يؤكد الروائي الأردني زياد محافظة على هامش حصوله على جائزة معرض الشارقة للكتاب لأفضل كتاب عربي في مجال الرواية عن نزلاء العتمة، أنه يعمل في مشروعه الروائي على البحث في المصير الإنساني، ومآله الوجودي، والفكري، والوجداني، مشيراً إلى أن الزمن ومتغيراته يفرض كل يوم سطوته على الإنسان حتى صار على الرواية مهمة كتابة مصيرنا والتقاط مسيرتنا البشرية. ويعتبر في حديثه عن راهن المشهد الروائي العربي، أن أهم ما يجب التمسك به على صعيد الرواية كجنس أدبي، هو ضرورة الانطلاق من مشروع ورؤية واضحة، تتشكل فيها المسيرة الإبداعية للروائي، وألّا يتحول السرد بكل أشكاله إلى نوع من أنواع الرواية ضمن هذه الفترة التي تعيش فيها الرواية ربيعها. ويبين أنه على الروائيين استغلال هذه الفترة التي تتنامى فيها العناية بالرواية، ويعلو فيها صوت الروائي، بشكل ملحوظ، فعليهم أن يعملوا جاهدين نحو تحقيق مشروعهم الأدبي الذي يقود المتلقي إلى مساحات واعية في تلقي الأدب، ويكشف لهم عن المعتم والغائب من تاريخهم، لافتاً إلى أن هذا يزيد العبء على الروائي ولا يجعله يركن إلى وهج الرواية في الوقت الراهن. ويوضح محافظة حول فوزه بالجائزة، أن ذلك شكّل إضافة إلى مسيرته الإبداعية، وزاد عليه المسؤولية تجاه الرواية أولاً، وتجاه القارئ ثانياً، فالجائزة تجعل مستوى التوقعات عند القارئ يرتفع، وتدفع بالروائي إلى مزيد من العمل، والكد على مشروعه، بحيث تصبح الكتابة هاجسه الذي يلح عليه ساعة تلو أخرى. ويلفت إلى أن الجائزة تحمل مكانة مهمة في صعيد المشهد الثقافي العربي، فهي تمنح من معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي تجتمع فيه ثقافات العالم سنوياً، ويشكل منصة ومحوراً ثقافياً ثقيلاً في الشرق الأوسط، إضافة إلى أن اللجنة القائمة عليه تعتبر أسماء مهمة في الثقافة العربية، ولها تاريخها الطويل في الفعل الثقافي، سواء في الأدب، أو النقد، أو غيرهما من فروع المعرفة الأدبية. ويشير محافظة إلى أن الجوائز بصورة عامة لا تصنع روائياً، وإنما تعلن عن صوت تجربة تستحق القراءة، وتدفع الروائي نحو مشروعه، ففي الوقت الذي كانت فيه المؤسسات الثقافية والأسماء المركزية قادرة على رفع المبدعين، كانت الجوائز أقل حضوراً، في ما اليوم تعد الجوائز رافعة أساسية لتوسيع مساحة تجربة الشاعر، ونقلها إلى فضاءات أبعد من المحلية والعربية. ويعتبر أن الكثير من القراء والمثقفين يبالغون في تقدير مهمة الأدب والرواية تحديداً، فنجدهم يذهبون إلى الرواية بداعي تفكيك مشكلات الراهن العربي، وحلها جذرياً، في ما مهمة الرواية والأدب بصورة عامة يمكن تكثيفها بالإشارة إلى مواطن العطب والخلل الجاري في ثقافتنا، ومجتمعاتنا، فالأدب لم يخرج تاريخياً عن مهمته بل ظل مخلصاً لها، إذ ظل هو الذي ينكأ الجراح، ويفضح المتواري، ويلامس الجمالي والعالي في التجارب الإنسانية. ويعيد محافظة أسباب تزايد موجة الرواية العربية خلال السنوات الخمس الأخيرة، إلى ما يُجرى في الراهن العربي، إذ يقول: إن الأدب تجربة إبداعية تستجيب إلى الفضاء الاجتماعي والسياسي والفكري الذي تتشكل فيه، وما يُجرى في راهن البلدان العربية، لا يوجد جنس أدبي أعمق من الرواية في معالجة تلك الأحداث. يشار إلى أنه صدر لمحافظة عدد من الروايات هي: رواية بالأمس كنت هناك - الطبعة الأولى 2009 عن دار الفارابي للنشر والتوزيع ببيروت، ورواية يوم خذلتني الفراشات - الطبعة الأولى 2011 عن دار الفارابي للنشر والتوزيع ببيروت، إضافة إلى العديد من الدراسات البحثية التي تناولت قضايا سياسية واستراتيجية وفكرية متنوعة.