شكّل إنهاء ارتباط موبايلي مع الهلال والنصر نهاية الموسم الحالي مفاجأة كبيرة للوسط الرياضي، نظراً للعلاقة القوية بين الشركة والطرفين من ناحية، والدخل المادي الذي كانت تشكله لخزينتي الناديين من ناحية أخرى، ويخشى أنصار الناديين خصوصاً والجماهير الرياضية على وجه العموم أن يساهم ذلك في زيادة الأزمة المالية في الأندية، أو أن يتسبب الانسحاب في تخوف بقية الشركات التي تفكر بدخول الاستثمار الرياضي. المتخصص في الاستثمار والمستشار في التسويق الرياضي خالد الربيعان يقول عن هذا الانسحاب: مبدئياً في مثل هذه الحالات لا تنفع الظنون من جميع الأطراف لأنها بلافائدة، بل تجلب البلبلة واللغط، ولا يمكننا من قريب أو بعيد معرفة الأسباب الحقيقية كما قيلت بنصها في محادثات الطرفين، الهلال وموبايلي من جهة، ثم النصر وموبايلي من جهة، خصوصاً ان البيانات -كالعادة- خرجت مقتضبة وقصيرة وخالية من التفاصيل، ولكن يمكننا القول عن الخبرين فور الإعلان عنهما، أن هناك صعوبات وأمورا خفية جعلت من الصعوبة استمرار هذه الشراكة، فالتعبير جاء إنهاء يعني فعل مقصود من أحد الطرفين أو كلاهما وليس انتهاء طبيعي، لاسيما أن التعاقد مستمر حتى 2019م، أما عندما لحقه إعلان إنهاء عقد الشراكة بين موبايلي والنصر فالأمر أصبح خارج الصعوبات والمشاكل في رأيي، ولكن بشكل كبير هي مستجدات الساحة الرياضية في ظل إقرار التخصيص، وهو الأمر الذي غيّر وسيغير خارطة الكرة السعودية والاستثمار فيها باستمرار، من الآن هذه الأمور وغيرها ستستجد على الساحة الفترة المقبلة وبقوة، والمفاجآت كثيرة وستحدث، ومن الآن نقول لا يجب أن نبحث في كل مفاجأة عن الأسباب فهي خاصة بأطراف كل حدث، ولكن الجماهير يجب أن توطن نفسها على تقبل ذلك، فقط نطالب الأندية توضيح ما يحدث لهذا الجمهور لأنه المعني أولاً وأخيراً بكل أمور النادي. وأضاف: برأيي أنه لا خاسر من جميع الأطراف حتى الآن، لاسيما وأن الشراكتين تم إنهاؤهما بالتراضي، والربح لجميع الأطراف في الفترة المقبلة وارد وبشدة وسيكون الوضع أفضل من ذي قبل، والنصر والهلال من أكبر كيانات الكرة السعودية، والرعاة الجدد من الآن تم تحديدهما داخل الناديين بنسبة كبيرة جداً، في المقابل موبايلي كيان عملاق وقيمته السوقية كبيرة، ومن الممكن أن ما حدث يكون مقدمة لدخولها كمستثمر قوي في أحد الأندية الكبيرة أو المتوسطة بعد الخصخصة، وربما تريد إنهاء جميع علائق الاستثمار الماضية من أجل التفرغ والدخول بقوة في مرحلة التخصيص، والكيانات الكبيرة عموماً لا تُقْدم على هكذا خطوة إلا وهي محسوبة بدقة وتستشرف ما في المستقبل من فرص، والهلال والنصر وموبايلي من هذه الكيانات. فتح باب التكهنات والشائعات حول علاقة التخصيص بالقرار قال: هو بنسبة 90 في المئة متعلق بالخصخصة، وجميع الاحتمالات واردة، إذا شئت أن تقول إن الهلال والنصر وجدا مستثمرين من الحجم الثقيل واشترط هذا المستثمر على الناديين إنهاء العقود الحالية كافة للبدء بقوة بصورة جديدة فهذا وارد، ولو قلت أن موبايلي هي من انسحبت لوجود نية كبيرة في شراء نادٍ ما او الاستثمار في نادٍ ما فهذا أيضاً وارد، نعارض تأثر سمعة أي من الأطراف الثلاثة بما حدث، فجميع المستثمرين الكبار وكيانات كرة القدم في العالم كله داخل دائرة لا تنتهي من الدخول في عقود والدخول في رعايات وفسخها والأمثلة كثيرة، لدينا تشيلسي الإنجليزي، منذ أيام قليلة فسخت أديداس -بناء على طلبها- عقد الرعاية بينهما هذا الموسم بعد أن كان التعاقد ينص على أن ينتهي في 2023م، وهذا لم يؤثر على أديداس التي مازالت ترعى وتجدد لأندية ومنتخبات كبيرة جداً حتى اللحظة، وفي الوقت ذاته لم يفقد تشيلسي جزءا من سمعته ولا خَوَّفْ المستثمرين، بل إنه بعدها بأيام أعلن عن تعاقد بديلا وفوراً مع نايكي في أكبر رعاية في تاريخه بـ 60 مليون جنيه إسترليني حتى 2032م. واختتم الربيعان تعليقه بقوله: البيانات والتفاصيل أين هي؟ لا نعرف، جفت الأقلام وبحت الأصوات في الحديث عن الشفافية في إعلان هذه الخطوات الكبيرة وما هي أسبابها، وما هي الخطوات المقبلة؟ منذ أيام برشلونة أعلن رعايته على الملأ بالتفاصيل والأرقام والمبالغ والمدد الزمنية في مؤتمر صحفي أذيع مباشرة، وبحضور الطرف الثاني وهو الراعي، وتم استقبال أسئلة الصحافة على ما فيها من ضغط وعلى الهواء، هنا البيان يخرج من بضعة أسطر بلا أرقام ولا أي تفاصيل وهذا يقلق جميع الجماهير وهي الطرف الأهم في المعادلة الرياضية، ويفتح باب التكهنات والشائعات ويثير بلبلة الوسط الرياضي، فمصدر المعلومات الأول هو الأندية نفسها، وحتى الآن لا تلتزم بذلك، وتبحث عن أي معلومة لا تجد سوى الإنترنت، والعبارة المعتادة في الفترة الأخيرة وقالت المصادر، الأندية وملاكها والمستثمرون فيها الفترة المقبلة ومعهم الاتحاد السعودي الجديد أمامهم عقبة كبيرة، وهي القضاء على ظاهرة المصادر، وإقرار مصدر رسمي ومتحدث إعلامي ومنصة للتصاريح لكل نادٍ وكيان، أمر مهم جداً. آثار سلبية للقرار ويقول المختص في الإدارة والتسويق الرياضي يوسف الرشيد: بدون شك الأزمات المالية والتغييرات الهيكلية في موبايلي خلال الأعوام الأخيرة أثرت بشكل عام على إستراتيجياتها وتأتي العمليات التسويقية على رأس هذه الأدوات التي توقع الكثيرون أن يطالها التغيير وهو بالفعل ما حدث وإن تأخر كثيراً، اتفاق موبايلي والهلال والنصر على إنهاء العلاقة والشراكة التسويقية بينهم وعدم تجديدها هو تغيير كبير في نهج الشركة عبر الاستفادة من قطاع الرياضة وتسويق منتجات الشركة من خلال هذا القطاع الحيوي في السعودية، وإخفاق موبايلي في الاستفادة من شراكتها الإستراتيجية مع الهلال والنصر وتفعيلها عبر برامج ومنتجات مثل تطبيق الأندية ربما يبرز كأحد أهم الأسباب التي دعت الادارة التنفيذية في موبايلي بعدم إكمال التعاقد مع الأندية الرياضية واستمرار برامج رعايتها. وأضاف: لا يوجد رابح من إنهاء العلاقة بين موبايلي والناديين، فالشركة بقرارها تخرج من سوق الرعاية الرياضية عبر أكبر أنديتها والتي من خلال هذه البرامج تضمن تواجدها بشكل مستمر بين المستهلكين وتفعيل أكبر للعلامة التجارية Brand Awareness كما أنها بقرارها ستترك قطاع الرياضة لمنافسها الأكبر في قطاع الاتصالات من دون مزاحمة أو منافسة في حصص الرعاية الرياضية وهو ما سيعود عليها بنتائج سلبية على المدى الطويل، في المقابل الأندية ستخسر راعيا رئيسيا يضمن لها ضخ مبالغ كبيرة تساهم في تغطية تكاليفها ومصروفاتها الكبيرة، وفِي ظل ضعف أو انعدام تواجد إدارة متخصصة في التسويق والاستثمار الرياضي سيكون من الصعب على راعٍ رئيسي بحجم موبايلي، ربما يكون هناك علاقة غير مباشرة للتخصيص في القرار من خلال التأثير على تقييم الأندية الكبرى قبيل خصخصتها لتأثر نتائجها المالية بخروج راعٍ كبير مثل موبايلي وانخفاض تقييم هذه الأندية نتيجة انخفاض إيراداتها، ولكن بشكل عام المستثمر في قطاع الرياضة بعد الخصخصة سيسعى للاستفادة من الإدارات التسويقية الممكنة التي ستجلب له إيرادات قد تكون من مصادر تسويقية أخرى تختلف عن مصدر الرعاية الرياضية والذي عادة يمثل جزءا أقل من مصادر أخرى في كبرى الدوريات العالمية. واستطرد الرشيد قائلا: خروج لاعب كبير في سوق الرعاية الرياضية مثل موبايلي سيكون له انعكاسات سلبية على الاستثمار الرياضي في السعودية وعدم تعويضه بشكل عاجل من قبل الأندية سيكشف عن عجز أو سوء جاذبية للقطاع الرياضي المحلي خصوصاً مع تأثر بعض القطاعات الاقتصادية بالظروف المالية في الوقت الراهن محلياً، والعمل على تعويض هذا الانسحاب من قبل الأندية أمر بالغ الأهمية ليس فقط لسد أي احتياجات مالية لها ولكن لإبقاء جاذبية الأندية في كسب رعايات مميزة من كبرى الشركات التجارية في السعودية مستقبلاً، لذا نرى بأن الأندية في تحدٍ كبير في ظل هذه الظروف الحرجة ليس فقط لخدمة ناديها ولكن لخدمة قطاع الرياضة المحلي والتأكيد على قدرته على جذب شركاء جدد. واختتم تصريحه بالقول: عقد رعاية الاتحاد مختلف بالكامل، لأن موبايلي تملك حقوق المحتوى التقني لنادي الاتحاد عبر تطبيق النادي، في المقابل ربما يكون إنهاء الرعاية مع الهلال والنصر فرصة لهما لإيجاد منتج تسويقي رياضي جديد عبر إتاحة حقوق المحتوى التقني لكافة شركات الاتصالات وبذلك نجد تفعيلا لبرامج تسويقية مختلفة عن برامج الرعايات الرياضية التقليدية في التسويق الرياضي. يوسف الرشيد «موبايلي» ألغت عقديها مع الهلال والنصر فجأة (عدسة/ عمار الملحم)