيديو على صفحتنا بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك” يظهر القبض على تشكيل عصابي مسلح، يتبع أحد الكتائب العسكرية الموالية لحكومة “الإنقاذ”. وفي ذات السياق قال مصدر من “قوة الردع السريع” (تابعة لحكومة الوفاق)، رافضا نشر اسمه، إن الهجوم جرى على خلفية نشر هذا الفيديو بالفعل. وأضاف أنه تم دحر الكتائب التابعة لحكومة “الإنقاذ”، مؤكدا عدم سقوط ضحايا من طرفهم. يشار إلى أن طرابلس، شهدت قبل أسبوعين اشتباكات مماثلة بجميع أنواع الأسلحة بين كتائب مسلحة وسط الأحياء السكنية، وبالقرب من القصور الرئاسية وغابة النصر وأبوسليم ومحيط فندق ركسوس، ما أدّى إلى سقوط قتلى وجرحى في تلك المعارك التي استمرّت ثلاثة أيام. ورغم مرور عام على اتفاق الصخيرات الموقع في المغرب نهاية العام الماضي، والتي تشكلت حكومة الوفاق بموجبه، إلا أن حالة الانقسام التي تعاني منها البلاد منذ سنوات ما تزال دائرة. ويدفع الوضع المخيف في العاصمة طرابلس خاصة إلى تصاعد الدعوات لتدخل الجيش لإنهاء حالة الانفلات، ووضع حدّ للميليشيات المسلحة، وللعصابات الإجرامية التي صعدت في هجماتها ضد المدنيين حيث تواترت الأنباء عن ارتكابها لأعمال خطف واغتصاب في الفترة الأخيرة. وكان العقيد أحمد المسماري المتحدث باسم القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية، قد أكد في وقت سابق أن طرابلس هي الهدف الاستراتيجي للعمليات العسكرية الخاصة بالقضاء على الإرهاب في الفترة المقبلة، كونها منطقة تمركز للجماعات الإرهابية وقادتها. وأكد المسماري في حوار خاص لوكالة “سبوتنيك” الروسية أن الجيش على درجة من الجاهزية لمعركة تحرير طرابلس، مضيفا بأن المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الليبي، أصدر أوامره لكل الوحدات العسكرية، بالاستعداد لمعركة الشرف والكرامة “لإنقاذ بناتنا ونسائنا في طرابلس” في إشارة إلى اغتصاب امرأة ليبية واغتصاب فتاة أخرى وقتلها في طرابلس. وعن مدى جهوزية الجيش الليبي لتحرير طرابلس، قال المسماري: إن “لدينا خططا لذلك”. وحقق الجيش الليبي في الفترة الماضية انتصارات مهمة خاصة في مدينة بنغازي (شرق). وكانت القوات الليبية قد أطلقت في مايو 2014 بمدينة بنغازي عملية عسكرية واسعة تحت اسم “كرامة ليبيا” بهدف تطهير المدينة خاصة، والبلاد بشكل عام من الإرهاب. ونجحت في استعادة شرق ليبيا بالكامل باستثناء درنة (تحت سيطرة مجلس شورى المجاهدين)، فضلا عن مدينة بنغازي (باستثناء بعض الجيوب التي تشهد مقاومة من إرهابيي القاعدة)، كما تمكّن الجيش من السيطرة على جزء مهم من جنوب غرب ليبيا. ويقول مراقبون إنه في حال نجح الجيش في استعادة العاصمة طرابلس، فإن ذلك سينعكس بالتأكيد على الوضع في كامل ليبيا، حيث سيضطر الفرقاء السياسيون آنذاك إلى التعامل بجدية وتقديم تنازلات لإخراج البلاد من “عنق الزجاجة” الذي تقبع فيه. وسجلت في الفترة الأخيرة مشاورات مكثفة بين الفرقاء وخاصة بين البرلمان الليبي وحكومة الشرق من جهة وبين حكومة الإنقاذ للخروج برؤية موحدة لحل الأزمة من خلال إجراء تعديلات على اتفاق الصخيرات. واستضافت القاهرة مؤخرا اجتماعا لعدد من الشخصيات الليبية الوازنة في محاولة لتذليل الخلافات بين الفرقاء خاصة فيما يتعلق بالمؤسسة العسكرية وإعادة البحث في تركيبة المجلس الرئاسي وصلاحياته. وأطلعت الخارجية المصرية المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر على نتائج اللقاء خلال زيارة قام بها الخميس إلى العاصمة المصرية. وتولي مصر أهمية كبيرة لوضع حدّ للأزمة الليبية باعتبارها أحد أبرز الأطراف المتضررة منها مباشرة. ويرى مراقبون أنه ورغم التفاؤل الذي صبغ تصريحات السياسيين الليبيين والمسؤولين المصريين، فإنه لا يوجد أيّ شيء ملموس حتى اللحظة، لافتين إلى أن العمل العسكري الذي قد يقدم عليه الجيش في طرابلس ربما سيكسر حالة الجمود السياسي وسيضطر الخصوم إلى تقديم تنازلات لإنهاء هذا الوضع الشاذ الذي تمر به ليبيا منذ سقوط نظام حكم العقيد معمر القذافي في العام 2011. :: اقرأ أيضاً إشارات متناقضة عن استراتيجية ترامب في الشرق الأوسط تعديل مبادرة ولد الشيخ على طاولة الرباعية أردوغان يدفع أمنيا ضريبة المشاركة في صناعة فوضى سوريا النظام السوداني يستشعر الخطر مع بدء العد التنازلي للعصيان المدني