أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، السبت، أن حادث الكنيسة البطرسية الإرهابي والآثم يعكس مجددًا أهمية تضافر الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والقضاء على جذوره. جاء ذلك خلال لقاء الرئيس السيسي، مع فولكر كاودر، رئيس الكتلة البرلمانية للائتلاف الحاكم، في البرلمان الاتحادي الألماني، حيث رحب بالمسئول الألمانى وطلب نقل تحياته إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، معربا عن تقديره للتعازي في ضحايا حادث الكنيسة البطرسية الإرهابي ومشاعر المواساة الصادقة التي نقلها كاودر. وأبدى الرئيس، خلال اللقاء، اعتزاز مصر بالعلاقات المتميزة التي تربطها بألمانيا، معربا عن تطلع مصر لتعزيز التعاون الثنائي على جميع الأصعدة، ولاسيما على المستوي الاقتصادي. وتناول السيسي، الجهود التي تبذلها مصر في سبيل تحقيق التنمية الاقتصادية ومعالجة الاختلالات الهيكلية التي ظل الاقتصاد المصري يعاني منها لسنوات، مؤكدًا أن تحقيق ذلك يتطلب اتخاذ خطوات إصلاح جريئة وغير مسبوقة. وشدد على أهمية تعزيز التعاون والتشاور بين الدولتين بما يساهم في التصدي للتحديات المشتركة الناتجة عن الأزمات القائمة بالمنطقة، ومنها أزمة تدفق اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين، داعيا إلى ضرورة تبني استراتيجية شاملة للتعامل مع أسباب هذه الظاهرة، للتوصل إلى تسويات سياسية للنزاعات القائمة بالمنطقة، بالإضافة إلى متابعة جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وصرح المتحدث باسم الرئاسة، السفير علاء يوسف، بأن اللقاء شهد تباحثاً حول سُبل تطوير التعاون الثنائي بين البلدين بمختلف المجالات، فضلًا عن آخر تطورات الأوضاع في بعض دول المنطقة، وسبل تعزيز الجهود الدولية الرامية للتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة. من جهته، نقل فولكر كاودر، تحيات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إلى الرئيس السيسي، وعبر عن خالص تعازيه في ضحايا الحادث الإرهابي الذي تعرضت له الكنيسة البطرسية يوم الأحد الماضي، مشيدًا بتعامل السلطات المصرية مع تداعيات الحادث وحرصها على تقديم مرتكبيه إلى العدالة في أسرع وقت. وثمن المسئول الألماني، ما تشهده العلاقات بين البلدين من تنام ملحوظ خلال السنوات الماضية، معربًا عن تقديره لدور مصر المحوري بالشرق الأوسط باعتبارها ركيزة أساسية للأمن والاستقرار، فضلًا عما تبذله من جهود مُقدّرة في مجال مكافحة الإرهاب والتصدي للفكر المتطرف. وأشار إلى اهتمام ألمانيا بتعزيز التعاون الاقتصادي مع مصر والمساهمة بفعّالية في دفع جهود التنمية بها، مشيدا بالقرارات الاقتصادية الضرورية والشجاعة التي اتخذتها الحكومة المصرية مؤخرًا. وأعرب عن إعجابه بما أبداه الشعب المصري من إدراك وتفهم لتلك القرارات في ضوء ما تتيحه من فرصة لانطلاق الاقتصاد المصري. وقال كاودر، إن ألمانيا عازمة على الاستمرار في دعم مصر بالمجالات التنموية، وخاصةً التعليم والتدريب الفني وتوفير فرص العمل، مؤكدا حرص بلاده على تكثيف التشاور مع الجانب المصري حول سُبل التوصل لتسويات سياسية للأزمات القائمة بالمنطقة.