×
محافظة المنطقة الشرقية

تعرف على مخاطر العمل ليلا!

صورة الخبر

اكذب بصورة: حرب الصور والأخبار من حلب بموازاة المعركة العسكرية الدائرة في حلب، تدور حرب أخرى لا تقل ضراوة هي حرب الصور والأخبار غير الدقيقة والمزيفة التي لم يسلم منها حتى أهم الصحافيين. العرب [نُشرفي2016/12/17، العدد: 10488، ص(19)] اكذب بفيديو حلب (سوريا) - أجابت إيفا بارتليت، الصحافية الكندية التي غطت حروب إسرائيل في غزة، في مؤتمر صحافي عقد في قاعة مخصصة للصحافيين بمقر الأمم المتحدة عن سؤال صحافي عن الواقع في مدينة حلب، بسؤال آخر. طلبت منه أن يعدد لها المنظمات الإنسانية المتواجدة في أحياء حلب الشرقية والتي يستقي منها ما بدا بالنسبة إليه “أخبارا موثوقة” عن “عمليات قتل يتعرض لها المدنيون” من قبل الطيران السوري والروسي في تلك المنطقة. لم يعرف الصحافي بما يجيب فالتزم الصمت. لتردّ عليه بأن لا مصادر “موثوقة”. فيما كان هذا الحوار يدور في القاعة المخصصة للصحافيين في الأمم المتحدة كانت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تعجّ بالصور غير المسندة في حرب كان التضليل الإعلامي حاضرا في كل محطاتها، بل نقل المندوب السوري في الأمم المتحدة، بشار الجعفري، قضية تداول “الأخبار الملفقة” إلى قلب المؤسسة الدولية، وذلك عندما عمد إلى عرض صورة لجندي يساعد سيدة على النزول من عربة على أنها من مدينة حلب، ليتضح أن الصورة تعود حقيقة إلى العراق. وخلال كلمته، تحدث الجعفري قائلا “هذا ما يفعله الجيش السوري في حلب. هنا ترون جنديا سوريا في الصورة يساعد ويدعم إحدى السيدات” زاعما أن تلك المرأة كانت تحاول الفرار من شرق حلب الخاضع لسيطرة المعارضة. وقصت الصورة بطريقة تحول دون ظهور العلم العراقي على الملابس العسكرية لأحد الجنود، وقد سارع الناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى البحث عن الصورة الأصلية وعرضها. المثير في الأمر ان الصورة عندما نشرت من قبل إعلام الحشد الشعبي في العراق لاقت تهكما صاخبا على موقع التواصل الاجتماعي، لكونها دعاية فجة ومكشوفة. وقابلها النشطاء العراقيون على فيسبوك بحشد من الصور التي تكشف جرائم الحشد الشعبي بحرق وقتل المدنيين في الفلوجة وصفتها المنظمات الدولية بالانتهاكات المريعة ضد الانسانية. والغريب في استخدام الجعفري للصورة هو أن عرضه لها جاء مباشرة بعد انتقاده الأمم المتحدة واتهامه لها بـ”استخدام مصادر ومعلومات غير صحيحة”. وكانت الصورة قد ظهرت للمرة الأولى في يونيو الماضي، وقد بثتها قناة “آفاق” العراقية الشيعية، وقالت آنذاك إنها تعود إلى عنصر من قوات الحشد الشعبي ذات الغالبية الشيعية وهو يساعد أشخاصا يصعب عليهم التحرك في الفلوجة. ولم يتضح ما إذا كان الجعفري على علم بمصدر الصورة الحقيقي أو بالتلاعب الذي حصل فيها. التلفيق الإعلامي الذي يرافق الحرب في سوريا منذ بدايتها، وصل إلى حدوده القصوى وانتشر على الشبكات الاجتماعية هاشتاغ #كذب (اكذب) بصورة عن حلب، عمد خلاله مستخدمو الشبكات الاجتماعية إلى نشر صور مزيفة وقع تداولها على نطاق واسع على أنها من حلب. صحيفة “لوموند” الفرنسية، خصصت عنوانها الرئيس الخميس، للحديث عن هذه الحملة الدعائية، “الصور المزيفة والدعاية في معركة حلب”، وتحدثت عن صعوبة مهمة من يبحث عن الحقيقة في ظل ما يجري في حلب لكثرة المعلومات المختلقة والصور الزائفة. وقالت إن نشر الجعفري والبعض من عناصر المعارضة لصور مزيفة عن الحرب في حلب يزيد من معاناة أهل المدينة. من جانبها، نشرت الصحيفة أيضا صورة لطفلة نشرتها المعارضة على أنها تهرب من قصف قوات النظام، إلا أن الصورة اتضح أنها مفبركة من فيديو كليب لفنانة لبنانية تدعى هبة طوجي، صدر عام 2014. وأكدت الصحيفة بأن هذه “البروباغندا” التي ينتهجها طرفا النزاع بعد كشف فبركة الصور من صحافيين فاريين من حلب إلى بيروت، لن تفيد المدنيين في شيء. ويقول المحلل الفرنسي أوليفييه بيريور إن “هناك مؤامرة في الغالب على سوريا ككل”، وتابع “رأينا في الفترة الأخيرة قصفا على آخر مستشفى في حلب وهناك من نشر صورا تدين النظام وهناك من نشر صورا تدين المعارضة”. وقد وصل التلفيق الإعلامي الذي يرافق الحرب في سوريا منذ بدايتها، إلى حدوده القصوى في المرحلة الأخيرة مع معركة حلب، إلى درجة أن بعض وسائل الإعلام الغربية، لم تعد قادرة على التزام الصمت أمام ضخامة الحملة الدعائية المبالغة في نشر معلومات غير دقيقة. انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو قصير يعرض بطريقة ساخرة مراسلا على بعد عشرة أميال من مكان الحدث الذي لم يتمكن من الدخول إليه لكنه رغم ذلك يتحدث عن مئات الألاف من القتلى. وتم تعريف الفيديو على أنه واقع حال كل الناشطين اليوم الذين يغردون تحت هاشتاغ #حلب. وكان الصحافي البريطاني باتريك كوكبرن تساءل كيف للمؤسسات الإعلامية التي تخشى إرسال صحافييها إلى المناطق التي يسيطر عليها أكثر المسلحين اعتدالا خوفا من أن يتعرضوا للخطف والقتل، أن تصدّق ما يرد عليها من تلك المناطق؟ ورأى الكاتب البريطاني أنه لا مفرّ أمام المعارضة التي تخشى على وجودها من إنتاج أو السماح بإنتاج معلومات في إطار البروباغندا الخاصة بها مشيرا إلى أن الخطأ لا يكمن فيها بل في وسائل الإعلام التي تسمح بأن يتم تغذيتها بأخبار مشكوك في صحتها ومن جانب واحد. :: اقرأ أيضاً الإعلانات تضغط على زر الشراء للتحكم بعقولنا عن بعد إنه خبر زائف: فيسبوك يحميك هاشتاغ اليوم: من أين لك هذا.. عفوا هل يكفيك هذا أبرز تغريدات العرب: مهمة الفنون والموسيقى هي مد طريقك الى نفسك