الإعلاميون في خانة الاتهام دائما، إما لأنهم يضاعفون الأزمات، أو يزيدون التحديات، أو ينافقون السلطة على حساب الناس. العربأميرة فكري [نُشرفي2016/12/13، العدد: 10484، ص(18)] صفوت العالم: دخول رأس المال السياسي في الإعلام جعله لا جماهيريا ولا سلطويا القاهرة - يبدو أن طريقة أداء الإعلام المصري، وأسلوب تناوله للقضايا المختلفة، سواء الداخلية أو الخارجية، لم تعد مقبولة، لدى مختلف الفئات في المجتمع، حتى أصبح الإعلاميون في خانة الاتهام دائما، إما لأنهم يضاعفون الأزمات، أو يزيدون التحديات، أو ينافقون السلطة على حساب الناس. وكاد الأقباط، ومعهم مسلمون أيضًا، أن يفتكوا بالإعلاميين، أحمد موسى ولميس الحديدي وريهام سعيد، حيث اعتدوا عليهم بالضرب المبرح ومنعوهم من تغطية وقائع حادث انفجار الكنيسة البطرسية في القاهرة. وقبل الحادث بيوم واحد، كان الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، قد جدد هجومه على وسائل الإعلام، وقال إنها “تضاعف من الأزمات والتحديات، وتخلق الفرقة بين الناس والحكومة، وكثيرًا ما تتحدث عن أمور وقضايا بطريقة تضر الدولة وأمنها واستقرارها”، وكان حديث السيسي هذا هو الخامس من نوعه عن الإعلام. ورأى مراقبون، أن سخط الرئيس السيسي على الأداء الإعلامي، رغم أن الكثيرين من مقدمي البرامج يدافعون عن النظام باستماتة، ثم الاعتداء على البعض من الإعلاميين المعروفين بقربهم منه، بما يؤشر إلى أن الإعلام المصري فشل في أن يحفظ رصيده عند النظام، رغم تأييده والدفاع عنه، كما أنه لم يعد له رصيد عند رجل الشارع. وفسّر صفوت العالم، أستاذ الإعلام السياسي بجامعة القاهرة، هذا المشهد الملتبس، بأنه من الطبيعي أن تكون الدولة بأجهزتها المختلفة ساخطة على الإعلام، وأن يكون الجمهور أكثر سخطًا، لأن الإعلام المصري، منذ ثورة 25 يناير 2011، ودخول رأس المال السياسي في صناعته، أصبح إعلامًا ذاتيًا، “لا جماهيريًا ولا سلطويًا”، لدرجة أوصلته إلى أن يفقد تعاطف أيّ طرف معه. وأضاف العالم لـ”العرب”، أن الحكومة متهمة بإدارة وتوجيه الإعلام، نظرًا إلى شدة نفاق البعض من الإعلاميين، ودفاعهم عنها حتى في الخطأ، وهذا ما يزعج السيسي، الذي دائمًا ما ينفي عن نفسه أو الحكومة تهمة التوجيه بالظهور أو المنع للضيوف، أو تناول قضايا بعينها. وقال، إن ما يصل للمواطن المصري الآن، هو أن الإعلام، اختار النظام على حساب الناس، فإذا به يخسر الجميع؛ النظام والجمهور. وأشار العالم، إلى أن الإعلام المهني، المنحاز لكل الأطراف في آن واحد، وغير المحسوب على فئة أو تيار بعينه، ويناقش مختلف القضايا دون إحساس الناس بأنه “إعلام موجّه”، هو الوحيد الذي مازال يحافظ على رصيده عند طرفي المعادلة “الدولة والجمهور”. يبحث النظام، عن منبر إعلامي “جامع للآراء والتوجهات”، للاستقواء به عند الحاجة، والجمهور نفسه يريد ذلك، لكن الإعلام الموجود حاليًا، فشل في ذلك. بدوره رأى محمد بيومي، أستاذ الإذاعة والتلفزيون، بالمعهد العالي للإعلام بالقاهرة، أن الناس أصبحوا يقارنون بين الإعلاميين حسب مواقفهم وتوجهاتهم، والمشكلة أن درجة نفاق البعض منهم للنظام، وصلت إلى حد توريطه ليس داخليًا، بل وخارجيًا أيضًا. وأضاف لـ”العرب”، أن الإعلام في مصر أو أيّ دولة، إذا أراد الحفاظ على قوته الناعمة، وأن يحظى باحترام وثقة جميع الأطراف في المجتمع، فإن عليه، أن يكون جريئًا للغاية، عند مناقشة القضايا وطرحها، شريطة أن يكون الطرح شاملا لكل الأطراف، حتى لو كانت على خلاف مع الإعلامي، أو النظام، بمعنى إعلاء قيم المهنية فوق كل شيء. وأمام هذا السخط على الإعلام، وفشله في إرضاء أي طرف، مازال الجميع يمنّي النفس، بأن تُحدث التشريعات الإعلامية المنتظر إقرارها في البرلمان، حالة من التغيير الإيجابي، في أداء وشكل وأسلوب الإعلام. :: اقرأ أيضاً مع المزيد من العنف.. كيف يقرر الصحافيون ما يجب تغطيته المغاربة يدافعون عن لغتهم: الدارجة لا تعلو على الفصحى غوغل أكثر ذكاء بفضل المطورين المستقلين #هاشتاغ اليوم: مغردون مسلمون ومسيحيون يد واحدة