«السناب شات» من برامج التواصل الاجتماعي التي خطفت القلوب والعقول مؤخراً، نظراً لفاعليته في تسجيل الأحداث أولاً بأول. وأعتقد أن من ابتكر الفكرة كان يعني بها أموراً كثيرة مفيدة أكثر مما يحدث بشأنها الآن خاصة من قبل الشباب، ومع الأسف أحياناً من أشخاص كبار. المشكلة ليست في وجود التقنية، بل في استعمالها لدعوة كل من له ومن له شأن لحياتك الخاصة وهو ما يفعله كثيرون، وتعلمون جميعاً على ماذا تحتوي تلك المقاطع في مجملها من صور المطاعم والرحلات والمناسبات الشخصية وغيرها. بعضهم استخدمها بطريقة فاعلة ومؤثرة مثل نايف الجعويني، أحمد الشقيري، العرفج وأصوات نسائية مؤثرة. لكن مع الأسف هناك شخصيات هيمنت على الساحة بسطحية فكرها ومواضيعها وجذبت كثيرين حتى أصبحت قدوة يحتذى بها. هذا تشخيص الحال لكن هل هناك علاج لتلك الظاهرة؟ كم سنعيد تكرار النصيحة ذاتها وما فيها من أهمية التوجيه من قبل الوالدين والأسرة والقنوات الإعلامية وغيرها! إلا أن تلك القنوات المختلفة لم تعد كافية لأن إغراء الحضور ضمن هذا العالم التقني السريع بضغطة زر أصبح يستميل الكبار والصغار. ماذا نريد سوى أن نصنع قدوات أو نعيد استقدام قدوات حقيقية لأرض الواقع. وأعتقد كتربوية أن التعامل مع ظاهرة أفضل بكثير من رفضها والوقوف ضدها. حتى وسائل التوجيه أصبح لزاماً أن تتغير لتتناسب وانفتاح العالم بكل تقنياته. لم يعد نافعاً أن يحرم الابن من حقوقه في التعامل مع هذه التقنية، لكن على الأقل وجودنا بقربهم لتصحيح ما نراه أو تشجيع استخدام السناب لأمور مفيدة سيساعد في أن يكون التوجيه في المسار المناسب. وأعتقد شخصياً بأن وجود فراغ عقلي وروحي قد يدفع أي إنسان للنزول لأي مستوى سطحي لإشغال نفسه. وأرى أيضاً بأن المدارس بالذات كون الطالب يتلقى فيها كما كبيرا من العلم والمفاهيم الحياتية وغيرها ستكون مكانا مناسبا لطرح تلك الوسائل كمناهج إثرائية واستخدامها ليتمكن الطلاب من تسجيل نجاحاتهم ومن هذا المنطلق سنقدم رسالة هادفة وصامتة لأهمية التعامل الذكي والعقلاني مع السناب شات وغيره من التقنيات.