قام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في بكين أمس الجمعة، بزيارة السيد لي يوان تشاو نائب رئيس جمهورية الصين الشعبية. وفور وصول سمو ولي العهد التقطت الصور التذكارية. ثم عقد اجتماع بين الجانبين السعودي برئاسة سمو ولي العهد والجانب الصيني برئاسة نائب الرئيس الصيني، رحب في بدايته نائب رئيس الجمهورية الصينية بسمو ولي العهد، مؤكدا حرص سموه على دعم علاقات الصداقة بين البلدين وما قدمه من مساهمات كبيرة في تعزيز التعاون بين المملكة والصين. وأكد نائب الرئيس الصيني أن المملكة لها مكانتها الكبيرة وهي أهم شريك استراتيجي للصين في الشرق الأوسط والخليج العربي، مشيرًا إلى أن الصين تولي اهتمامًا كبيرة بزيارة سمو ولي العهد وحرص القيادة الصينية على الاجتماع بسمو ولي العهد خير دليل على متانة العلاقات والرغبة في تطويرها. بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الكلمة التالية: دولة السيد لي يوان تشاو نائب رئيس جمهورية الصين الشعبية أصحاب المعالي والسعادة أود في بداية كلمتي أن أقدم شكري لدولتكم على دعوتكم الكريمة لي لزيارة بلدكم الصديق بلد الحضارة والتاريخ العريق. كما أشكركم على ما أبديتموه من مشاعر ودية تجاه المملكة العربية السعودية. إن زيارتي هذه تأتي امتدادًا لزيارة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قبل 8 أعوام والتي أرست لعهد جديد في العلاقات بين بلدينا. دولة الصديق: إن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين تولي اهتمامًا خاصًا بتنمية العلاقات وتوطيد التعاون مع جمهورية الصين الشعبية في مختلف المجالات، ولقد سرنا الاهتمام المماثل الذي لمسناه لدى فخامة الرئيس شي جين بينغ خلال لقائنا بفخامته يوم أمس (الخميس). وأود أن أعرب عن ارتياحنا لما توصلنا إليه من توافق في الآراء مع فخامته حول القضايا والموضوعات التي تم بحثها بما في ذلك الاتفاق على توسيع دائرة التعاون الثنائي، وخاصة في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والصناعية والعلوم والتقنية وفي مجال الطاقة والثقافة، والعمل على توثيق الصلات بين القطاع الخاص في البلدين وإقامة المشروعات والاستثمارات المشتركة وبما يحقق المصالح المتبادلة للشعبين الصديقين. إن التعاون المثمر بين بلدينا لم يعد مقتصرًا على مجالات محددة فنحن نشهد تحول هذه العلاقة إلى شراكة استراتيجية ذات أبعاد واسعة لما فيه خير الشعبين الصديقين. ويأتي التوقيع اليوم (أمس الجمعة) على عدد من مذكرات التفاهم في الاستثمار والتعاون في علوم وتقنية الفضاء، وبرنامج التعاون الفني في المجال التجاري، ومذكرة التفاهم بشأن مساهمة الصندوق السعودي للتنمية في تمويل مشروع إنشاء مبانٍ جامعية في إقليم سانشي، ليؤكد عمق هذه الشراكة وأهدافها الخيرة التي تقوم على أساس الرغبة المشتركة في استمرار التواصل التاريخي بين شعبينا وسعينا المشترك لتحقيق التنمية الشاملة في بلدينا ولخدمة السلام والاستقرار. دولة نائب الرئيس إننا نقدر تأكيد فخامة الرئيس للمواقف التاريخية الصينية الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني وما أبداه فخامته من تأييد لضرورة الوصول إلى حل سلمي عاجل في سوريا من خلال التطبيق الكامل لبيان جنيف الصادر في 30 يونيو 2012م بما في ذلك إنشاء هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة ونأمل في تكاتف المجتمع الدولي للضغط على النظام السوري لوقف سفك دماء الشعب السوري العزيز. وفي الختام أؤكد لدولتكم أننا وبتوجيهات خادم الحرمين الشريفين سنواصل بذل الجهود لتعزيز مسيرة تعاوننا المشترك ليس على المستوى الثنائي فحسب بل على مستوى المؤسسات الدولية وفي إطار مجموعة العشرين. أشكركم مرة أخرى وأتمنى للشعب الصيني العظيم المزيد من الرخاء والازدهار في ظل القيادة الحكيمة لفخامة الرئيس ودولتكم. عقب ذلك شهد سمو ولي العهد ونائب رئيس جمهورية الصين مراسم توقيع عدة اتفاقيات بين المملكة والصين في عدد من المجالات المشتركة بين البلدين. واشتملت الاتفاقية الأولى على برنامج تعاون بين وزارة التجارة والصناعية في المملكة والمصلحة العامة لمراقبة الجودة والفحص والحجر الصحي في الصين. وقعها من الجانب السعودي وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة ومن الجانب الصيني رئيس المصلحة السيد تشي شوبينغ. فيما كانت الاتفاقية الثانية مذكرة تفاهم بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في المملكة وإدارة الفضاء الوطنية الصينية للتعاون في علوم وتقنيات الفضاء. وقعها من الجانب السعودي رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد بن إبراهيم السويل ومن الجانب الصيني نائب وزير الصناعة وتقنية المعلومات رئيس الهيئة الوطنية الصينية للفضاء والعلوم والتقنية السيد شيو داتشي. واشتملت الاتفاقية الثالثة على مذكرة تفاهم بشأن مساهمة الصندوق السعودي للتنمية في مشروع إنشاء المقر الجديد لجامعة ليوليانغ بمحافظة شنسي الصينية. وقعها من الجانب السعودي نائب رئيس الصندوق السعودي للتنمية العضو المنتدب المهندس يوسف بن إبراهيم البسام ومن الجانب الصيني نائب وزير المالية السيد وانغ باوان. وكانت الاتفاقية الرابعة قد اشتملت على التعاون في تنمية الاستثمار بين الهيئة العامة للاستثمار في المملكة وهيئة تنمية الاستثمار التابعة لوزارة التجارة في الصين. وقعها من الجانب السعودي محافظ الهيئة العامة للاستثمار المهندس عبداللطيف العثمان ومن الجانب الصيني رئيس هيئة تنمية الاستثمار السيد ليو ديانشيون. عقب ذلك شرف سمو ولي العهد مأدبة الغداء التي أقامها نائب رئيس جمهورية الصين تكريما لسموه ومرافقيه. حضر الاجتماع وتوقيع الاتفاقيات ومأدبة الغداء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس ديوان سمو ولي العهد المستشار الخاص لسموه ووزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان ووزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة ووزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة ووزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني ونائب رئيس هيئة الأركان العامة الفريق ركن عبدالرحمن بن صالح البنيان. فيما حضر من الجانب الصيني نائب وزير الخارجية الصيني جيانغ مينغ ونائب وزير التجارة جيانغ جين تساو ونائب مدير إدارة الطاقة ليو تسي وعدد من كبار المسؤولين في الحكومة الصينية. المزيد من الصور :